بـ"فلوسي" فنادق ومنتجعات مصر العالمية تتحول إلى "مصايف شعبية".. سلوكيات المواطنين تتسبب في تدمير السياحة والركود السبب.. الصور المسيئة تنتشر.. والوزير: أغراضها خبيثة
حالة من الفوضى والعشوائية
شهدتها الفنادق الفخمة والمنتجعات السياحية؛ بسبب تراجع معدلات السياحة الخارجية
والاعتماد على السياحة الداخلية.
وانتشرت في الآونة الأخيرة بعض الصور على مواقع
التواصل الاجتاعى، والتى تعرض سوء استخدام المدن والقرى السياحية من قبل المصريين،
حتى تحولت إلى مصايف شعبية، الأمر الذى سينعكس بكل تأكيد على الصورة الذهنية لدى
دول العالم عن السياحة المصرية.
وأعلن وزير السياحة يحيى راشد عقب توليه مهام
الوزارة منذ بضعة أشهر، عن خطة أسماها بـ"6 × 6"، والتى تتكون من 6
محاور أساسية لعودة السياحة كما كانت فى السابق؛ لكن فى النهاية لم يشهد القطاع
السياحى أى تقدم ما تسبب في زحف السياحة الداخلية؛ مما أساء للمظهر الحضاري للمدن
السياحية.
أغراضها خبيثة
وقال وزير السياحة يحيى راشد، فى تصريحات خاصة
لـ"العربية نيوز"، إن نشر الصور غير اللائقة لارتداء بعض المصريين
للملابس الداخلية، خلال قضائهم للإجازة الصيفية بالمنتجعات السياحية، أمر له
أهدافه وأغراضه الخبيثة، وهو التقليل من الصورة الذهنية للمصريين، لافتا إلى أن
معظم هذه الصور مفبركة غير حقيقية، فلا أحد يرضى أن يصور بهذا الشكل.
وأوضح "راشد" أنه يجب على الجميع وضع
المصلحة العامة فوق كل اعتبار، معقبًا عن الجديد في الملف السياحي
بـ"استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"، داعيًا المصريين إلى أن
يتفاءلوا بالخير ليجدوه.
"صور المصايف" تتسبب في عزوف الأجانب
وأوضح عماري عبدالعظيم، رئيس شعبة السياحة بغرفة القاهرة التجارية في تصريحات لـ"العربية نيوز"، أن تصوير نزول المواطنين بالملابس الداخلية على الشواطئ والقرى السياحية والترويج لهم، قد يأتي بعزوف الأجانب عن المقاصد السياحية، وترجع المسئولية لإدارة الفندق، أما عن تدخل الغرف السياحية لمنع هذه السلوكيات يصعب لأنها في المقام الأول عملية تجارية.
وأكد رئيس شعبة السياحة بغرفة القاهرة التجارية، أن هناك تحركات وجهدًا ملموسًا لم يعلن عنه؛ منعًا للفت أنظار المتربصين لمصر، مضيفًا أن شهر أكتوبر سيشهد بداية لعودة السياحة ولا بد من الاستعداد والاهتمام؛ لأن دون ذلك سيقتل السياحة لمدة 5 سنوات.
وعن رؤية عبدالعظيم الخاصة لاستفادة مصر من الدولار فيجب وضع آلية لذهاب الدولارات إلى الدولة؛ لأن العملة الصعبة تدخل في حسابات الفنادق وتخزن وتتسلم هي مهمتها دون أي فائدة للدولة، وذلك تكون الدولارات كلامًا على ورق ليس إلا، ما يثير الشبهات لدى الفنادق والشركات.
وأضاف: فلا بد من الدولة وضع آلية لتحول الدولارات إليها ثم محاسبة الفنادق بالجنيه لكي تستفيد الدولة، فلماذا تتعامل الشركات بالعملة الصعبة دون عملة الدولة؟.
مورد أساسي للفنادق
وأكد الخبير السياحي مجدي سليم في تصريحات خاصة
لـ"العربية نيوز"، أن السياحة الداخلية بالطبع لم تضر أو تؤثر بالسلب
على السياحة الخارجية، حيث إن السياحة الداخلية هي الآن المورد الأساسي لكل
المناطق السياحية، بدلا من عملية الركود التي تشهدها هذه المناطق، مضيفا أننا يجب
أن ننظر إلى النماذج العالمية في السياحة فكثير من الدول اعتمدت على السياحة
الداخلية كجانب أساسي في الصناعة.
وأوضح الخبير السياحي، أنه لا بد من النظر بواقعية
للأمور فحالنا معلوم للجميع، مشيرًا إلى أن خطة وزارة السياحة لفتح أسواق جديدة
جانبت الصواب لأننا لدينا 33 سوقًا، يجب التواصل معه بمجهود أكثر فاعلية
لعودتهم من جديد.
وأشار "سليم" إلى أنه يجب أن ينصب تركيزنا
في السياحة الدينية والعلاجية إلى ما يحيي السياحة الترفيهية التي لها نصيب الأسد
وتنشيط العلاقات بتسهيل إجراءات دخول سائحي شمال أفريقيا وجنوبها.
"بفلوسي"
بينما استنكر حسام العكاوي الخبير السياحي في
تصريحات خاصة لـ"لعربية نيوز"، نهج السياحة الداخلية التي تضرب منتجعاتنا
السياحية؛ لأن هناك نسبة كبيرة من المسافرين ليس لديهم الحد الأدنى من ثقافة
السفر، فالمسافر يأخذ متعلقات الغرفة أثناء مغادرته للفندق، معتبرًا أنها ملكه.
وتساءل الخبير السياحي: هل من المنطق أن الدولة تقلص
الدعم من السلع الأساسية تاركة السياحة كما هي مدعومة، مضيفا: "فالمواطنون
يسيئون ويفعلون ما يريدون تحت قاعدة بفلوسي"، قائلا: "إننا نحتاج أكثر من
ما استفادته الفنادق من السياحة الداخلية لإعاده تسويقنا خارجيًّا بعد الصورة التي
ظهرت لهم كما هو الحال لإعادة عمليات التطوير في "الفنادق".
وطالب "العكاوي" بضرورة إلغاء الدعم
السياحي للرحلات، لافتًا إلى أن الحل يكمن في تقديم الدولة قروضًا ميسرة للفنادق دون
فوائد وتسدد بعد 10 سنوات.