هبوط أخلاقي فني
لاشك إننا نعيش فن العشوائية البلهاء من خلال ما يقدم في السينما أو تليفزيون نوهنا في السابق حول العديد عن أزمات الفن المصري وما يقدم الآن من افتقاده للفكر البناء والاعتماد دائما علي تصوير العشوائيات واحتضانها على المجرمين والبلطجية وتجار المخدرات وإعطاء الصورة السلبية للآخرين عن المجتمع المصري أجمع وذلك قد يؤثر علي السياحة والاقتصاد إذا أردت أن تنهض بوطن في كافة المجالات عليك أن تهتم بما يقدم من خلال الأعمال الفنية، في الماضي كانت الثقافة شيء أساسي لمختلف الطبقات المصرية حتى الفلاح في ذاك الوقت وكان هناك كتاب كبار يحظوا بباع كبير لرواياتهم وقصصهم التي كانت تنشر لهم فإذا قارنا بين الماضي والحاضر من خلال الاختلاف في الفكر والثقافة ما بين الرواية والعمل الفني، الرواية هي الفكر الثقافي الذي يبني عليه العمل الفني لكن حين تنشر الرواية الآن فكم شخص يستطيع قراءتها ولكن حين تحول إلى عمل فني فيستطيع بذلك الملايين مشاهدتها، الفن هو تجسيد للحياة بمختلف أطيافها وأفكارها والواقع شرط من شروط التصوير السينمائي أما تصوير الحياة فأمر أخر لان الحياة اشمل من الواقع فالحياة الإنسانية يدخل في نطاقها الواقع والخيال لأن حياة الإنسان على خلاف حياة النبات والحيوان ولا تقف عند حد الوجود المادي بل هي تشمل الوجود في مختلف المنظورة المادية والروحية ولعل قصة هاملت لشكسبير راجع إلى إحاطتها الكاملة بالحياة البشرية في غرائزها ومشاعرها وخيالاتها وأشباحها وتفكيرها فيما هو كائن على الأرض وما هو غير كائن إلا بعد الموت فحياة الإنسان هي أعجب ما في الخليقة والقصة أو الرواية هي لونا من ألوان الفن يجب أن تتناول ذلك كله فيما تتناول من شئون الإنسان في مجتمعه وحياته ومهمتها في ذلك عسيرة لأنها فن اقتضاب ويتركز شأنها في ذلك شأن المسرحية والقصيدة، وقارئ اليوم تكاد تكفيه اللمحة الخاطفة لادراك الصورة الكاملة وتكاد تغنية الإشارة عن الإطناب في العبارة ولن يطيق طويلا الاسترخاء في مطالعة مئات الصفحات ليحيط بصورة من الصور أو شخصية من الشخصيات كما ان وجود الإنترنت لن يتيح وقتا لقارئ يتفقه في مطالعة كتاب طويل لذلك أصبح تأثير الصورة أوضح وأسرع لدى الشعوب ولاشك أن الفن المصري أصبح مختطف فكريا حول البلطجة والشذوذ الجنسي والعشوائيات وهناك محاولات لغزو عقول الأجيال الحالية لترسيخ أفكار بعينها يدفع فيها مئات الملايين لإفساد تلك الأجيال، وقد نوهنا كثيرا أن الفن يؤثر على المجتمعات بشكل كبير جدا ويؤثر بالسلب على المجتمعات حين تركز الصورة علي السلبيات قط داخل هذا المجتمع، الفن هو دستور حياتنا الشعبية وإذا أردت أن تعرف ثقافة شعب فانظر إلى أعماله الفنية أن الشعوب التي لا تملك ثقافة فنية هي شعوب متأخرة عن الحضارة، نستكمل باقي أزمات الفن في المقال القادم إن شاء الله .. ؟؟