لقاءات الرئيس وتصاعد الإرهاب في تركيا يستحوذان على عناوين الصحف
اهتمت كافة الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء، بنشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث التقى مع كل من هيلج لوند الرئيس التنفيذى لمجموعة الغاز البريطانية "بريتش جاز"، ومجموعة من رؤساء تحرير الصحف بأفريقيا، كما أبرزت كافة الصحف تصاعد وتيرة الإرهاب الذي يضرب تركيا.
فأبرزت كل الصحف تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن مصر ملتزمة بسداد مستحقات شركات البترول والغاز العاملة على أراضيها، وأنها لم تتخلف يومًا عن الوفاء بالتزاماتها الدولية.
جاءت تصريحات الرئيس ـ خلال لقائه هيلج لوند الرئيس التنفيذى لمجموعة الغاز البريطانية "بريتش جاز" أمس - وأكد فيها أن الدولة تسعى جاهدة فى الوقت الراهن إلى زيادة وجذب المزيد من الاستثمارات بما يسهم فى تحقيق النمو الاقتصادي، وتوفير المزيد من فرص العمل وتشغيل الشباب.
وتناولت الصحف إعلان لوند أن "بريتش جاز" ترغب فى زيادة استثماراتها بمصر، مؤكدًا أن موقع مصر الجغرافي المتميز يمكنها من أن تكون مركزًا إقليميًا لنقل وإمداد الغاز والبترول.
وقال السفير علاء يوسف ـ المتحدث باسم الرئاسة ـ إن الرئيس أشاد بالتعاون بين مجموعة الغاز البريطانية ووزارة البترول، وإن رئيس المجموعة هنأ الرئيس على افتتاح قناة السويس الجديدة التى وصفها بأنها تؤرخ لمرحلة جديدة من التعاون بين مصر والعالم.
وأضاف علاء يوسف، إن لوند أشاد بموقف القيادة المصرية والجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أنها لا تهدف فقط إلى تحقيق الأمن والاستقرار فى مصر، بل إن آثارها الإيجابية سوف تنعكس على العالم بأسره.
وكشف الرئيس التنفيذى لمجموعة الغاز البريطانية، عن أن الشركة تعمل فى مصر منذ 25 عامًا بحجم استثمارات بلغ 14 مليار دولار.
وفى السياق نفسه شهد المهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية، توقيع عقد مركب الغاز الثانية المخصصة لقطاع الصناعة لمدة 5 سنوات مع إحدى الشركات العالمية، لاستقدام المركب فى سبتمبر المقبل، بطاقة تصل إلى 750 مليون قدم مكعب من الغاز فى اليوم، وتخصص لاستقبال الغاز المسال وتحويله إلى صورته الطبيعية.
وفي سياق آخر، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن قناة السويس الجديدة تتكامل مع الجهود الأفريقية المبذولة لتعزيز حركة النقل فى القارة ومنها مشروع ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط عبر نهر النيل.
وأشار - خلال استقباله أمس وفدًا من رؤساء تحرير الصحف الرئيسية فى عدد من الدول الإفريقية - إلى أن زيارتهم لمصر تتزامن مع الحدث التاريخى لافتتاح القناة الجديدة، والذى يمثل حدثا ليس لمصر فقط ولكن للقارة الإفريقية بأكملها، موضحًا أن القناة الجديدة أكدت الثقة فى قدرات الشعب المصري وكذلك قدرة القارة الأفريقية على التنمية.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، بأن الرئيس السيسي أوضح - فى رده على استفسارات بعض الصحفيين - أن القناة الجديدة ستسهم فى إثراء حركة الملاحة الدولية وتيسيرها، لاسيما مع التطور في صناعة السفن والناقلات البحرية العملاقة التى تتطلب أعماقًا كبيرة للمجارى الملاحية، فضلاً عما ستوفره من وقت انتظار عبور السفن والذى كان ينعكس فى ارتفاع تكلفة النقل ومن ثم البضائع.
وأضاف الرئيس أن منطقة القناة ستشهد مشروعًا وطنيًا للتنمية سيشمل مناطق صناعية وخدمات لوجستية، وقد تم بالفعل اتخاذ أولى خطواته من خلال تدشين مشروع تنمية منطقة شرق بورسعيد.
وذكر المتحدث أن الرئيس السيسي رحب بالصحفيين الأفارقة، معربًا عن التقدير والمودة اللذين تكنهما مصر لجميع شعوب دول القارة.
وأوضح أنه حرص منذ اللحظة الأولى لتوليه رئاسة الجمهورية التأكيد على توجه مصر بالانفتاح نحو أفريقيا وتحقيق نهوض شامل فى أوجه العلاقات المصرية بمختلف دول القارة، وعودتها إلى مستويات أفضل مما كانت عليه.
وأكد ضرورة العمل معًا من أجل تحقيق طموحات وآمال الشعوب الأفريقية ولكى تتبوأ أفريقيا مكانتها المستحقة على الساحة العالمية.
من ناحية أخرى، بلغ عدد السفن العابرة لقناة السويس الجديدة ـ خلال الأيام الأربعة الماضية منذ افتتاحها في 6 أغسطس 225 سفينة عبرت من المدخلين الشمالى والجنوبي بحمولات تصل إلى 12 مليون طن.
