شوية حرية
لقد خلقنا الله أحرارًا لكن كل زمان ومكان نجد من عبيد لله يستعبدون عباد الله ونجد أيضًا صوت الأحرار في كل زمان ومكان والتصدي لمن يسلبون البشر حريتهم ولا بخلاف أن هناك أشخاص لا يقبلون العيش غير أن يكونوا عبيد لدى الأسياد والتنديد بالحرية يعلو صوته في كل وقت وأوان منذ أن خلق الله العباد.
الحرية هي أمنية وليست عطايا من أحد بل هي رمز للحياة أعطاها رب العباد لعباده وخيرهم حتى في عبادته، لكننا بني الإنسان لدينا غريزة الاستمتاع بإذلال بعضنا واستعباد البعض للبعض هكذا يفعل البشر ببعضهم على أرض الله، فاللهم اجعلني كبيرا في أعين خلقك صغيرًا في عين نفسي عزيزا عند خلقك ذليلا بين يديك ولا تجعلني ذليلا لعبد من عبادك المتكبرين التائهين وراء لهو الحياة الدنيا فاللهم لا تحوجني لأحد ولا تجعلني عبئا على أحد واجعلني غنيا بك عما سواك، سيبقى رأسي عاليا في السماء ليس تكبرا ولا استعلاء بل ثقة بالنفس وكبرياء وستبقى دمعتي غالية لأنني اكتشفت أن لا شيء في الدنيا يستحق البكاء النية الطيبة غباء والابتسامة مصلحة والخبث ذكاء ولا يدافع عن الفاسد إلا الفاسد ولا يدافع عن الساقط إلا الساقط ولا يدافع عن الحرية إلا الأحرار ولا يدافع عن الثورة إلا الإبطال، ولا تخدعكم في المحاكم عبارة العدل أساس الملك فهناك كثيرًا من اللصوص يضعون على مكاتبهم هذا من فضل ربي، الأرض هي أرض الله فيا مالك الملك قد أخطأنا وكثرة ذنوبنا وتعالت أصوات الفاسدين ونحرت أصوات المظلومين والمهمشين والحائرين في هذه الأرض، فاللهم اعلي صوت الحق وعليك بكل ظالم ومتكبر لا يخافك ولا يرحمنا ولا يخشاك، حينما أفسد قوم نوح في الأرض وتعالى صوت الفساد عن صوت الحق فجاءت البشرى لنوح بأن يصنع الفلك ويحمل فيه من أهله والعباد المخلصين وفار التنور وغرقت الأرض بمن عليها إلا نوح ومن كانوا معه من القوم المؤمنين وحين فسد قوم شعيب وظلوا متمسكين بفسادهم فكانت نهايتهم مؤلمة، كذلك قوم صالح وقوم عاد وقوم لوط وأنقذ الله موسى من فرعون وجنوده .
فيا رب ارحمنا حينما نجد الجميع يصر أن يمضي في فساده ويعتقد أن الدنيا دار الخلد ونسي أن هناك نهاية لهذه الدنيا مهما كثرت الأيام وطال به العمر والزمان فلا بد من ليل للئام، نمضي كثيرا نحو الفساد والإفساد وهذا ينطبق على المجتمع ككل فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفهسم ومن أعمالكم سلط عليكم قد ظلمنا أنفسنا ولم نرحم بعضنا البعض وسارت أرضنا غابة القوي فيها يأكل الضعيف ويحل له ماله وعرضه.
قد تعالت الأصوات الفاسدة على أصوات أهل الحق وتاهت بنا الدنيا وشقت الصفوف وشكك في ديننا ونصر الباطل وضاعت القيم والأخلاق وامتلأت الأرض بالفجور والمحرمات واستباحت الدماء وفقدنا إنسانيتنا تجاه أطفال أبرياء لا يملكون قوة ولا حيلة فحيوا أهل الشام يا أهل الله، والآن فنحن جميعًا الضعفاء من بني البشر لا نملك غير إننا ننتظر غضبة رب العباد على تلك الأرض ليزول الباطل وينتهي الفساد.