عاجل
السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

بعد "تيران وصنافير".. مصر في زمن "بيع الأرض".. السودان تطلب حلايب وشلاتين رسميًا.. نظام البشير يهدد باللجوء للتحكيم الدولي.. والخرطوم لا تدرك ما يجري بالمنطقة

تيران وصنافير - عمر
تيران وصنافير - عمر البشير

"مصر ومهرجانات الجزر" على خلفية "تيران وصنافير"، الخرطوم تؤكد من جديد على سودانية "حلايب وشلاتين"، وسياسيون: لا يمكن للسودان أن تلجأ للتحكيم الدولي.. وآخرون يناشدون: على البشير أن يتعقل.

يبدو أن مصر أصبحت في مهرجانات بيع وتوزيع الجزر والمناطق الخاضعة لسيادتها، فالأمر أشبه بالعقد الذي يتكون من حبات السبح لكن تحتوي تلك المرة على جزر ومناطق تنفرط واحدة تلو الأخرى، بعد تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير لـ"المملكة العربية السعودية" باعتبارهما جزء من الأراضي السعودية، فتح الباب لباقي الدول للتفاوض حول أجزاء من الأراضي المصرية.

ودعت السودان جمهورية مصر العربية للجلوس للتفاوض المباشر لحل قضية منطقتي حلايب وشلاتين أسوة بما تم مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية حول جزيرتي تيران وصنافير، أو للجوء إلى التحكيم الدولي امتثالا للقوانين والمواثيق الدولية باعتباره الفيصل لمثل هذه الحالات كما حدث في إعادة طابا للسيادة المصرية.

فى هذا السياق أكد الخبراء أن "السودان" أنه لا يمكن التفاوض حول هذا الأمر بأعتبار أن حلايب وشلاتين تخضع للسيادة المصرية، فمصر لن تتهاون في أي بقعة أرض خاصة بعد الضجة التي أثيرت بسبب جزيرتي "تيران وصنافير".

ومن جانبها استطلعت "العربية نيوز" آراء عدد من الخبراء والسياسيين عن طلب السودان التفاوض حول حلايب وشلاتين مع مصر، وكيف ستواجه القيادة المصرية هذه المطالب؟.

التفاوض حول حلايب وشلاتين "مرفوض"

فى البداية قال الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير في الشئون الدولية، إن السودان طلبت التفاوض بشأن حلايب وشلاتين باعتبار أن مصر تهاونت في تنازلها عن جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أنه غاب عن بال السودان أن هناك فرقًا بين تيران وصنافير من جهة وبين حلايب وشلاتين من جهه أخرى، مؤكدًا ملكية تيران وصنافير لـ"المملكة العربية السعودية".

وأضاف اللاوندي في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن وضع السودان بشأن التفاوض حول حلايب وشلاتين مرفوض باعتبار أن القاصي والداني يعرفان أنهما مصريتان، مشيرًا إلى أن في حال رفض مصر طلب السودان بدون إظهار وثائق تثبت ملكية حلايب وشلاتين لمصر، ستعرض السودان عن مشاركتها مع مصر في مباحثات سد النهضة بإثيوبيا، باعتبارها دولة مصب مع مصر.

وأكد الخبير في الشئون الدولية، أن السلطات المصرية لن تتهاون في أي بقعة أرض خاصة بعد الضجة التي أثيرت بسبب جزيرتي "تيران وصنافير".


ليست سودانيتين

في سياق متصل، أكد الدكتور مصطفي كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن السودان لا تطالب بأحقيتها في حلايب وشلاتين لأول مرة بل إن الأمر تكرر كثيرا قبل ذلك حيث أكدت على أنهما سودانيتين.

كما أكد السيد في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، على أن حلايب وشلاتين مصرية تمامًا، ولا يمكن على الإطلاق أن تتنازل مصر عن تلك المنطقة لصالح الجانب السوداني.

ولفت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إلى أن تلك التصريحات الأخيرة الخاصة بالسودان والتي أكدت فيها تبعية "حلايب وشلاتين" لها بل وهددت باللجوء إلى التحكيم الدولي لا يمكن القبول بها، مبينا أن التحكيم الدولي ليس هكذا بل لديه قواعد وقوانين خاصة ومنها القبول بالطرفين إلى التحكيم الدولي، وعليه لا يمكن للسودان أن تلجأ وحدها.


طلب في وقت حرج

من جانبه، أكد حسن وجيه أستاذ التفاوض الدولي أن طلب السودان بأحقيتها في منطقة حلايب وشلاتين، يأتي في وقت حرج للغاية لافتا إلى أن هذا الأمر يسبب مشكلات كثيرة للغاية، خاصة في هذا التوقيت المملوء بجو من الضبابية أثر أزمة "تيران وصنافير".

وأضاف وجيه في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن سوء التعامل السياسي من قبل السلطة إزاء أزمة "تيران وصنافير"، قد سبب إشكالات عديدة، إضافة إلى عامل الوقت الغير ملائم على الإطلاق.

وناشد أستاذ التفاوض الدولي السودان بأن تتفهم ما يحدث في المنطقة من أزمات قائلا "المنطقة العربية مش ناقصه كوارث" وأنه لابد على الدبلوماسية المصرية أن تتفهم هذه المشكلات وتتعامل معها بحنكة شديدة.


وأوضح السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن حلايب وشلاتين مصريتان ولا يمكن التفاوض حولهما مع الجانب السودانى.

وأشار حسن في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" إلى أن وزير الداخلية المصري عام 1898 طلب من الحاكم على السودان أن يقوم بالإشراف الإداري على حلايب وشلاتين، وذلك نظرًا لعدم وجود خدمات إدارية عامة مصرية قريبة منها، مشيرًا إلى أن تعتبر منطقة "سواكن" في السودان هي أقرب منطقة إليها.

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن حلايب وشلاتين ظلت خاضعة للإشراف السوداني منذ عام 1898 وإلى 1958، حتى اعتبرت نفسها لها حق السيادة عليهما، لافتًا إلى أن خط عرض 22 هو خط الحدود المصرية السودانية الذي يحدد ما إذا كانت حلايب وشلاتين جزءا من الحدود السودانية أو المصرية.

كما أشار إلى أن تنازل مصر عن جزيرتي "تيران وصنافير" إلى المملكة العربية السعودية هو الذى فتح الباب لباقي الدول للتفاوض حول أجزاء من الأراضي المصرية، مؤكدًا أن حلايب وشلاتين مصريتان ولا يمكن التفاوض حولهما.