عاجل
الجمعة 01 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

معركة النزاعات الحدودية تشتعل من جديد.. "صنافير" و"تيران" تجددان الصراع حول مثلث حلايب وشلاتين.. السودان تهدد باللجوء للمحكمة الدولية ومصر تتحدى

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسى-الملك سلمان -إبراهيم الغندور

أثار الإعلان الرسمي من قبل الحكومة المصرية بضم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، تساؤلات حول ملف الحدود المصرية بشكل عام مع الدول المجاورة، وخاصة مثلث حلايب وشلاتين المتنازع عليه بين مصر والسودان.

وانتهز الإعلام السوداني تنازل مصر عن الجزيرتين ليشن حملة ضد مصر مطالبًا بالحصول على حلايب وشلاتين، مؤكدًا أن النظام السوداني أظهر رغبته في الحصول عليهما.

النزاع يتجدد
وخرج وزير الخارجية السوداني، إبراهيم الغندور، ليُؤكد أن قضية حلايب وشلاتين لم تصل إلى حل بين البلدين، مُهددًا باللجوء إلى التحكيم الدولي إذا لم يتم التفاوض بشأنهما.

ويرجع النزاع المصري السوداني حول مثلث حلايب، نظرا لوجود وجهات نظر مختلفة ومتعارضة لموضوع خط الحدود، فتقع منطقة حلايب وشلاتين على الحدود الرسمية بين مصر والسودان، وتبلغ مساحتها 20 ألف كيلو متر مربع على ساحل البحر الأحمر.

ويقطن حلايب قبائل تمتد بجذورها التاريخية بين الجانبين كما تتنقل هذه القبائل بسهولة عبر الحدود، لأن وجودها كان سابقًا على رسم الحدود، وبها نقطة وطريق يربط بينها وبين السويس عبر بئر شلاتين وأبورماد وتتصل حلايب ببورسودان بطريق بري غير مسفلت وتبلغ المسافة من السويس لحلايب بورسودان حوالي 10485 كم تقريبًا. 

أهمية حلايب وشلاتين 
تعد مدينة حلايب البوابة الجنوبية لمصر على ساحل البحر الأحمر وتظل الوظيفة الرائدة لها تقديم الخدمات الجمركية للعابرين إلى الحدود السودانية بالإضافة إلى الأنشطة التجارية المصاحبة لذلك.

وتتمتع منطقة حلايب بأهمية استراتيجية لدى الجانبين المصري والسوداني، حيث تعتبرها مصر عمقًا استراتيجيًا هامًا لها كونها تجعل حدودها الجنوبية على ساحل البحر الأحمر مكشوفة ومعرضة للخطر وهو الأمر الذي يهدد أمنها القومي. 

بينما تنظر السودان إلى المنطقة باعتبارها عامل هام في الحفاظ على وحدة السودان لما تشكله المنطقة من امتداد سياسي وجغرافي لها على ساحل البحر الأحمر، بالإضافة إلى أهميتها التجارية والاقتصادية لكلا البلدين.

جذور اﻷزمة
يرجع أصل الخلاف بشأن منطقة مثلث حلايب وشلاتين وأبورماد جنوب شرق مصر لعهد الاستعمار البريطانى لبعض دول الشرق الأوسط، من بينها مصر، والتى كانت تشارك بريطانيا آنذاك في حكم السودان، فصنف الحكم الثنائي المصري الإنجليزي فى يناير عام 1899 مثلث حلايب وشلاتين وأبورماد تابعًا لمصر.

لكن تجددت اﻷزمة بين مصر والسودان على مثلث حلايب وشلاتين، عندما تقرر إجراء الانتخابات البرلمانية فى السودان فى27 فبراير1958، حيث تم إدخال حلايب ضمن الدوائر الانتخابية للسودان فى نفس الوقت الذي كان مقررًا إجراء الاستفتاء على الوحدة المصرية السورية فى 21 فبراير، وأرسلت مصر مذكرة إلى السودان في 29 يناير1958 تعترض على إدخال حلايب ضمن الدوائر الانتخابية السودانية، واعتبرت هذه الخطوة خرقًا للسيادة المصرية، وأرسلت مصر إلى حلايب لجنة لأخذ رأي المواطنين في حراسة قوة عسكرية.

ومن ذلك الوقت وهناك خلافات بين مصر والسودان حول ملكية حلايب وشلاتين وبين الوقت والآخر تبرز المناقشات حول هذه القضية، فالجانب السدانى لا يفوت أي فرصة للحديث عن احقيتة باسترجاع هذا الجزء إلى الأراضى السودانية.

ففى السنوات الاخيرة استغلت السودان بعض المواقف لإثارة هذه الأزمة بين البلدين، بداية من زيارة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في أبريل 2013 إلى السودان، للتحدث للقيادة السودانية عن أن حلايب وشلاتين سودانية، ليعود النزاع مرة أخرى مع بناء سد النهضة فالجانب السوداني يضغط على مصر من هذه النقطة، لكن القيادة المصرية طوال الوقت تؤكد أن "حلايب وشلاتين أرض مصرية خالصة، ولا تفريط فيها".

ومؤخرًا وجد الجانب السوداني فرصة قوية لإثارة قضية حلايب وشلاتين مرة أخرى، بعد أن اتفقت مصر مع السعودية على تسليم جزيرتي صنافير وتيران.