"فتح الله كولن".. خصيم أردوغان.. والمتهم بتدبير محاولة الانقلاب "الفاشلة"
"محمد فتح الله كولن" مفكر وداعية إسلامي تركي، والمتهم الاول بتدبير محاوله الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لمعارضته الكلية لسياسات حزب العدالة ولمحاولة لعدم تطبيق الشرعية بتركيا، يعرف عن "كولن" مواقفه الغريبة والمنفتحة إلى الثقافة الغربية التى تأثر بها حينما درس الفلسفة، فمن بين آرائه أنه بينما كانت الحركات الإسلامية تحتج على حظر الحجاب في الجامعات في ثمانينيات القرن الماضي، قال فتح الله كولن إن لبس الحجاب ليس من أصول الإسلام، بل هي قضية فرعية، وطلب من الطالبات خلع الحجاب لمواصلة دراستهن.
موقفه من القضايا التركية
قدم كولن آراءه حول القضايا التركية، بدءً من تحقيقات الفساد والرشوة وتبييض الأموال، وانتهاءً إلى القضية الكردية، ومن حادثة "ماوي مرمرة"- حيث اعتدت إسرائيل على هذه السفينة- إلى توقعاته المستقبلية، وذلك في مقابلة تليفزيونية أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، حيث قال فيما يتعلق بقضية الفساد الكبرى التي تمّ الكشف عنها في أول العام الجاري: "لا يشك أحد في وجود فضيحة فساد أبدًا، بل هذا أمر أجمع عليه الرأي العام في تركيا؛ لذلك ليس بمقدور أحد تغيير هذه الحقيقة والتستّر عليها"، وتطرق كولن إلى حركة التصفية والنفي والتشريد الشاملة في صفوف الكوادر القضائية والأمنية والشرطية، وأكّد أن البعض يسعون لتقديم الجهود الرامية إلى كشف الغطاء عن أعمال الفساد في البلاد وكأنها "جريمة"؛ لذلك لجئوا إلى الإيهام بوجود "دولة موازية" داخل الدولة؛ بسبب استيائهم من عمليات الفساد الجارية، مع غضّ البصر عن جميع ممارسات الفساد والرشاوى والانتهاكات القانونية في العطاءات الرسمية ومحاولة التستّر عليها وتقديم كل ذلك للرأي العام وكأنه أمر اعتيادي.
بداية تأسيس حركة فتح الله كولن
بداية تأسيس حركة "كولن" عام 1990، ووجدت هذه الحركة صداها في تركيا ثم خارجها، ووصلت إلى ذروتها في الاجتماع الذي تم عقده في الفاتيكان بين فتح الله وبين البابا إثر دعوة البابا لـه، أطلق عليها اسم "حركة كولن"، لأنها حركة تمتلك مدارس عدة داخل تركيا وخارجها، ولها صحفها ومجلاتها وتلفزيوناتها الخاصة، وشركات خاصة وأعمال تجارية ومؤسسات خيرية، وامتد نشاطها إلى إقامة مراكز ثقافية خاصة بها في عدد كبير من دول العالم، وإقامة مؤتمرات سنوية في بريطانيا والاتحاد الأوروبي وأمريكا، بالتعاون مع كبري الجامعات العالمية.
تميزت الحركة بأنها تلقى ترحيبا كبيرا من الغرب، إذ تعتبر هي "النموذج" الذي ينبغي أن يحتذى به بسبب انفتاحها على العالم، ولخطابها الفكري، وازدهرت حركة فتح الله كولن في إطار انتعاش الحركات والطرق الدينية في تركيا في الثمانينيات من القرن الماضي متأثرة بـ"طريقة النور"، التي أسسها الصوفي الكردي سعيد النورسي "1873- 1960".
العلاقة بين أردوغان وكولن من التوافق للعداء
يعتقد كولن أن الديمقراطية هي أفضل حل ولهذا يكن عداء للأنظمة الشمولية في العالم الإسلامي، وبدأت الصراعات بين كولن والسلطات التركية حيث غادر فتح الله كولون إلى أمريكا دون أسباب معلنة، وفي 18 يونيو 1999 تحدث في التلفزيون التركي قائلًا كلاما اعتبره البعض انتقادا ضمنيا لمؤسسات الدولة التركية، وبعد ذلك بدأ المدعي العام للدولة تحقيقا في تصريحات كولن.
تحريضه ضد النظام
بعد تلك الأزمة حدثت أزمة لقطة الفيديو الشهيرة التي بثت على اليوتيوب وظهر فيها كولن وهو يقول لعدد من أنصاره أنه سيتحرك ببطء من أجل تغيير طبيعة النظام التركي من نظام علماني إلى نظام إسلامي، كما تحدث عن نشر الثقافة التركية في أوزبكستان، مما أثار موجة غضب في الجيش التركي وباقي المؤسسات العلمانية في البلاد، وذلك إدي إلي أزمة دبلوماسية بين تركيا وأوزبكستان دفعت بولند أجاويد للتدخل مجددا في محاولة لحلها.
انقلاب كولن على الرئيس
هاجم كولون سياسية حزب العدالة والتنمية برئاسة "رجب طيب أردوغان"، حيث قال: "إن حزب العدالة والتنمية التركي" وعد بدفع المسيرة الديمقراطية إلى الأمام، وبناء دولة القانون حين أتى أول مرة إلى الحكم، إلا أنه بعد الانتخابات البرلمانية سنة 2011 غير مجرى سيره نحو إقامة "دولة الرجل الواحد" وبالتالي ابتعد عن ذاته، وأضاف كولن بأن الناخبين من حركة الخدمة، قد "دعموا الحزب الحاكم في البداية إلا أنهم بعد ظهور هذا التغيير الملاحظ في مسيرة الحزب اتخذوا تجاهه موقفا مناقضا له، بعدما "تبينت محاولة حزب العدالة والتنمية ربط كل شيء بالسلطة التنفيذية، واعتبر كولن انقلاب أردوغان على حركته "أسوأ عشرات المرات" مما واجهته الحركة بعد الانقلابات التي قام بها الجيش العلماني.
حياة ودراسة كولن
"محمد فتح الله كولن" ولد في 27 أبريل 1941 في قرية صغيرة تابعة لقضاء حسن قلعة المرتبطة بمحافظة أرض الروم، وهي قرية كوروجك ونشأ في عائلة متدينة، اكمل كولن تعليمه ودراسته في معاهد متطورة وحديثة ودرس العلوم الإسلامية وحصل على شهادة تؤهله للتدريس.
تدرب كولن على يد معلمين صوفيين محليين، حيث تعلم مبادئ الروحانية الإسلامية والإنسانية، ودرس كتابات سعيد النورسي، وهو عالم مسلم مشهور علم المسلمين أن يرحبوا ويستفيدوا من المدنية الحديثة وأن يستلهموا من النصوص المقدسة ما يطبقوه في حياتهم.