عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

التقارب التركي مع إسرائيل وروسيا هل يفتح الباب للمصالحة مع مصر؟.. اللاوندي: أزمة القاهرة مع أنقرة تتمثل في شخص أرودغان.. صلاح لبيب: العزلة وراء تعاونها مع إسرائيل وموسكو

نتنياهو و سامح شكري
نتنياهو و سامح شكري

أثارت التغييرات الأخيرة فى الشرق الأوسط، بتطبيع العلاقات بين تركيا مع إسرائيل وروسيا، وزيارة سامح شكرى لإسرائيل فى زيارة رسمية، تباين ردود الأفعال بين الخبراء والسياسين، فى ظل معاداة أرودغان للحكومة المصرية ودعمه للإخوان، وانفتاحه على الشرق الأوسط من جديد التى علق عليها الخبير التركى أنه انفتاح لأجل مصلحته الشخصية، وعدم وجود شروط معلنة من الجانب المصرى للإعلان عن المصالحة، فى ظل الحديث عن مبادرة ثلاثية من السعودية إلى جانب مصر وتركيا لتسوية القضية الفلسطينية.

وهل ستعود العلاقات المصرية التركية مرة أخرى، وماهى المكاسب السياسية التى ستحققها تركيا بتطبيع علاقاتها مع روسيا وإسرائيل، وهل ستنجح المبادرة الثلاثية لتسوية القضية الفلسطينية؟

فى البداية أكد الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية في تصريحات لـ"العربية نيوز" أن الرئيس السيسي طلب قبل ذلك من الحكومة التركية، عدم التدخل في الشأن المصري، قائلًا: "إننا لن نتدخل في الشأن الداخلي لأي دولة من دول الجوار، كما أننا نرجو من هذه الدول عدم التدخل في الشأن الداخلى لنا".

وأضاف "اللاوندي" أن أرودغان مصمم على التدخل فى الشأن المصري بسبب دعمه للرئيس المعزول محمد مرسي، واحتضانه لبعض قيادات تنظيم الإخوان المعادي للدولة المصرية، إلى جانب دعمه لوسائل الإعلام التي تبث من تركيا وتكيل للحكومة المصرية الاتهامات بالليل والنهار.

وأشار أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن العلاقات لن تعود من جديد بين مصر وتركيا، إلا إذا تخلى "أرودغان" عن دعمه للإخوان، مؤكدًا أن الخاسر من قطع هذه العلاقات هى تركيا، خاصة أن "أرودغان" يتجه إلى العودة للشرق الأوسط من جديد، ولن تأخذ هذه العودة مسارها الصحيح إلا بعودة العلاقات مع مصر، مضيفًا أنه يجب أن تتخلى تركيا عن سياستها العدوانية تجاه مصر لعودة العلاقات مرة أخرى.

وأضاف أن الأزمة تتمثل في شخص أرودغان، وحزب العدالة والتنمية، وأن العلاقة بين الشعبين التركي والمصري جيدة، مشيرًا إلى أنه يمكن التواصل بين الأحزاب المعارضة في تركيا، ومن الممكن أن تنشئ علاقات بينها وبين الجانب المصري.

كما أكد "اللاوندي"، أن عودة علاقات بين تركيا وإسرائيل، وبين تركيا وروسيا، ترجع إلى ارتباط تركيا بوجودها عضو في حلف الناتو، مشيرًا إلى أن نتنياهو أعلن أن الاتفاق يلزم تركيا بمساندة إسرائيل على الانضمام للحلف، وفتح مكاتب في المؤسسات الدولية بما في ذلك حلف الناتو.

"أردوغان" يسعى لتحسين العلاقات مع مصر 

وأوضح تورجوت أوغلو، المدير الإقليمي لجريدة الزمان التركية بالشرق الأوسط، أنه في عام 2011 ومع هبوب رياح الربيع العربي، وفى رأيى ما هو إلا "خريف عربي"، تغير موقف أردوغان وحزبه الداعم للديمقراطية والحرية والعدالة، وبدأ يعاود ارتداء عباءة الإسلام السياسية التي سبق وأن أعلن خلعها، مشيرًا إلى أنه في هذه الفترة بدأت العلاقات الحميمة التي أسستها الحكومة التركية برئاسة أردوغان مع الدول العربية تتدهور، المتحدة وذلك بسبب تدخل أردوغان في الشئون الداخلية للدول العربية، وأعقب ذلك تدهور العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات، بعدما كان الحزب قد بدأ مسيرته متبعًا سياسية صفر المشاكل مع دول الجوار.

