صحيفة: مهربو البشر يعملون بقوة لتهريب اللاجئين إلى أوروبا
قالت صحيفة "تليجراف" البريطانية إنه في الوقت الذي يبذل فيه الاتحاد الأوروبي قصارى جهده مع أنقرة لتوقيع اتفاقية تحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا في أسرع وقت، يعمل مهربو البشر في تركيا أيضا بكل ما لديهم من قوة لإيجاد طرق أخرى تمكنهم من الاستمرار في تجارتهم غير المشروعة.
وأشارت الصحيفة، في تقرير لها، إلى أن مهربي البشر بدأوا في إلغاء اتفاقاتهم مع المافيا التركية التي توفر لهم المراكب والتأمين، لأنهم وجدوا طرقا جديدة لنقل اللاجئين إلى قلب الاتحاد الأوروبي.
وأضافت الصحيفة أنه حتي لو سارت الاتفاقية التي يتفاوض عليها الاتحاد الأوروبي وتركيا كما هو مخطط - رغم الشروط المثيرة للجدل التي طالبت بها أنقرة - فإن أزمة اللاجئين يبدو أنها لن تنتهي قريبا.
ونقلت الصحيفة عن أحد المهربين الرائدين في تركيا، ويدعى أبو حسن، قوله إنهم يعملون منذ عقود في تركيا لنقل الناس إلى أوروبا، مؤكدا أن "إغلاق الحدود المقدونية لن يوقفنا، الهجرة لن تتوقف أبدا، فإغلاق الحدود يعني فقط ارتفاع الأسعار (على اللاجئين)، لأنه دائما ما يوجد طريق أخر".
ويأتي إغلاق طريق البلقان كجزء من سعي جديد للاتحاد الأوروبي للحد من تدفق المهاجرين، عبر اتفاقية تقضي بإعادة كل اللاجئين الموجودين في اليونان إلى تركيا، ثم يتم تدشين نظام نقل طالبي اللجوء بطريقة أكثر رسمية.
وأضافت الصحيفة أن المهربين لهم رأي آخر، لأنهم ببساطة سيغيرون الطرق التي يوصلون من خلالها الناس إلى أوروبا، حيث قال أبو حسن إنه الآن يسعى لشراء سفن الحاويات التي تم الاستغناء عن عملها، لنقل آلاف اللاجئين إلى إيطاليا مرة واحدة.
وأوضح المهرب "هناك سفينة مماثلة حاليا معروضة للبيع كخردة قد تستوعب 5 آلاف شخص، وتكلفتها حوالي 600 ألف دولار أمريكي، على الأرجح سيكون رسم الراكب الواحد 2500 دولار للسفر على هذه السفينة إلى إيطاليا"، ما يمثل نحو 3 أضعاف سعر الرحلة إلى اليونان.
ولفتت الصحيفة إلى أن تغيير المسار الحالي للاجئين قد يكون له عواقب وخيمة؛ لأن "حجم المخاطرة في البحر المتوسط أكبر بنحو 4 مرات من بحر إيجه"، موضحة أن شخصا واحدا يلقي حتفه بين كل 380 لاجئا يعبرون بنجاح إلى اليونان، بينما يغرق شخص واحد بين كل 95 شخصا يصلون إلى السواحل الإيطالية عبر البحر المتوسط.