نتنياهو وإثيوبيا ونبوءات التوراة
تعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لدول إفريقية بعينها، وعلى رأسها إثيوبيا في الأيام الماضية، وما أبرم فيها من اتفاقيات تخص تأمين إسرائيل لسد النهضة ضد أي ضربات عسكرية، وإسناد مشروع توليد الكهرباء لإسرائيل، هو أمر خطير، وله أبعاد مؤثرة على الأمن القومي المصري بشكل مباشر.. وبعيدًا عن الحسابات السياسية إذا نظرنا كمتخصصين في الشأن الإسرائيلي والديانة اليهودية لهذه الزيارة بمنظور ديني، نجد أنه قد ورد في سفر التكوين أربعة وعود مختلفة من الرب لإبراهيم عليه السلام بميراث الأرض.. منها وعد بميراث الأرض من الفرات للنيل "تكوين 15 : 18" "وفي هذا اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقًا قائلا لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات".
وحاولت التوراة إبعاد إسماعيل من هذا الإرث بحجة أنه ابن جارية "هاجر"، وكانت تطلق على إسحاق بأنه ابن إبراهيم البكر!! مع أنه لم يكن كذلك.. وذلك تمهيدًا لتخليص ميراث الأرض له من النيل للفرات ولنسله من اليهود من بعده، ثم فعلت الأمر نفسه مع أولاد إسحاق "يعقوب وعيسو"، فجعلت التوراة يعقوب يستأثر بالميراث عن طريق الخديعة، ويحرم أخيه عيسو منها الذي هو توأمه وفي نفس عمره.. فيتركز ميراث الأرض أكثر فأكثر في نسل يعقوب وأولاده الإثنا عشر المعروفين في التاريخ بأسباط اليهود الإثنا عشر.. وبذلك تصبح حدود دولة إسرائيل التوراتية أي كما وردت في التوراة من الفرات للنيل.
إذن فنهر النيل له أهمية في العقيدة اليهودية، وذكر ذلك أيضًا في بعض الأسفار الخارجة أو ما يطلق عليها "ألأبوكريفا" أو الأسفار غير القانونية والتى عثر على البعض منها في أرض كوش أو إثيوبيا حاليًا؛ ولأن إسرائيل دولة دينية من الطراز الأول تحرك سياساتها العقائد التوراتية والتلمودية وأثبت التاريخ ذلك في أكثر من حدث فبالبحث في سفر حزقيال، نجد أن ما يحدث الآن من محاولات إسرائيلية لتعطيش مصر وتركيعها ما هو إلا تنفيذ لنبوءة وردت في هذا السفر.. فقد ورد في الإصحاح 29 فقرة 9 و 10 "ولتكون أرض مصر مقفرة وخربة فيعلمون أنى أنا الرب لأنه قال النهر لي وأنا عملته لذلك هأنذا عليك وعلى أنهارك وأجعل أرض مصر خربا خربة مقفرة من مجدل إلى أسوان إلى تخم كوش" وكوش هي أرض إثيوبيا!! إذن فكل ما يحدث هو تنفيذ للعقيدة التوراتية اليهودية.. وإن ما يحدث الآن في إثيوبيا فيما يتعلق ببناء السد والدور الكبير الذي تلعبه إسرائيل في التحكم في هذا الملف لم يكن وليد المصادفة، وإنما هو تنفيذ على الأرض لنبوءة النبي حزقيال كما وردت في التوراة.