عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

السبكي بين سينما المخدرات والبلطجة


تعيش السينما المصرية ظروفا صعبة بين مؤيد ومعارض لما تتناوله بعض الأعمال السينمائية من ترويج للمخدرات والبلطجة كما يتهمها البعض.. ودائما نجد النقد يوجه للسبكي، وأنه هو السبب الأساسي وراء تدمير صناعة السينما في مصر، ونسب جميع الأعمال المسيئة له حتى ولو كانت من إنتاج شركات أخرى. 

لكن خلينا نتفق أن السينما المصرية على مدى تاريخها قدمت أعمالا رصدت بها ظواهر كثيرة من قضايا ومشاكل عدة ، والغريب أن التعرض لبعض الظواهر دائما يتحول إلى هوجة من جانب القائمين على صناعة السينما، ولذلك تفقد المعالجة مصدقيتها لأنها تهمش أكثر من اللازم وتبنى على نجاحات عمل آخر. 

وتناول إحدى هذه المشاكل والقضايا ومحاولة معالجتها في شكل درامي قد يكون له أثر إيجابي في مواجهة تفشي تلك الظواهر السلبية، لكن بشرط دراسة الأسباب جيدا وبموضوعية إلى جانب إبراز النتائج السيئة والعواقب الوخيمة.
 
الفن هو القوة الناعمة التي يمكنك أن تغير بها فكر مجتمع ، فهناك الكثير ممن لا يقرأون لأسباب عدة منها ظروف الوقت ، وقد تكون بسبب أمية عدد كبير من الشعب لكن إذا جئت برواية ، وقمت بتحويلها إلى عمل فني تستطيع أن توصل فكرة الرواية إلى ملايين من البشر بمختلف الثقافات.

السينما لا تروج لظاهرة المخدرات أو البلطجة علما بأن وحي خيال المؤلف دائما يأتي من حياة مجتمعية، فإذا رأيت الأعمال الفنية تتجه إلى المخدرات فاعلم أنك في مجتمع يتفشى فيه تلك الظاهرة ، والسينما ما هى إلا وسيلة تظهر تلك السلبيات التي انتشرت في المجتمع نتيجة التفكك الأسري ، وغياب دور الأسرة في التربية والانفلات الأمني، فهذه أكبر عوامل تساعد على تفشي الجرائم وانتشارها في المجتمع ، ويكاد يكون "السبكي" رصد العديد من تلك الظواهر المجتمعية لكن نختلف معه في التنفيذ والمضمون فى بعض الأعمال ، واذا ذكرنا على سبيل المثال فيلم "عبده موته" فلا شك أن شخصية عبده موته موجودة في بعض الأحياء العشوائية ، لكن أختلف مع الفيلم نصا وتنفيذا، لأنه كان في استطاعة القائمين على العمل خروجه أفضل من ذلك ويعد علامة في تاريخ السينما تدق ناقوس الخطر ، حول تفشي ظاهرة البلطجة والعنف والمخدرات .