بالصور.. "سيدي محمد الحلفاوي".. مقام بلا مسجد.. بركات "خادم السيدة زينب" تحل على قاطني "السويقة" وسط وشاح أخضر وآيات قرآنية وشجرة مبروكة
درب ممهد يتجاوز عمره 3 قرون، على جانبيه تصتف بيوت عتيقة تضم في أحواشها وكالات، ومخازن، وورش ومقاهي ومساجد، عاشت في أزمان سلاطين بني أمية، والفاطميين، والعثمانيين، والعباسيين، وما تبعهم إلى يومنا هذا وإلى آخر الزمان.
لم يتغير في الدرب الجديد سواء عمارات جديدة مسمطة مغلفة بالطوب الأحمر، الدرب الجديد له مكانة خاصة في نفوس سكان السيدة زينب، وقلوب السالكين، تطل عليه مأذنة السيده شاهدة وحارسة على ضريح أحد خداميها محمد الحلفاوي.
مقام بلا مسجد
مقام سيدي محمد الحلفاوي الكائن على رأس سويقة اللالا، التي تربط بين الدرب الجديد ومنطقة حنفي بالسيدة زينب.
يقع المقام على زاوية الحارة، تحتضنه أربعة جدران مطلية باللون الأخضر الفاتح من الداخل والخارج، على واجهة المقام قضبان حديدية تكشف الضريح.
ووشاح أخضر خيط عليه آيات قرآنية، ومصحف، وشجرة مبروكة. تعلوا هذه القضبان، لوحة خط فيها "بسم الله"، هذا مقام محمد الحلفاوي "رضي الله عنه".
أحد جدران المقام الأربعة، يعد فاصل ما بين الضريح ومسكن بدورين، يعيش فيه أناس من عشرات السنين.
ورغم ما يشهده المقام من بساطة بنائه وصغر موقعه، إلى أن دراويش وزوار الموالد يقصدونه من كل حدب وصوب ويعتبر أشهر مقام في السويقة.
لا نعلم عن سيدي محمد الحلفاوي الكثير إلا أنه خادم السيدة زينب رئيسة الدواوين، وأخت الحسن والحسين أسباط رسول الله صلى الله علية وسلم، وهذا ما يتناقله سكان السويقة عن أجدادهم، كما يروون على مسمع كل سائل، أن الشجرة المجاورة لضريح سيدي محمد الحلفاوي، شجرة مبروكة ومستها كرامة من كرامات سيدي محمد العديدة، حيث في زمن من الأزمان حاول أحد السكان قطع هذه الشجرة للبناء حول الضريح إلا أن الشجرة نزفت دم على حسب قول السكان هنالك.
ولكن السيدة "أم أماني"، ساكنة في المنزل الذي يشارك أحد جدارنه الضريح، قابلت هذه الأسطورة بالنفي: "منذ أن سكنت هنا في هذا البيت الذي بني حول الضريح والشجرة التي لم تقطع، يحاوطني بركات سيدي محمد الحلفاوي، وفي يوم سقط فرع الشجرة على شباك الغرفة العلوية وهشمه فأمرت زوج ابنتي بقطعها ولم أرَ أي دماء".
و تابعت: لا أنكر أنه أصابني حزن شديد حتى قصدت كل شخص لمحاولة زرع هذا الفرع مرة أخرى ولكن "اللي آوانه بيفوت بنرمي عليه السلام"، ومست بيدها الجدار الفاصل قائلة "أنا مقدرش أمشي من هنا".
يبقى هذا المقام بركة سويقة اللالا، ويأتوه الناس أفواجا لمجاورته؛ حيث يتوافق مولد سيدي الحلفاوي مع مولد السيدة.