"الرويعي" شهبندر التجار الكبير.. خلده تاريخ المحروسة.. وأحرقته نيران القرن الـ 21
بين ثنايا صفحات التاريخ وروعة وجمال مصر القديمة وروائح المسك وعبق شوارع القاهرة الفاطمية، وبدءًا من أول شارع البكرية حتى نهاية شارع وش البركة يقع شهبندر التجار "الرويعي" بين القاهرة الخديوية والفاطمية، هو واحد من أشهر التجار فى مصر وكان شهبندرهم الكبير، واسمه السيد شهاب الدين أحمد بن محمد الرويعى، من أصل مغربي حيث ورد نعته فى وثيقته المؤرخة فى 12 ذي الحجة سنة 16 هجرية بـ"بفخر التجار المغاربة عمدة الحواجدية المعتبرين".
وجاء "الرويعي" إلى مصر خلال الربع الأول من القرن 11 هجرية الـ 17 ميلادية، وبدأ حياته التجارية بشراء نصف وكالة بالجهة البحرية من رشيد وكانت تعرف بابن النفيس، ثم ازدهرت تجارته وعظمت ثورته واتسعت دائرة نشاطه من الرشيد إلى الإسكندرية حتى قيل له الوجيه الأمثل والجناب العالي مستجمع المفاخر والمعالي.
وساعدته الثروة التي جمعها من تجارته الواسعة على القيام ببعض الأعمال الخيرية التي كان أهمها فى أوائل القرن الحادي عشر هجرية 17 ميلادية بتجديد مسجد زغلول برشيد وإنشاء مسجده ومدفنه بالقاهرة الذى لم يبقِ من عمارته الأثرية غير مأذنته والتي تقع فى الركن الجنوبي الغربي بالمسجد.
أطلقت منطقة الرويعى على اسمه فأصبح مكان مشهور للغاية واسم يتردد على الألسنة كهمزة وصل بين القاهرة الخديوية والقاهرة الفاطمية، إنه شارع الرويعي الذي يبلغ طوله مائة وأربعون متر وبأوله جامع الرويعى بقرب جامع البكرية.
ويقع مسجد الرويعي بشارع الأزبكية وبالقرب من جامع الشرايبى المعروف بجامع البكرى، والذي كان بداخله صهريج يملأ سنويًا من النيل للشرب وبجواره قطعة أرض موقوفة عليه بها شجرة نبق.