بعد مظاهرات طلبة الثانوية العامة ضد تأجيل الامتحانات.. "المصري الديمقراطي" يطالب بإقالة وزير التربية والتعليم.. "التحالف الشعبي" يقترح امتحانات بديلة.. "حمزة" يصف الطلاب بأشبال الثورة
انتفض عدد من رموز القوى السياسية ضد الطريقة التي تعاملت بها الحكومة في إدارة امتحانات الثانوية العامة، والتي انتهت بتأجيل الامتحانات، وإلغاء امتحانات مادة الديناميكا، الأمر الذي تبعه مظاهرات لطلبة الثانوية، تطورت للاشتباكات في محيط ميدان التحرير، وشارع محمد محمود احتجاجًا على القرار.
إقالة
وطالب حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، في بيان له، اليوم، بإقالة وزير التربية والتعليم، الدكتور الهلالي الشربيني، بعد قراره تأجيل بعض امتحانات الثانوية، بعد تسريبها رغم قيام الامتحانات بأدائها، وتحويل كافة القيادات والعاملين الفاسدة إلى محاكمة عاجلة عادلة.
وأعلنت الهيئة البرلمانية للحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعي تقديمها استجواب عاجل لرئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم بشأن هذه الأحداث تمهيدًا لسحب الثقة منهما.
وأضاف الحزب "فضلًا عن نظام التعليم الذي أثبت فشله على مر الزمان وتتمسك به الحكومات المتعاقبة، فوجئ طلاب الثانوية العامة وأولياء أمورهم بقرار وزير التربية والتعليم بإلغاء امتحان مادة الرياضيات التطبيقية (الديناميكا)، وتأجيل امتحانات باقي المواد، وذلك بعد تسرب أسئلة وإجابات الديناميكا قبيل بداية الامتحان".
وأكد أن هذا القرار يظهر فشل وعجز وزير التربية والتعليم فى الإدارة السياسية للوزارة، وغياب الرؤية التعليمية، مشيرًا إلى تفشي الفساد داخل الوزارة مما سمح بتسريب الامتحانات أكثر من مرة ومضاعفة الأعباء النفسية والمالية على الطلاب وأسرهم.
وشدد على ضرورة التمسك بإعادة صياغة السياسة التعليمية لتوفير تعليم يتميز بالجودة والكفاءة، يقوم على منظومة تعليمية عصرية قابلة للتطور، تسعى لتنمية قدرات الإنسان المصري على اكتساب المعرفة، وتُطور من مهاراته وخبراته، وتمكنه من التعامل مع عالمه المعاصر، وتتيح له فرص التعليم المستدام، وتنمي لديه قيم المواطنة واحترام حقوق الإنسان.
وطالب بزيادة المخصصات الحكومية للتعليم الأساسي بتخصيص نسبة من الإنفاق الحكومي للتعليم لا تقل عن 4% من الناتج القومي الإجمالي، تتصاعد تدريجيًا حتى تتفق مع المعدلات العالمية.
امتحانات بديلة
وصف حزب التحالف الشعبى الاشتراكي، سياسة تعامل الحكومة مع ملف التعليم بـ"الفاشلة"، مؤكدًا أن استمرار الدولة في عدم قيامها بالتزامتها وواجباتها تجاه ملف التعليم سيؤدي إلى كارثة محققة.
وأضاف أن تلك السياسة المتبعة من الدولة مع هذا الملف الحرج، سيتحمل عقباها جميع الشعب، وخاصة الفئات الفقيرة والبسيطة، وستؤثر سلبًا على مجمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وستزيد فترة عدم الاستقرار الذي نعيشه حاليًا.
وحذر التحالف الشعبى الاشتراكي من استغلال الوضع المنهار للتعليم لتمرير سياسات أكثر تمييزًا بمحاولة خصخصة التعليم الثانوى والجامعى بدعوة إصلاح التعليم، أو محاولة إلغاء مكتب التنسيق الذي يعتبر أداة للعدالة والمساواة بالرغم من كونه ليس النظام الأفضل لكنه الأكثر ملائمة لنظام الثانوية العامة الحالي مع عدم مصادرة وضع نظم جديد للالتحاق بالجامعة يترافق مع نظم جديدة لأساليب التقويم والامتحان دون أن يعني أي محاولة لخصخصة الحق في التعليم.
