فن هابط
عزيزي القارئ بعد أن نوهنا في مقالنا السابق ((غزو العقول)) حول كيفية استغلال الفن والفنانين لتقديم أعمال تلفزيونية تفتقد الإبداع والفكر عكس ما كان يقدم في السابق، اسمحوا أن نستكمل باقي حديثنا عن أزمة الدراما والفن المصري وسيحمل مقالنا هذا الأسبوع عنوان فن هابط، الفن هو ثقافة الشعوب هو القوة الناعمة التي تستطيع أن تثقف بها مجتمع بكل أطيافه الفكرية والثقافية ومعتقداته الدينية فبعد أن أصبح الفن المصري لا قيمة لما يقدمه وأصبحت أفيشات السينما تحتوي على صورة البلطجي والراقصة ويتم الذق أيضًا لإيقاع الدراما التلفزيونية هي الآخرة في هذا المستنقع المظلم لاعتمادها على أعمال تروج لفكرة القتل والخيانة والبلطجة على الآخرين وأعمال تحاول تشويه كل شيء مثل ثورة يناير التي حاول عادل أمام الحاصل على 35 مليون جنيه أجر في مسلسله رمضان الماضي (أستاذ ورئيس قسم) لتشويه الثورة وإظهاره على أنها مؤامرة وليست ثورة علما أن الشركة المنتجة قد أنفقت 80 مليون جنيه لإنتاج هذا العمل الذي لم يشاهده إلا قلة قليلة من الجمهور المصري والعربي والغرض منه كان واضح تماما، فحين نجد أعمال تروج للعنف وتشوه كل شيء فمن الطبيعي أن يزداد معدل الجريمة في الشارع المصري وسوء الأخلاق، علما أن هناك شباب صغار السن يتأثرون بتلك الجراثيم المتمثلة أمامهم علي شاشات التلفاز فمنذ أيام على طريقة إبراهيم الأبيض وسيد بوخارست وعبده موته وجدنا حادثة شنعاء بأحد المناطق الشعبية بالقاهرة حيث قام صبي في سن الخامسة عشر من عمره بتقطيع رجل فوق الستين من عمره علنا في الشارع العام وحين حاول ابن القتيل التدخل لاحقه الصبي بضربة قضية هو الآخر وأسقطه قتيلا ثم جاء شقيق المجني عليه وقام بقتل الصبي وشقيقه وقتل هو الآخر فمن المسئول عن هذه البلطجة والترويع والتمثيل بالبشر في الشوارع العامة والميادين أنا أوجه لومي الأكبر إلى الفن الذي يقدم، فحين يتحول المبدع أو المفكر إلى آلة في يدي صاحب المال ويكتب له فكر بغيض يضيع المجتمع فلا بد أن يكون هناك وقفة إلى هؤلاء من يدمرون حياة الآخرين وينشرون البلطجة علنا من خلال الأعمال التي تقدم فحين يصبح عبده موتة ضحية مجتمع فجميعنا نسير إلى طريق الهلاك فلا نخفي أن أصبح في الشارع المصري الكثير مثل عبده موتة وحبيشة وإبراهيم الأبيض وسيد بوخارست ويعود ذلك نتيجة تأثر البعض بتلك الأعمال وتلك الفنانين، من يشارك في هذه الأعمال من ممثلين لكتاب لمخرجين لمنتجين جميعهم يعمل علي شيء واحد ألا وهو تدمير المجتمع ككل، السينما تأخذ من الواقع ولكن أين معالجة الجريمة فيما يقدم للأسف الجميع يصور الجريمة ويحاول يبرئ الجاني أمام المشاهد ويظهره على أنه ضحية مجتمع فكان ولا بد أن نتوقف عند هذا الأمر، لا أحد ينكر أن هناك أزمات مجتمعية طاحنه لكن هذا ليبرر الأمر لارتكاب الجريمة وما تصوره لنا الأعمال الفنية هذه الأيام، غياب دور الأسرة المصرية ومؤسسات الدولة الدينية المشروعة عن دورها في التوعية والتوجيه حول العقاب والجريمة جعل الكثير من الشباب والصبية يقعون ضحية لمشاهدة تلك الأعمال والتأثر بها، ما يقدم من فن هابط الآن هو سبب رئيسي لترويج ارتكاب الجريمة والتسيب المجتمعي لما يقدمه ويعرضه على المشاهد وكما نوهنا في المقال السابق أن هناك لعبة غسيل أموال يتم غمزها في الفن المصري لتدمير الأجيال الصاعدة بخلاف أن هناك بعض التمويلات الخارجية بحجة الإنتاج الفني وكل الهدف هو تقديم أعمال يتأثر بها المشاهدين وتزيد من معدل الجريمة في المجتمع ويعود ذلك للغياب التام للرقابة علي المصنفات الفنية التي تصرح لعرض هذه الأعمال والجانب الآخر هو توقف إنتاج الدولة للأعمال الفنية بعد أن نهب من قبل اللصوص، نستكمل باقي حديثنا حول أزمات الدراما والفن المصري في المقال القادم أن شاء الله.