حزب الله يدخل "المصيدة".. حصار المنظمة من جميع الجيهات بعد اعتبارها "إرهابية" رسميًا.. عسكريون: القرار صدر في الوقت المناسب.. وسياسيون يحذرون من تداعياته
أصدر وزراء الداخلية العرب، مؤخرا، قرارًا باعتبار حزب الله منظمة إرهابية، ليثير الجدل بعد الاستدلال بالعديد من أفعال حزب الله في المنطقة العربية، التي ترتبط ارتباطا وثيقا بزعزعة الأمن والاستقرار لدول المنطقة.
وجاء القرار مشددا على أن جميع ما يتبع حزب الله من فصائله وقادته والتنظيمات التابعة له والمنبثقة منه يعد إرهابيا وسيعامل معاملة الإرهابيين.
دعم إيران
يرتبط حزب الله ارتباطا وثيقا بإيران التي تتعمد هي الأخرى على معاداة الدول العربية، وعلى الرغم من أن لبنان بلد عربي بامتياز إلا أنه يدمر الآن تدميرا واضحا، بعد أن أعلنت السعودية ودول الخليج ووزراء داخلية العرب بما فيهم مصر، إعلان حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، مؤكدين أن هذه ما هي إلا خطوة ضمن الخطوات التي ستسبب مشكلات وأزمات اقتصادية ليست بالهينة على لبنان.
في سياق ما سبق، أكد عدد من الخبراء العسكريين، أن القرار مهم وجاء في الوقت المناسب، حيث إن حزب الله متورط في أعمال عنف، فيما أشار البعض إلى أن هذا القرار خطير خاصة في هذا التوقيت كونه يؤثر على الشأن الداخلي اللبناني، وأنه من الممكن أن يرجح كافة حزب الله في الصراع الداخلي.
منظمة إرهابية
في البداية، أكد اللواء محمود خلف الخبير الاستراتيجي والعسكري والأستاذ بأكاديمية ناصر العسكرية، أن قرار اعتبار حزب الله منظمة إرهابية مهما للغاية، مشددا على أن حزب الله يعد منظمة إرهابية بامتياز، مستدلا بأفعال حزب الله حيث شارك في اقتحام السجون المصرية إبان ثورة 25 يناير، إضافة إلى أنه اختطف القرار العسكري من الدولة اللبنانية، وتسبب في الحرب مع إسرائيل مدعيا انتصاره عليها.
التورط في الأرهاب
وأضاف خلف لـ"العربية نيوز" أن حزب الله متورط في أعمال عنف إرهابية كثيرة في الدول العربية، بما يعطي دلالات على أنه إرهابي ولا يوجد توصيف له غير ذلك، خاصة مع اختطافه الدولة اللبنانية وقمع إرادتها.
كما أشاد بالقرار مؤكدا أنه تأخر كثيرا، موضحا أن إيران تهدد جميع الدول العربية، بسبب أطماعها واصفا الاعتداء الإيراني بالسافر الذي لا بد أن تتخذ أمامه مواقف من قبل جامعة الدول العربية بمعاقبة إيران ومنعها من المساس بالسيادة العربية.
سبب اعتبار حزب الله منظمة إرهابية
فيما أكدت الدكتور نهى بكر أستاذ العلوم السياسية أن اعتبار دول الخليج حزب الله منظمة إرهابية جاء بعد دعم الحزب لبشار الأسد في سوريا، حيث إنه يعد ذراعا لإيران في العديد من الدول العربية.
وأضافت بكر لـ"العربية نيوز" أن سبب هذا القرار هو أن دول الخليج ترغب في إيجاد حل للملف السوري الذي يسبب كوارث أمنية خطيرة في المنطقة بتفشي الجماعات الإرهابية.
محاصرة الحزب
من جانبه أكد اللواء نبيل فؤاد الخبير الاستراتيجي، أن حزب الله شيعي المذهب، ويتلقى الدعم من قبل إيران وهو يدين بولائه لها بالكامل.
وأضاف نبيل لـ"العربية نيوز" أن الإشكال الأساسي بين دول الخليج خاصة السعودية هو دعم حزب الله اللبناني التابع لإيران للنظام السوري، لأن هذا الأمر لا تريده السعودية ودول الخليج، موضحا أن القرار السعودي باعتبار حزب الله منظمة إرهابية يأتي فقط لمحاصرة الحزب سياسيا واقتصاديا.
وأشار إلى أن السعودية دخلت حرب استنزاف كبيرة وخطيرة للغاية، واصفا اليمن بالمستنقع الذي لا يوجد به منتصر أو مهزوم.
قرار مندفع
من ناحيته، أوضح الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية، أن قرار السعودية جاء مندفعا للغاية، وأن هذه الطريقة ليست على الإطلاق التي تحل المشكلات السياسية، حيث يعد حزب الله جزءا من التركيبة السياسية اللبنانية، التي بها أزمات وهذا الأمر يوجب التعامل مع جميع الأطراف، وليس طرف واحد لتسوية هذه النزاعات.
وحذر نافعة من تداعيات هذا القرار، حيث إنه من الممكن أن يعقد الوضع الداخلي في لبنان ويرجح أيضا كفة حزب الله في الصراع الداخلي.