على فين يا بلد
حينما أجلس مع بعض الأصدقاء ونتحدث في أحوال البلد أجد الجميع في حالة لا يرثى لها والسؤال المطروح دائمًا "على فين يا بلد"، أصبحنا مش فاهمين إيه اللي بيحصل وإيه السبب في الارتفاع المبالغ فيه من أسعار معيشية وتجاوزات أمنية وحالات التخبط التي تعيشها البلاد في كافة المؤسسات والهيئات، ولا أحد يجيب على سؤالنا "على فين يا بلد" هذه الجملة الشهيرة التي أحمل لها ذكرى في حياتي ألا وهي روايتي المسرحية والتي قدمت في عام 2011 بعد الثورة بخمسة أشهر وكانت تحمل عنوان المقال والحمد لله كان لها حظ وقت عرضها بأن يلقبها البعض بمسرحية الثورة فكانت صرخة من خلال ما قدمناه على المسرح ووجهنا السؤال وقتها للمجلس العسكري وقولنا جميعا علي فين يا بلد.. وكان ذلك بعد أحداث 19 مارس والترقيع الدستوري الذي تم وقتها وتقسيم الشعب ما بين كفار ومسلمين، إلى أن توالت الأحداث ووقعت أزمة ماسبيرو ومن بعدها أحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود وغيرهم وأصبحت العبارة السائدة وقتها هي "الطرف تالت" وقد حدث نوع من حالت التخبط المجتمعي وأصبح الكل في حالة بحث مستمر عن الطرف التالت لحل مشاكل مصر، لا شك أننا جميعا قد حلمنا حلم جميل أثناء 18 يومًا الاعتصام في الميدان واندلاع الثورة وكان الأمل والحلم هو أن تنهض تلك الدولة العجوزة لتلحق بباقي الدول التي سابقتها في التقدم والعلم والمساواة والعدل، لكن كان هناك للقدر رأي آخر بأن تظهر الثورة المضادة والتي كانت عامل أساسي في إحباط الجميع ولكن مازال الأمل موجود إلى أن جاءت انتخابات الرئاسة في 2012 وانفتح الأمل مرة أخرى للشباب بأن يأتي رئيس يقدر يحمي البلد وينهض بها ورغم المهازل التي حدثت أثناء تقديم أوراق الترشح وجدنا بعض الطبالين والزمارين ينون ترشيح أنفسهم وفوق كل ذلك الرجل الدكر الذي أعلن أن مصر في احتياج له، ضحكنا وهرجنا وانتهت الانتخابات بفوز مرسي والأخوان ارتضينا جميعًا بالنتيجة وقولنا وقتها يجوز اللى اتظلم في الماضي ما يظلمش في الحاضر ولكن دائما للقدر رأي آخر مع المصريين وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وكانت خيبة الأمل الكبيرة من مرسي وكنا نتوقع ذلك والحمد لله اننا منذ اندلاع تلك الثورة لم نشارك في أي عملية اقتراع سواء دستور أو برلمان أو انتخابات رئاسية، وكان ولا بد من الإطاحة بنظام الإخوان الهزلي وارجوزاته وكانت بشرة خير في 30 يونيه والتخلص من هذا النظام الاستبدادي وعاد الأمل مرة أخرى بأن تنهض مصر وتصبح أد الدنيا ورفضنا ترشح الرئيس الحالي للرئاسة وقولنا نفتح المجال بتوسع ليتقدم كل أطياف الشعب والناس هي اللي هتقول كلمتها ولكن لا نجد غير السيسي وحمدين صباحي فكانت منافسة مغذية للغاية لا تبشر بخير ونجح السيسي وارتضينا أيضًا برأي الناس وقولنا يجوز يحقق الأمل المطلوب منه ولكن ما الجديد الآن لا ننافق بعض فقد أصبحنا الآن في أزمات اقتصادية طاحنة لم تشهدها مصر من قبل ارتفاع متفاوت في سعر الدولار ولم يستطيع احد السيطرة عليه ضرب السياحة تماما فساد في كل القطاعات والهيئات ومازال السؤال المطروح إلى الآن على فين يا بلد.