وعلى صعيد آخر، اهتمت كل الصحف بإعلان أشرف العربي وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري أن قانون الخدمة المدنية أحد أهم محاور الإصلاح الإدارى، وأنه ستصدر قريبًا اللائحة التنفيذية بقرار من رئيس الوزراء، وأنه لا تراجع عن تطبيق القانون ولا نية لتعديله، وأن القانون لا يتضمن فصل الموظفين بشكل تعسفي كما يروج البعض علماً بأن القانون رقم 47 لسنة 1978 يتضمن فصل الموظف إذا حصل على تقريرين "ضعيف" بعد عامين.
وبالتزامن مع ذلك نظمت مجموعة من الموظفين وقفة احتجاجية ضد قانون الخدمة المدنية الجديد، أمام نقابة الصحفيين.
وفي الشأن الخارجي، ألقت كل الصحف الضوء على تصاعدت أعمال العنف فى تركيا، حيث وقعت سلسلة من الهجمات استهدفت أنحاء متفرقة من البلاد، ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 8 قتلى من رجال الشرطة إلى جانب إصابة العشرات.
ففي إسطنبول، وقع هجومان استهدف الأول القنصلية الأمريكية والثاني مركزا للشرطة، ولم تعلن أى جهة مسئوليتها حتى الآن.
وأعلن مكتب حاكم إسطنبول أن سيدتين فتحتا النار على القنصلية الأمريكية فى حى ايستينيه الهادئ في ضواحي إسطنبول دون سقوط ضحايا، وتبادلت الشرطة النيران ضد المهاجمين.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن سيدة تدعى هاتيس آسيك -42 عاما - تم اعتقالها، لكنها لم توضح مصير السيدة الأخرى، مشيرة إلى أنها تنتمى إلى جماعة جيش التحرر الشعبى اليسارية المتشددة المحظورة، وأنها مصابة بإصابات بالغة.
من جانبه، قال مسئول تركي، لم يتم الكشف عن هويته، إن "الهجوم على القنصلية مرتبط بالجماعة المتطرفة التى تبنت فى 2013 هجومًا انتحاريًا على السفارة الأمريكية فى أنقرة ، وحمل المسئول حزب العمال الكردستاني مسئولية الهجوم الانتحارى على مركز للشرطة.
وفى الوقت نفسه، استهدف هجوم بسيارة مفخخة مركزا للشرطة فى منطقة سلطان بايلى فى الجهة الآسيوية من إسطنبول ما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة 10 أشخاص ، بينهم 3 ضباط.
وجرت صدامات - فى أعقاب الهجوم -استمرت طوال ليلة أمس الأول بين قوات الأمن ومسلحين أطلقوا النار على مركز الشرطة،
وقتلت الشرطة مسلحين اثنين لم يحدد انتماؤهما، خلال تلك الاشتباكات.
وفي محافظة شيرناق الحدودية، قتل 4 عناصر من الشرطة فى انفجار قنبلة وضعت بجانب طريق فى إقليم سيلوبي.
وفى حادث منفصل، قتل جندى تركى فى هجوم بقاذفة صواريخ شنه الأكراد واستهدف طوافة عسكرية أثناء نقلها عسكريين فى إقليم بيت شباب فى شيرناق، ليرتفع عدد من قتلوا فى صفوف الشرطة والجيش منذ بدء المواجهات المسلحة إلى 31 شخصًا.
وفى أعقاب الهجوم، أطلق الجيش التركي عملية عسكرية وبدأت طائرات هليكوبتر"كوبرا" باستهداف المنطقة.
ويشير خبراء سياسيون إلى أن اللقاء الذى سيجرى مساء اليوم بين رئيس حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ورئيس حزب الشعب الجمهورى كمال كليتشدار أوغلو قد يسفر عن اتخاذ قرار بتشكيل حكومة ائتلافية أو انتخابات مبكرة.
من جهته، توقع حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض أن يغلق داود أوغلو الباب أمام احتمالات أى ائتلاف، وذلك نزولا على رغبة إردوغان.
ويشير الخبراء إلى أن اجتماع المجلس التنفيذى المركزي الذى عقده حزب العدالة والتنمية أول أمس ارتكز على فكرة الدخول فى انتخابات مبكرة بدلا من تشكيل حكومة ائتلافية.
على صعيد آخر، اتهم وفد حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، الذى تولى مهمة التفاوض مع عبدالله أوجلان زعيم منظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية الذى يقضى عقوبة السجن مدى الحياة بجزيرة إمرالى غرب اسطنبول، الرئيس رجب طيب إردوغان وقياديى حزبه الحاكم بإفشال مفاوضات السلام.
وأكد الوفد فى بيان أن اردوغان لم يهدف من وراء مفاوضات السلام سوى تحقيق أمل حزب العدالة والتنمية فى الانفراد بالحكم وتحقيق حلمه بنقل البلاد إلى النظام الرئاسى تحت رئاسته ، وعندما لم يتحقق هذان الهدفان أعلن عن وقفها.