الأسباب الحقيقية وراء زيارة ملك السعودية لمصر.. سوريا والتراجع الأمريكى يقودان سلمان للقاهرة.. والمملكة ستبحث حسم ملف حزب الله والإخوان
شهدت العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية، عقودا طويلة من التكاتف والتميز، وانعكست هذه العلاقات عبر مواقف مختلفة بين قيادات البلدين؛ أبرزها دعم السعودية المتتالي للنظام والشعب وخاصة بعد ثورة 30 يونيو.
لكن الأوضاع المضطربة فى المنطقة العربية، أدت الى وجود خلاف في وجهات النظر حول بعض الأوضاع فى الشرق الأوسط والتى باتت نقاط خلاف بين مصر والسعودية.
وتستعد مصر لاستقبال الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك السعودية غدا الخميس، فى زيارة رسمية، وتبدو هذه الزيارة طبيعية نظرا للعلاقات بين البلدين، لكن هناك بعض الأسباب الخفية وراء هذه الزيارة فى هذا التوقيت بالتحديد.
"العربية نيوز" يستعرض أهم نقاط الخلاف بين مصر والسعودية ومن المؤكد أن تكون هذه الزيارة بسبب تسوية هذه الخلاقات والوقوف على نقاط محددة تجاه بعض الملفات فى المنطقة العربية.
الأزمة السورية
يوجد خلاف واضح وصريح بين السعودية ومصر، حول الموقف من الأزمة السورية، فتتبنى المملكة السعودية موقفا واضحا تجاه نظام بشار الأسد، فرغم مشاركة السعودية فى التحالف الدولى الذى يهدف إلى القضاء على الجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش بقيادة أمريكا؛ إلا أن هدف السعودية الأساسى هو الإطاحة بنظام بشار الأسد، كما أكدت السعودية أنه لا مفاوضات قبل رحيل الأسد، بالإضافة إلى ترحيبها بالتدخل البرى فى سوريا لإنهاء الأزمة السورية.
لكن مصر رفضت التدخل البرى فى سوريا، وأكدت أنها تقف على نقاط متساوية من الجميع وما يهم مصر هو وقف معاناة الشعب السورى بأى طريقة، فبكل تأكيد زيارة الملك سلمان إلى القاهرة ستستهدف تكوين موقف واحد ضد الأزمة السورية.
التراجع الأمريكى يقلق الرياض
أصبحت السعودية تشعر بالقلق بعد غموض موقف الولايات المتحدة الأمريكية وتراجع دورها في الأزمة السورية، على حساب روسيا التي ترفض رحيل بشار الأسد عن الحكم فى سوريا، بعدما اتفقت المملكة على رحيله مع أمريكا، وبالتالى تبحث السعودية عن موقف مصرى أكثر وضوح تجاه الأزمة السوريا خاصة وأن النظام المصرى داما ما يصرح بأنه مع مصلحة الشعب السورى دائما، وبالتالى لا بد أن تتفق الدولتان على نقاط محددة تجاه سوريا.
المصالحة مع تركيا وقطر
مع كل حديث عن أى علاقات ثنائية بين مصر والسعودية يكون هناك حديث عن المصالحة بين مصر وقطر وتركيا، وبالتالى سيحاول الملك سلمان، تهدئة الموقف المصري تجاه تركيا وقطر، لا سيما قبل القمة العربية وقمة التعاون الإسلامى والتى من المقرر عقدها فى تركيا منتصف الشهر الجارى.
حزب الله
أعلنت السعودية، إدراج حزب الله ضمن قوائم الجماعة الإرهابية، إلا أن الموقف المصرى لم يكن واضحا وصريحا، فأعلن وزير الخارجية المصرى أن حزب الله له وضعية خاصة في لبنان، وأن لبنان دولة شقيقة وتعاني من اضطراب ضخم لأوضاع داخلية، وهذه قضية يتم حلها من خلال الشعب اللبناني.
الموقف المصرى غير الواضح، سيدفع السعودية للاتفاق مع مصر على وضع وشكل حزب الله فى الفترة المقبلة وكيف ستتعامل مصر مع هذه الملف.
ملف الإخوان
تتعامل السعودية مع جماعة الإخوان، بمنطق الشد والجذب بعدة أساليب، حيث أكد بعض المسئولين أن السعودية ليس لديها مشاكل مع الإخوان المسلمين بل مع فئة صغيرة تنتمي لهذه الجماعة والتي بايعت المرشد، فبلا شك سيتناقش الملك سلمان، مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن موقف جماعة الإخوان، وإمكانية إجراء مصالحة مع غير المتورطين في أعمال عنف أو تحريض.