وأضاف أوغلو، أنه مع تدهور العلاقات مع روسيا عقب أزمة الطائرة سو في 24 نوفمبر من العام الماضي، لم يعد لتركيا حليف مؤثر على الساحة الدولية، وفجأة أعلنت الحكومة التركية التي وجدت نفسها وحيدة في المنطقة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأعقب ذلك جهود أردوغان الرامية لتحسين العلاقات مع روسيا، موضحًا أنه يترقب في الفترة القادمة جهود الحكومة تحسين العلاقات مع مصر وسوريا، في حين أن الحزب فاز بالانتخابات خلال السنوات الأربع الأخيرة بانتقاداه الأنظمة الحاكمة في كل من إسرائيل وروسيا ومصر، مؤكدًا أن تصريح أردوغان بشأن احتمالية التوصل إلى اتفاق مع مصر يعد تطورًا إيجابيًا، مضيفًا قوله "لابد من إنهاء فوري لهذه الأزمة ليس مع مصر فقط بل مع الدول الأخرى".

وأكد المدير الإقليمى لجريدة الزمان، أن سبب اتفاق أردوغان مع إسرائيل يرجع إلى أن هناك احتمالية أن يتعرض أردوغان، الذي فقد هيبته لدى الغرب، للمحاكمة في لاهاي والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن أردوغان يرغب في تحويل هذه المحاكمات لصالحه بحصوله على دعم اللوبي اليهودي الذي يتمتع بقوة في الغرب وخصوصًا داخل الولايات المتحدة.

وتابع أنه على العرب ألا ينخدعوا بتوجه أردوغان إلى الشرق الأوسط من جديد، بعدما بات في عزلة عن الغرب ويمر بأزمة داخل تركيا. وستكشف الأيام القليلة المقبلة أن هذا التغيير المفاجئ يهدف إلى حسابات أردوغان الشخصية وليس من أجل مصلحة تركيا.


تطبيع تركيا مع إسرائيل محفزات لعودة علاقاتها بمصر

وأكد صلاح لبيب، الباحث السياسي في العلاقات الدولية بالمركز العربي للدراسات الإنسانية، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز": أننا أمام ثلاثة ملفات تطبيع منفصلة، وكل ملف له أسباب خاصة للانفصال، فقطع العلاقات بين تركيا وروسيا كان بسبب سقوط الطائرة الروسية، والأزمة بين تركيا وإسرائيل تعلقت باعتداء الأخيرة على أسطول الحرية التركي، وقطع العلاقات بين مصر وتركيا تتعلق أسبابه بالتدخل التركي في الشأن الداخلي المصري، مشيرًا إلى أن أنقرة كانت تتعرض لعزلة نسبية فى المنطقة، بسبب تدهور علاقاتها الخارجية.

وأضاف، لبيب، أن الملف العالق بين تركيا ومصر ينحصر في التدخل في الشأن المصري بدعم المعارضة، والسماح لوسائل إعلامية معارضة للحكومة المصرية تبث من الداخل التركي، مشيرًا إلى أن التسوية التى سعت إليها تركيا بتطبيع العلاقات مع روسيا وإسرائيل، تعد محفزات لعودة العلاقات، وتساهم فى المزيد من التصالح بين مصر وتركيا، مضيفًا أنه لم يتم الإعلان عن شروط واضحة من الجانب المصرى للمصالحة مع تركيا، موضحًا أن روسيا أعلنت شروط معلنة للمصالحة تمثلت في الاعتذار، والتعويض، وإيجاد المذنبين وتقديمهم إلى العدالة، كما قدمت تركيا شروط معلنة للجانب الإسرائيلي تتعلق بالاعتذار، وتعويض المدنيين التركيين، وتخفيف الحصار عن قطاع غزة.

وتابع، أن الحكومتين المصرية والتركية تتحدث في شئون عامة، ولم يتحدثوا في بنود واضحة وصريحة مثل وقف وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن الحديث عن استمرار انقطاع العلاقات مرتبط بوجود أردوغان فى السلطة شئ غير منطقي، حيث إن العلاقات الدولية متغيرة، ولا توجد النظرة الحادة الشخصية، وأن الدول تسعى نحو مصلحتها، فمن الصعب استمرار انقطاع العلاقات خاصة أن أردوغان ستنتهي ولايته بعد خمس سنوات مشيرًا إلى تقارب وجهات النظر بين تركيا ومصر في الملف الفلسطيني.

وأكد، الباحث في العلاقات الدولية، أن هناك مبادرة ثلاثية، تضم مصر وتركيا والسعودية، نحو تسوية القضية الفلسطينية، وسوف تطرحها المملكة خلال قمة السلام العربية القادمة في بيروت، موضحًا أن هذه المبادرة ستعمل على تنشيط الأوضاع الاقتصادية، وترك المقاومة الفلسطينية، متابعًا أن هذه التسوية لن تحقق أهدافها، خاصة أن إسرائيل تتكلم عن مشروع لتبادل الأراضي بينها وبين مصر وفلسطين، وأن كل أهدافها إخراج الفلسطنيين من أرضهم، مضيفًا أن حكومة نتنياهو هي حكومة متطرفة يمينية، فهي أشبه بحكومة البغدادى في تطرفها.