عاجل
الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

زيارة ملك السعودية الغامضة لمصر تربك العالم.. تكهنات حول حسم الملف السوري.. وخبراء: ستؤكد على عمق العلاقات وإزالة التوتر بين البلدين.. وتنمية سيناء أبرز نتائجها

خادم الحرمين الشريفين
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز

تحظى الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لمصر، مطلع أبريل المقبل، باهتمام بالغ على المستوى الإقليمي والدولي، لمتابعة الزيارة ونتائجها، خاصة بعد فتور العلاقات قليلًا بين البلدين خلال الفترة الماضية.

ويرى المراقبون أن البيان المقتضب الذي أعلنه السفير السعودي بالقاهرة أحمد القطان، حول زيارة الملك سلمان لمصر، والذي لم يحدد سببا مباشرا للزيارة، رفع من مستوى مراقبة نتائج الزيارة خاصة في ظل الأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية على الصعيد السياسي والاقتصادي.


العلاقات المصرية السعودية 

العلاقات المصرية السعودية لها طبيعة تاريخية بامتياز، فبرغم موجات البرودة والجمود التي أصابت البلدين، مؤخرا، إلا أنها لم تصل إلى حد الصراع أو الأزمات بل على العكس كان مستوى التقارب بين الدولتين غير متوقع في العديد من اللحظات التاريخية ذات الشأن، ووقفت المملكة العربية السعودية مساندة لمصر فى وجه العدوان الثلاثي في 1956 وفى دعم الصمود المصري بعد 1967، وقاد الملك فيصل استخدام سلاح النفط فى حرب أكتوبر 1973. 

وعلى الرغم من قطع السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع مصر فى 1979 بعد إبرام معاهدة السلام المصرية مع إسرائيل فقد كانت من البلدان العربية التي لم يصاحب قطع العلاقات معها تدهور شامل في العلاقات، بل إنها حاولت في قمة الجامعة العربية في بغداد 1978 أن تخفف من غلواء الاندفاع نحو العزل التام لمصر.

فيما أكد بعض المحللين السياسيين أنه خلال تلك الفترة كانت هناك علاقات مصرية سعودية سرية بالرغم من الإعلان الدبلوماسي بقطع العلاقات ووقف البلدان فى المعسكر نفسه إبان غزو الكويت فى 1990 وساعدا سويًا على إعادة الحياة إلى النظام العربي بعد محنة الغزو، وأخيرًا وليس آخرًا كان الدعم السعودية بزعامة الملك عبد الله المساندة لمصر عقب 30 يونيو وهو الدعم التى زاد كثيرًا من عمق العلاقة بين البلدين رسميًا وشعبيًا.


موقف عربي موحد في سوريا

من جهته، قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية إن زيارة ملك سليمان لمصر تأتي في توقيت بالغ الدقة وسيكون لها نتائج مهمة تساهم في هدوء الأوضاع بسوريا وليبيا واليمن.

وأكد غباشي، لـ"العربية نيوز"، أن تدهور الأوضاع في سوريا سبب رئيسي للزيارة المرتقبة لبحث أطر الوصول إلى موقف عربي موحد من الإحداث الجارية لما لمصر والمملكة العربية السعودية من أهمية استراتيجية بالشرق الأوسط والخليج العربي.

وعن العلاقات المصرية السعودية، قال غباشي إن الفترة الماضية شهدت تباينا في وجهات النظر لم يصل الى حد يمكن معه خلق توتر للعلاقات بين البلدين لكنه دفع بعض وسائل الإعلام إلى محاولة إظهار هذا التباين باعتباره تحول في العلاقات المصرية السعودية وموجه من الخلافات التي تبشر بأزمة بين الجانبين وهو أمر عار من الصحة.


مساعدة مصر اقتصاديا

فيما أكد أحمد يوسف أحمد، عميد سابق لمعهد الدراسات العربية، أن العلاقات المصرية السعودية لها بنية تحتية قوية، والطرفان لديهما إدراك كبير بأهمية بقاء العلاقات قوية بل ومتينة.

وأوضح يوسف، لـ"العربية نيوز"، أن الجانب السعودي يمتلك امكانيات اقتصادية قادرة على مساندة مصر للخروج من خندق الإخفاقات الاقتصادية والمساهمة في دفع محاولات النظام المصري الحسيسة لتحسين الأوضاع الاقتصادية والسيرة نحو التنمية المستدامة.

وقال: إن زيارة خادم الحرمين الشريفين سيكون لها مردود كبير في توجهات النظام المصري نحو تنمية سيناء كجزء رئيس من مواجهة الإرهاب الذي يهدد دول الخليج فما تقوم به مصر في هذا المجال غاية في الأهمية لحماية أمن منطقة الخليج العربي.


معادلة المصالح 

من جانبه، أكد محمد النجار، أستاذ الاقتصاد بجامعة بنها، أن زيارة الملك سليمان لمصر رمزا لترابط المصالح السياسية والاقتصادية. 

وأوضح النجار، لـ"العربية نيوز"، أن مصر والسعودية لديهما دور محوري وتأثير كبير في تطور الأوضاع الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط خاصة بعدما تعرض البترول الى هزة اقتصادية ستكون طويلة إلى حد كبير نتيجة سيطرة بعض المنظمات الإرهابية على مناطق البترول بدول الصراع العربي مما يجعل التفكير في اختيار وفتح مجالات اقتصادية جديد غاية مهمة للجانب السعودي.


وشدد على ان مصر تمتلك إمكانيات كبيرة للتنمية على أراضيها على المستوى البشري والإمكانيات الجغرافية، وينقصها الجانب المالي الذي تمتلكه المملكة لتصبح معادلة المصالح متكافئة بين الجانبين.