غزو العقول
أحببت أن أكتب سلسلة من المقالات التي سنتحدث من خلالها عن أسباب تراجع الدراما المصرية وافتقاد الإبداع والفكر البناء فيما يقدم الآن لغزو عقول الأجيال الحالية والقادمة، فلا شك أن الدراما المصرية تعيش حالة من التدني الفكري واللفظي وخدش الحياء وإفساد الذوق العام لدي المشاهد، فمنذ أن عرف الجمهور المصري والعربي الأعمال التلفزيونية ودخلت كل بيت عربي استطاعت أن تنشيء أجيال بمختلف المعتقدات الفكرية والثقافية من خلال ما كان يقدم لأعمال ذات طابع فكري وإبداع حقيقي، فما يحدث الآن هو اغتيال صريح للدراما المصرية التي تعيش أزمات إنتاجية طاحنة تكاد تنهي عليها تمامًا في السنوات القادمة، ويعود ذلك لتآمر بعض المنتفعين من وراء ذلك كما حدث لبعض المنتجات المصرية وسبب ذلك الاحتكار المخزي لكل شيء .
فحين يصبح الفكر نفسه محتكر قد يؤدي ذلك لضياع وطن بأكمله لأن صاحب الفكر والإبداع يصبح دمية بين يدي المحتكر صاحب المال الذي يوجه ويحرك الجميع حسب رؤيته هو وليس حسب رؤية المفكر أو المبدع، لقد شاهدنا هذا التخبط والفكر البغيض من خلال إعلاميين يسوقهم رجال الأعمال وأصحاب المحطات الفضائية ويوجهونهم حسب رؤيتهم السياسية مستغلين في ذلك بعض الإعلاميين الذين يلهثون وراء المال.
فبعد تدمير الإعلام يحاول بعضهم تدمير الدراما المصرية بفرض السيطرة عليها من قبل بعض المنتفعين من تقديم فكر يشوه عقول المشاهدين ويسمم سمعهم لما يعرضه عليهم، علمًا أن بعض من يطلق عليهم فنانين ليس لهم دخل في الشأن كله غير زيادة أرقام حساباتهم في البنوك وينصتون بالولاء والطاعة لمن يدفع أكثر ليس لهم علاقة بالمضمون أو ما سيقدم طالما أن هناك منتج سيدفع الملايين ومحطة ستعرض حتى ولو بالخسارة على المنتج الأهم أن يروج الفكر الذي يقدم، فهذا حالنا الآن ممثل يقبض الملايين ومحطة تعرض بالخسارة على صاحب المال لكن الغرض يعود في نهاية الأمر لشخص له مصلحة في إفساد المجتمع أو شخص أخر أراد أن يداري فساده حول لعبة غسيل الأموال وتحريكها في الفن ويبقى للحديث بقية في المقال القادمة.