عاجل
الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"العتبة الخضراء".. قلب المحروسة وصاحبة الأهمية الاقتصادية.. الشاهدة على عظمة التاريخ

العتبة
العتبة

تعتبر منطقة "العتبة" الواقعة وسط القاهرة، المركز التجاري الأكبر فى العاصمة كونه مركز شعبى يتوافد عليه ملايين المصريين طوال العام، فتتمتع منطقة العتبة بمكان جغرافى يقع فى وسط القاهرة وله العديد من الأسواق التجارية التى تبيع كل المنتجات "من الأبرة إلى الصاروخ" كما يقال عن أسواق العتبة.

توجد فى العتبة العديد من الأسواق التجارية فنجد فى هذه المنطقة تجارة الكتب القديمة، وتجارة الهواتف المحمولة، وتجارة الأدوات المنزلية، وتجارة وبيع الأخشاب والأثاث في، وصنع الأختام، وسوق للساعات، والنظارات الطبية، والأدوات والآلات الموسيقية، وسوق الحقائب، والملابس، والنجف" سواء بالجملة أو بالقطاعي.



الأهمية التاريخية

فمنطقة العتبة كانت تسمى فى الماضى بـ"العتبه الخضراء" وهى من أهم مناطق القاهرة على الإطلاق وتعد مركزًا للعديد من أنواع التجارة والبضائع أى أنها مركز القاهرة منذ أن قام الخديوي إسماعيل بتخطيط العاصمة الجديدة.

فالعتبة، والتي كانت تعرف قديما باسم "العتبة الخضراء" تمثل الوجه الحقيقي لمصر الفاطمية والتجار الأصليين الذين ورثوا هذا العمل أبا عن جد كل في مجاله الأصالة والعراقة تجمع المكان والأشخاص، لكنها الآن تحوات إلى منطقة شعبية جراء ما لحق بها اعتداءات وما بني بها من عشوائيات حذفت كلمة الخضراء وبقيت على اسم العتبة.

ولمنطقة العتبة مظهر تاريخي يظهر في شكل مبانيها المستوحاة من الطراز المعماري للمباني في باريس، والتي أنشأت في عهد الخديوي إسماعيل بالقرن التاسع عشر، كما حظيت منطقة العتبة فى الماضى ببعض المبانى والمؤسسات الحكومية التى اعطتها أهمية كبرى عن باقى المدن الأخرى فيوجد بها المركز الرئيسي للبريد المصري، والمركز الرئيسي والقديم والأهم للإطفاء، وكذلك الأوبرا القديمة، وهي أهمية امتدت حتى الآن، بوجود محطة مترو رئيسية بالإضافة إلى محطة لسيارات الأجرة بين المحافظات المصرية.

وكانت منطقة العتبة حاضرة فى السينيما المصرية من خلال واحد من أشهر أفلامها العتبة الخضراء، لـ إسماعيل يس، الذي يحكي قصة رجل ساذج نزل إلى العاصمة، وأقنعه أحد المحتالين بشراء العتبة طمعًا في إيراداتها من البريد والمطافئ، والمصالح المختلفة.


أهمية اقتصادية

وتتميز المنتجات الموجودة فى أسواق العتبة بأن أسعارها فى متناول كل أفراد المجتمع المصري نتيجة غياب الحلقات الوسيطة بين البائع الذي هو في أغلب الأحيان مستورد، وبين المشتري، وهو ما يعني غياب تكاليف أخرى وهوامش ربح للحلقات الوسيطة، بالإضافة إلى وجود وفرة من المعروضات تختلف في جودتها ومستوى خاماتها وأسعارها.

لكن ما حدث فى الساعات الأولى من يوم أمس غير معالم سوق العتبة، أدت الحرائق التي نشبت بالمنطقة إلى تدمير عشرات المحال التجارية ومنازل المواطنين الذين يسكنون المنطقة، إذ تبلغ قيمة الخسائر المبدئية، وفقًا لبعض المصادر فى محافظة القاهرة حوالي 400 مليون جنيه، وقد تصل في التقديرات النهائية إلى مليار جنيه.

فالمراكز التجارية الموجودة فى العتبة من أكبر الكيانات الاقتصادية غير الرسمية، والتى ساهمت في تخفيف آثار التضخم على المواطنين، كونها قادرة على توفير تنويعات كبيرة من السلع متفاوتة الجودة والأسعار، ما يخدم الشرائح الاجتماعية الأكثر فقرًا، باعتبارهم غير قادرين على الشراء بالأسعار الرسمية، أو شراء المنتجات الكاملة، ما يدفعهم للجوء إلى شراء المنتجات الموجودة فى هذه الأسواق.