اتفاق "صنافير وتيران" يفتح النار على الحدود المصرية.. الخرطوم تطلب حلايب وشلاتين رسميًا.. سوء إدارة الأزمة يضع سمعة الدولة على المحك.. و"خبير": السودان تستغل الموقف
حددت اتفاقية الحكم الثنائي بين مصر وبريطانيا عام 1899، أن منطقة حلايب وشلاتين ملك للدولة المصرية وتتبع سيادتها الكاملة. وعلى الرغم من ذلك لا يفوت النظام السوداني فرصة، إلا ويلوح بالاتجاه إلى التحكيم الدولى لإثبات أحقية السودان في المنطقة المصرية.
وتحاول السودان بين الحين والآخر، تجديد الأزمة حتى أصبحت "حلايب وشلاتين" أحد أسباب التوتر الدائم في ملف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
الخرطوم تطلب حلايب وشلاتين رسميًا
خرج موخرًا وزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور، ببعض التصريحات الإعلامية، موضحًا أن هناك أمرين إما التفاوض حول حلايب وشلاتين بين القاهرة والخرطوم مباشرة أو اللجوء للتحكيم الدولي، حتى لا تكون شوكة فى العلاقات المصرية السودانية.
وأوضح "الغندور" أن حلايب وشلاتين محل نزاع بين مصر والسودان، فكلا الطرفين يأكدان أنهما من حقهما، لكن التاريخ وحده هو الذى يحدد الحدود الجغرافية بين البلدين، لافتًا إلى أن العلاقات ستظل قوية بين البلدين وحلايب وشلاتين قضية وطنية سنعمل على حلها بالتراضي بين أشقائنا المصريين.
وفي هذا السياق، ترصد "العربية نيوز"، تعليقات بعض الخبراء على مطالب السودان باسترداد حلايب وشلاتين..
أكد الدكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات الدولية، أن السبب وراء تصعيد السودان أزمة حلايب وشلاتين التى تقع بين الحدود المصرية والسودانية، هو ما حدث فى الاتفاق الأخير حول جزيرتي "صنافير وتيران"، وما نتج عن ذلك من تضارب فى المعلومات حول أحقية الجزيرتين".
وأضاف اللاوندي، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن سوء إدارة أزمة "صنافير وتيران" والشكل الذي ظهرت به مصر وأنها تتساهل فى التنازل عن أرضها جعل السودان تعيد الحديث عن حلايب وشلاتين، وتحاول أن تضغط على مصر من أجل التنازل عنهما مثلما حدث مع السعودية.
لجنه من الخبراء لترسيم حدود مصر والدفاع عنها
وأوضح الدكتور أحمد رفعت، خبير القانون الدولي، أن ترسيم الحدود مع السعودية فتح الباب أمام تصعيد السودان من أجل الضغط على مصر لضم حلايب وشلاتين، فغياب الشفافية وسوء إدارة الموقف، جعل السودن تنادى بحقها فى حلايب وشلاتين، لافتًا إلى أن السودان يمكن أن تستخدم ورقة سد النهضة ضد مصر من أجل التنازل عن حلايب وشلاتين.
وأضاف "رفعت" في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن توثيق العلاقات مع السعودية لا يعنى التنازل عن الجزيرتين بهذه الطريقة التى وصلت إلى السودان، على أن مصر تساهلت فى "صنافير وتيران"، ويمكن التنازل أيضًا عن حلايب وشلاتين.
وشدد خبير القانون الدولى، على ضرورة تشكيل لجنة من الخبراء الوطنيين لإثبات وتحديد حدود مصر مع باقة الدول، حتى نكون مستعدين لأى إجراء يمكن أن تتخذه السودان من أجل حلايب وشلاتين.
الأمر يختلف عن تيران وصنافير
ومن جهته، أكد اللواء علاء منصور، مدير مركز الدراسات بأكاديمية ناصر العسكرية، أنه من الواضح وجود مباحثات سابقة بين مصر والسعودية، من أجل جزيرتي صنافر وتيران، مشيرًا إلى أنه ليس بالضرورة إعلان ذلك فى وسائل الإعلام، لافتًا إلى أن مصر ليست دولة مستغلة وغير مغتصبة لأراضي الغير، فعندما احتاجت السعودية الجزيرتين أخذتهما بكل تعاون وحب بين الجانبين المصري والسعودي.
وأضاف منصور، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أن وضع حلايب وشلاتين مختلف تمامًا عن وضع الجزيرتين، فهى أرض مصرية والعالم كله يعلم أن حلايب وشلاتين مصرية، لكن السودان تحاول أن تستغل الموقف والظرف الحالى للمطالبة بمثلث حلايب وشلاتين، فهى كل فترة وأخرى تثير هذه المشكلة، لكن مصر متمسكة ولن تفرط فى أى جزء من الأراضى المصرية.
وطالب مدير مركز الدراسات بأكاديمية ناصر العسكرية، بالحفاظ على العلاقات المصرية السودانية من أجل الوحدة العربية، ولا نعتبر أن طلب السودان لحلايب وشلاتين تعدٍ على مصر، حتى لا تكون هناك حرب إعلامية بين البلدين من شأنها إشعال الفتنة بين مصر والسودان.