عاجل
الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

سيناء تحتاج للتنمية قبل الأمن.. توقف مشروع ترعة السلام تسبب في تحول شمال شبه الجزيرة لـ"وكر إرهابي".. ولجنة المخابرات الحربية أكدت ملكية السعودية لـ"تيران وصنافير"

محمد عبد الفضيل شوشة
محمد عبد الفضيل شوشة - تيران وصنافير

اللواء محمد عبد الفضيل شوشة: سيناء تحتاج التنمية قبل الأمن
شوشة: أطالب بإعادة إحياء المشروع القومي لتنمية سيناء.


ضمن فعاليات مهرجان "مصر الإنسان" بجامعة بدر، عقدت اليوم الثلاثاء ندوة "تنمية سيناء"، بحضور اللواء أركان حرب محمد عبد الفضيل شوشة،  قائد وحدات الصاعقة ومحافظ شمال وجنوب سيناء الأسبق.



في بداية الندوة قال شوشة إنه قضى أكثر من نصف حياته في سيناء، بداية من التحاقه بالجيش ومرورًا بعمله بقوات الصاعقة التي تتمركز معظم تدريباتها في سيناء، وبعد ذلك تولى مسئولية العمل كمحافظ لشمال سيناء ثم لجنوبها، وأضاف أن أهمية سيناء ليست عسكرية فقط ولكنها تمتلك منزلة كبيرة روحية، فهي أرض مقدسة مر بها معظم الأنبياء من سيدنا موسى وعيسى وداود، ولها أهمية ملاحية وتنموية كبيرة؛ فشبه جزيرة سيناء تضم خمس محافظات الآن، وهى جنوب سيناء وشمال سيناء والإسماعيلية والسويس وبورسعيد.

وأكد "شوشة" على كون التنمية هى الحل الأهم والأولوية الأولى التي يجب أن تهتم بها الدولة، فاستقرار سيناء لن يحدث بالحلول الأمنية فقط، مشيرًا إلى أن القبائل السيناوية منتشرة في شمال وجنوب سيناء، وعندما حدثت العملية التنموية في جنوب سيناء وشاركت فيها هذه القبائل حدث لها عملية اندماج داخل المجتمع ولم نجد منهم أي غضب أو كراهية أو تورطًا في عمليات إرهابية، في حين أنه في شمال سيناء غابت التنمية لصالح الحلول الأمنية ودفع فيها الجيش والشرطة المصرية ثمنًا باهظًا من أرواح الجنود والضباط.

وذكر شوشة أنه عام 1994 تم إطلاق مشروع قومي لتنمية سيناء في عهد كمال الجنزوري وخصص له 75 مليارًا وكان مشروعًا ضخمًا وحقق في سنواته الأولى إنجازات مهمة وتم حفر ترعة السلام التي كان من المفترض أن تزرع 620 ألف فدان لكن للأسف حدثت بعد ذلك تغيرات كبيرة ولم يتم تنفيذ سوى نصف الخطة حيث تم بالفعل تطوير وزراعة واستصلاح مساحات كبيرة بالإسماعيلية وبورسعيد والسويس وتوقف المشروع قبل أن يصل لشمال سيناء، وبخبرتي كمحافظ سابق أؤكد على جودة تخطيط هذا المشروع وضرورة إحيائه من جديد.

وأعرب "شوشة" عن سعادته بالتواجد وسط هذا الحضور الطلابي الكبير، في الدورة الأولى لمهرجان "مصر الإنسان"، مؤكدًا على كون الشباب هم الأمل وحماة الوطن، وطالب شوشة الشباب بالتركيز في دراستهم والإخلاص لعملهم والحفاظ على وطنهم ومعرفة تاريخ سيناء، هذه البقعة المقدسة التي طالما جاء الغزاة عبرها منذ قِدم التاريخ وحتى العصر الحديث.


وأكمل "شوشة": "شمال سيناء مقسمة لثلاث مناطق رئيسية: السهل الساحلي، وهو المنطقة المزروعة، وبها أنشطة اقتصادية متنوعة. ومنطقة وسط سيناء، وهى المنطقة الأكثر فقرًا واحتياجًا، والتي تحدث فيها العمليات الإرهابية، والمنطقة الثالثة في الجنوب وتتميز بطبيعتها الجبلية".

وفي مداخلة من أحد الطلاب متسائلاً حول خطط التنمية المقترحة لسيناء وما الصعوبات التي تواجهها، قال شوشة إن "التنمية في سيناء مكلفة للغاية بسبب عدد السكان القليل، بالإضافة لندرة الموارد المائية، فمثلًا عندما كنت محافظًا كان تكلفة حفر بئر واحد تصل إلى 7 ملايين جنيه، وهو مبلغ كبير، خصوصًا عندما نقارنه بتكلفة حفر البئر في طريق مصر إسكندرية الصحراوي، حيث لا تتجاوز التكلفة مليون جنيه، ورغم ذلك على الدول تخصيص ميزانية كبيرة لتنمية سيناء، لأن التنمية هي السبيل الوحيد للحفاظ على سيناء.

وعن رؤيته لقضية جزيرتي صنافير وتيران، قال شوشة، إن "ملف الجزيرتين مسئولية المخابرات الحربية وليس وزارة الخارجية، وهناك لجنة شكلت من قيادات في المخابرات الحربية خلال الفترة الماضية لبحث القضية وأجمع أعضاؤها على أن الجزرتين من حق السعودية، وما أود التأكيد عليه هو ضرورة الحفاظ على السيادة المصرية على الجزيرتين والتنسيق في ذلك مع الجانب السعودي".