وشدد على ضرورة تفهم الرسالة التى أطلقها طلاب الثانوية العامة بتظاهراتهم السلمية فى محافظات عديدة، والتى تؤكد على أن الوطن يقف أمام جيل مختلف كليًا يحتاج إلى الرعاية والاحترام والدعم، يحتاج إلى إلى تعليم أفضل حتى يقود البلاد فى المستقبل.
وأوضح ان أى محاولة للتعامل معهم باستخفاف أو عنف هو أمر مرفوض كليًا وينم عن جهل بحقائق التغيير، مستعرضًا الحزب مطالبه وهى دعم ميزانية التعليم بالتزام الدولة بنسبة الـ 6% المقررة فى الدستور للتعليم قبل الجامعى والتعليم الجامعى وزيادتها وفقًا للمعدلات العالمية، وتبني سياسات للتعليم أكثر عدالة وأكثر كفاءة وأكثر إنسانية، إلى جانب إقالة وزير التربية والتعليم وكافة القيادات المسئولة عن التسريبات وإدارة الامتحانات.
كما طالب الحزب بوضع امتحانات بديلة وطبعها على وجه السرعة وحماية سريتها مهما كانت التكلفة، بالإضافة إلى وضع نظم جديدة لأساليب التقويم لا تكون الورقة الامتحانية هى المحدد لمستقبل الطلاب، مؤكدًا حماية تظاهرات الطلاب ورفض استخدام أي درجة من العنف معهم.
أشبال الثورة
ووصف ممدوح حمزة، المهندس الاستشاري، طلبة الثانوية العامة الذين خرجوا للتظاهر، أمس الإثنين، احتجاجا على تأجيل امتحانات الثانوية العامة بأنهم أشبال ثورة 25 يناير.
وقال في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" إن مظاهرات طلبة الثانوية لم تكن سياسية، وإنما خرج هؤلاء الطلاب للمطالبة بحقوقهم، ونزلوا من أجل أمور تخصهم وفقا لتضرر سيقع عليهم.
وتابع: "الحل لاحتواء الدولة للشباب هو أن تعمل بما يرضي الله، ولو كانت الحكومة تعمل بما يرضي الله، ولو مكنتش الامتحانات اتأجلت، مكنش حد خرج يتظاهر".
مثالية
وقال أحمد إبراهيم العوضي، عضو مجلس النواب، لـ"العربية نيوز"، إن الشرطة تعاملت مع تظاهرات طلاب الثانوية العامة، أمام مقر وزارة التربية والنعليم المطالبة بإقالة الوزير الدكتور الهلالي الشربيني، أمس بحذر وضبط نفس ولم تظهر أي عنف خلال فضها للتظاهرة.
وأكد أن التظاهرات لم ينتج عنها أي إصابات أو عنف بالنسبة للطلبة، وكانت دون أدنى خسائر، نافيًا ما تداولته بعض المواقع الإخبارية عن مقتل طالبين برصاص الشرطة خلال تظاهرات أمس.
وأرجع تأجيل امتحانات الثانوية العامة عقب تسريبها من قبل أشخاص مجهولين، لإتاحة الفرصة للطلبة كي تأخذ حقها، والتفريق بين المجتهد ومن اعتمد على تسريب الامتحانات، مشيرًا إلى صواب القرار الذي اتخذه الشربيني في الوقت الحالي، لصعوبة الموقف وعدم التمكن من معرفة المسئول الأول عن التسريب.
وأكد أن الحكومة لن تأخذ بذنب الوزير، لأنه خطأ فردي في وزارة واحدة، قائلًا: " ليس معنى أن وزير أخطأ تصبح الوزراة بالكامل فاشلة، والوزارة كلها لا تتحمل المسئولية".
وأشار إلى أن هناك شق جنائي والجميع سيحاسب عليه، مؤكدًا أن المنظومة التعليمية، تحتاج إلى التطوير ووتغير نظام الامتحانات بهذا الأسلوب لغلق أي مجال يمكن من خلاله إحداث كارثة أخرى مثلما حدث في الامتحانات الحالية.