عاجل
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

اختفاء الطائرة المنكوبة تتحدى إجراءات الأمان في المطارات الأوروبية.. خبير طيران عالمي يستبعد خلل تقني كبير.. وناشط بلجيكي: المتطرفون توغلوا لمفاصل فرنسا

حطام الطائرة المصرية
حطام الطائرة المصرية - عدد من أهالي ضحايا الطائرة المصرية

بعد إعلان السلطات المصرية في مصر بشكل رسمي، العثور على حطام الطائرة المصرية المفقودة، فجر أمس الخميس، وفقدان كامل من كانوا عليها، ظهرت تفسيرات عديدة لتحطم الطائرة فوق البحر الأبيض المتوسط؛ لكن الهجوم الإرهابي بات أقربها للحقيقة لدى خبراء الطيران.

في الأشهر الأخيرة، كانت فرنسا ومصر هدفين للمتطرفين، في أكتوبر الماضي، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسئوليته عن تفجير الطائرة "A-321" الروسية التابعة لشركة "متروجيت"، والتي تحطمت فوق صحراء سيناء في طريقها من منتجع شرم الشيخ إلى سان بطرسبورج، ما أسفر عن مقتل 224 من الركاب وأفراد الطاقم.

ويتفق خبراء الطيران في معظمهم على فرضية العمل الإرهابي كسبب لسقوط الطائرة المصرية، التي دخلت الخدمة في عام 2003 فقط، وهي تبقى صالحة للعمل بشكل جيد لمدة من 30 إلى 40 عامًا.

ويستبعد خبير الطيران جيرار فيلدزر "حصول خلل تقني كبير – كانفجار المحرك، على سبيل المثال"، بالإضافة إلى ذلك، فإن لدى الـA320 سجل سلامة ممتاز، كما أن هذه الطائرة متوسطة المدى هي الأكثر مبيعًا في العالم، حيث تقلع طائرة "A-321" كل 30 ثانية حول العام.

ويقول الخبراء أيضًا إنه من غير المرجح إطلاق النار على الطائرة من البحر، كما حدث في يوليو عام 1988، عندما أسقطت البحرية الأمريكية طائرة ركاب للخطوط الجوية الإيرانية في مياه الخليج العربي.

هذه الأسباب بالإضافة إلى عدم إطلاق إشارة استغاثة من قبل طاقم الطائرة قبل سقوطها، يجعل من الهجوم الإرهابي الاحتمال الأرجح.

لكن ما هو نوع الهجوم الإرهابي؟
في حين أن خبراء الطيران يرجحون زرع قنبلة في الطائرة، يتساءل المحققون عن كيفية تهريب قنبلة على متن رحلة جوية تقلع من أكثر المطارات ازدحاما في فرنسا، وهو "شارل ديجول"، حيث كان الأمن في حالة تأهب قصوى منذ الهجمات الإرهابية في العاصمة الفرنسية العام الماضي.

في ذلك الوقت، جرى فحص أكثر من 86 ألفًا من موظفي المطار وتم طرد أكثر من 60 موظفًا للاشتباه في صلتهم بالمتطرفين. وبعد الحملة الأمنية الأولية، تم طرد 15 موظفًا آخر من مطاري شارل ديجول وأورلي، لكن خبير الطيران فيلدزر، يؤكد أن وضع قنبلة على متن الطائرة في باريس هو أمر ممكن دائمًا، لأنه من الصعب أن تجعل أي مطار في العالم آمنًا بدرجة مائة في المائة، حتى لو كان مطارًا بمراقبة مشددة كما في شارل ديجول.

لذلك، يحاول المحققون الفرنسيون تحديد ما إذا كان حامل الحقائب أو طاقم الموظفين قد زرع قنبلة على متن طائرة مصر للطيران في مطار شارل ديجول؛ الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات حول قدرة الشرطة الفرنسية والأوروبية عمومًا على تأمين المطارات من الخطر المتنامي للإرهاب والخلايا النائمة في أوروبا. ما يجعل المواطن الأوروبي يشعر بالقلق إزاء أمنه الخاص وقدرة حكومته على تأمين الحماية لبلاده.

في هذا السياق، يقول الناشط السياسي البلجيكي روبين روزيرس، إن "الشعوب الأوروبية قلقة إزاء التدابير الأمنية الفاشلة في المطارات الأوروبية، إذ لا تعد هذه الهجمات أمرًا مستغربا، لأن المتطرفين تسللوا إلى كل مفاصل الدولة، خاصة في المطارات والجيوش الوطنية الأوروبية، كما أن المحاكم خاصة في بلجيكا تطلق سراح الإرهابيين وهم يختبئون في بروكسل والعديد من عواصم العالم، ويحظون بدعم من السكان المحليين، فمسألة وجود الخلايا النائمة أصبح أمرًا غير قابل للنقاش. والسؤال الآن ليس عما اذا كانت هجمات جديدة ستقع في مطارات أوروبا، بل متى وأين، وفق روزيرس".

ختامًا، يخشى المراقبون للشأن الأوروبي أن يكون المتطرفون يقفون خلف حادثة تحطم الطائرة المصرية؛ الأمر الذي سيحدث ردة فعل عند الشعوب الأوروبية تجاه الأحزاب الحاكمة، التي فشلت حتى اللحظة في اتخاذ التدابير الوقائية لمنع هجمات مماثلة في المستقبل. كما أن رصيد الأحزاب اليمينية سيزداد بسبب الخطر الإرهابي المتصاعد، خاصة بعد السياسات الليبرالية تجاه اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، وتسلل عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي، متنكرين بصفة لاجئين.