معركة "الكتب الصفراء" بين "الأوقاف" و"كهنة السلفيين".. حملات لتطهير "السموم الفكرية".. ومختار جمعة: سيطرنا على 90% من المساجد بعد مُصادرة الإصدارات المُتشددة
حالة غليان تشهدها الساحة الدينية عقب إلزام الرئيس عبد الفتاح السيسى، وزارة الأوقاف بضرورة تجديد الخطاب الديني، وفقًا للحالة المجتمعية المعاصرة، فى إطار التنوير والتثقيف بقيم الشريعة الإسلامية، لما يُستجد على الساحة المصرية.
تجديد الخطاب الديني، أحاطت به غيوم كثيرة، وسيطرت عليه عاصفة من العقبات التى كانت كفيلة بعرقلته والتصدّى لإيقافه ومنع التجديد وفقًا لبعض الأجندات الخاصة.
ومن العقبات التى واجهت الأوقاف فى عملية تجديد الخطاب الديني، كانت مشايخ وأقطاب السلفية، التى حاصرت بعض المساجد، وتغلغلت داخل المؤسسات الدينية الكبيرة، بل امتد الأمر ليصل إلى اقتناع تام من قِبل بعض الأئمة والخطباء العاملين بوزارة الأوقاف فى الاقتباس من كتب السلفية، والاستدلال بها فى أحاديثهم وخطبهم، واختزال الشريعة الإسلامية فى هذه الكتب.
وأصدرت وزارة الأوقاف، تعليمات لوكلاء ومديري الوزارة على مستوى الجمهورية بإعادة النظر إلى جميع الكتب التى تتواجد داخل المساجد، من خلال فحص المكتبات وتتبع مصادرها، ومُصادرة أى كتاب خارج عن تعليمات الوزارة.
مصادرة كتب السلفية ومنع تواجدها داخل المساجد أحدث ضجة كبيرة، ودفع أئمة ومشايخ السلفية لمهاجمة وزير الأوقاف، والمؤسسات الدينية بعد مُصادرتهم لكتب مشايخهم، كما أن مواقع "التواصل الاجتماعي" التابعة لمشايخ ومُحبى الدعوة السلفية انتفضت ضد قرارات الأوقاف، مُعتبرةً مصادرة الكتب تجاوزًا فى حق قيمات علمية كبيرة، لا يمكن أن يختلف عليها أى شخص، وكانت مُصادرة كتب يوسف القرضاوي، ومحمد حسان صاعقة كبيرة على مشايخ وقيادات ومُحبى الدعوة السلفية، نظرًا لتنامى شعبيتهم، وامتلاكهم حب الكثير من مُريدهم.
من جانبها امتنعت "الأوقاف" عن الرد على تجاوزات قيادات الدعوة السلفية، وواصلت حملاتها لتطهير الوزارة من الكتب التى تحتوى على "سموم فكرية"، تؤدى إلى خلق جيل مُتشدّد يسعى إلى التخريب وزرع الفتن.
وقال محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الوزارة استطاعت فرض سيطرتها على أكثر من 90 % من المساجد بعد مُصادرة الكتب المُتشدّدة، ومنع تواجدها داخل المساجد.
وأكد "جمعة" فى تصريحات خاصة لـ"العربية"، أن الوزارة مازالت توجّه مديري ووكلاء المديريات على مستوى الجمهورية بضرورة فرض الرقابة والتفتيش الفورى والدورى على المساجد، لضمان تجديد الخطاب الديني.
وأضاف وزير الأوقاف أن الوزارة مُستمرة فى نهجها لحين إتمام عملية تجديد الخطاب الديني، لتقديم كافة الحلول للخروج من الأزمات التى يعيشها المجتمع من خلال منظور الشريعة الإسلامية، وتقديم القيم والثوابت العلمية لخدمة البشرية جمعاء.
نقلا عن النسخة الورقية