عاجل
الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"زواج القاصرات" يضرب بالقانون عرض الحائط ينتهك البراءة.. خبراء "اغتصاب لمستقبلهن".. يجب محاكمة الأهل.. "الأوقاف": أصابت المجتمع بالفزع

 الدكتورة سوسن فايد
الدكتورة سوسن فايد و مرجريت عازر وكيل لجنة حقوق الإنسان

في مشاهد مثيرة للسخط يضرب القانون بعرض الحائط ويخالف الشرع والدين، حيث يجبر أطفال لم تتعد أعمارهم الـ12 عامًا على الزواج تلبية لعادات وتقاليد مغلوطة تنساق وراء الجهل لتدمر حياة أطفال وتتركهم وراء مستقبل يحمل ظلاما 

حيث شهدت قرية المعصرة مركز بلقاس، بمحافظة الدقهلية، حفل زفاف عروسين في المرحلة الأولى من عمريهما، حيث إن العريس تلميذ بالصف الأول الإعدادى، والعروس تلميذة في الصف الخامس الابتدائي، تجمع بالحفل أهالي القرية، والأقارب والأصدقاء، احتفالا بالعرس.

هذه الواقعة لم تكن الأولى في مصر، بل سبقها العديد من زواج الأطفال والقاصرات، كان أشهرها خطوبة تمت العام الماضي في مركز السنبلاوين بالدقهية للطفل شمس محمود شمس "13 عاما" الطالب في المرحلة الإعدادية، على إيمان بدران جحا "10 سنوات" التلميذة بالمرحلة الابتدائية، وتداولت الصور على موقع التواصل الاجتماعي التي فزعت العديد وكانت بمثابة صدمة كبيرة. 

ثم لحق الواقعة الأولى، انتشار فيديو لخطوبة طفلين في عزبة الجزار بمركز شربين بالدقهلية، العريس 9 سنوات، والعروس 8 سنوات، وظهر صوت أحد الأشخاص بالفيديو قائلًا: "ربنا يتمم على خير.. عقبال الليلة الكبيرة".

الواقعة الثالثة فكانت في الغربية، العريس وجيه خالد البنا "17" عاما، وخطوبته على ابنه عمه نهى البنا "11عاما"، حيث قال العريس: "أنا خطبت نهى من أهلها علشان أحجزها، أنا لسه عندي جيش وعايز أجهز نفسي وهاتجوزها بعد 4 سنين"، فيما كان رد العروس التي تدرس في المرحلة الابتدائية: "أنا بحب ألعب استغماية".


"اغتصاب" لمستقبلهن 

في البداية قالت الدكتورة سوسن فايد أستاذة علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن زواج الأطفال الذين لم يبلغوا السن القانوني لا نستطيع أن نقول عليها ظاهرة؛ لإنها حالات فردية تنتشر في بعض القرى الضيقة الصغيرة التي يعمها الجهل والأمية، منوه بأن مثل هذه الظواهر يسهل القضاء عليها والحد منها قبل أن تصبح بالفعل ظاهرة وتهدد حياة الأطفال والشباب بسن مبكر. 

وأضافت فايد في تصريحات لــــ"العربية نيوز" خطورة هذا الأمر كبير جدا؛ لأن احتمالات استمرار مثل هذا النوع من الزواج عالية جدا مشيرة إلى أن الفتيات أو الأطفال في هذه السن لا يستوعبن مفهوم الزواج وكيفية التعايش معه. 

وصرح أستاذ علم النفس السياسي بأن هذا يعد اغتصابا لحياتها ومستقبلها لأن هذا يولد مفهوم سيء عن الزواج، لافتة إلى أن مفهوم الزواج لدى الأطفال وصغار السن محدود الخبرات وهذا يجعلهن يكتسبن خبرات سيئة مبكرًا؛ بسبب جهل الأهل، مشيرة إلى أن هذا يؤثر عليهن بشكل سيء ويسبب العديد من المشكلات النفسية المستقبلية بسنِ مبكر.


ونوه الشيخ فؤاد عبدالعظيم، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد السابق، بإن انتشار الزواج الذي لم يصل حتى إلى مسمى زواج قاصرات شيء في منتهى الخطورة وله عواقب ستؤدي إلى انهيار المجتمع عاجلًا أم أجلا منوها بأن الزواج لإتمامه لا بد ألا تقل الفتاة عن 18 عامًا لأن هذا هو السن القانوني والمأخوذ به.

وأضاف عبدالعظيم في تصريحات لـ"العربية نيوز" أن زواج الأطفال المنتشر كما حدث في الدقهلية شيء يصيبنا بالفزع، مؤكدا أن هذا فيه تدمير لحياة تلك الأطفال وقيام الأهل بتزويجهم جُرم كبير لابد من المحاسبة عليه. 

وأوضح وكيل وزارة الأوقاف أن الزواج الذي يتم به مخالفة للقانون يتم بطريقة غير شرعية لعدم وجود مأذون يشهد على هذا الزواج، منوهًا بأن إذا قام بمخالفة هذه القوانين يتم المحاسبة واتخاذ ضده كافة الإجراءات، لافتًا إلى أن هذه الظواهر تنتشر فقط في القرى والنجوع الضيقة الصغيرة بينما تختفي في المدن والحضر.

مخالف للدستور ويجب محاسبة الأهل
وأكدت مرجريت عازر وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن ظاهرة انتشار زواج الأطفال التي انتشرت في الآونة الأخيرة لا يمكن السكوت عليها أبدا، منوهه بأن مثل هذه الظواهر هي موروثات اجتماعية أساسها الجهل من قبل الأهل. 

وأضاف مرجريت في تصريحات لـ"العربية نيوز" سن الطفولة هذا من أجل التعلم والترفيه واللعب والتنشأه الصحيحة، مستنكرة: زواج إية لطفلة 10 سنين؟، مؤكدة أن هذا مخالفة دستورية ولابد من المحاسبة عليها 

وصرح وكيل لجنة حقوق الإنسان أن لابد من تقديم مذكرة للمجلس القومي للمرأة أو مجلس الطفولة والأمومة وترفع إلى النائب العام بالواقعة لمنع تكرارها، منوهة بأن هذا إساءة للمجتمع وإذا تم ثبوتها ستحول الأهالي إلى المحاكمة، مؤكدة أن العادات والتقاليد المغلوطة والرغبة في زواج الفتيات وراء انتشار مثل هذه الظواهر مشيرة إلى ضرورة تفعيل الخطاب الديني ودور الإعلام في التوعية بخطوة مثل هذه العادات.