عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الخيانة تغتال "نائب الشعب".. قيادات "الإخوان" في تركيا وحماس شاركوا بدور كبير في المؤامرة.. وجهود كشف المتورطين اعتمدت على اختراق المراسلات الإلكترونية لـ"عناصر الشر"

اللواء مجدى عبدالغفار
اللواء مجدى عبدالغفار

أعلن وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار أن أجهزة الأمن استطاعت كشف تفاصيل عملية اغتيال النائب العام السابق، الشهيد المستشار هشام بركات، مشيرًا إلى مشاركة أعضاء من جماعة الإخوان الإرهابية، وذراعها في غزة "حركة حماس" في عملية الاغتيال.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الأحد بمقر قطاع الأمن الوطني بمدينة نصر، بحضور عدد من قيادات وزارة الداخلية، وحشد من وسائل الإعلام المحلية، والعالمية.

وأكد الوزير حرص الوزارة على التواصل المستمر فيما يتصل بالعمليات الإرهابية التي تدار من الداخل والخارج، مشيرًا إلى المؤامرة التي تتعرض لها البلاد من قبل جماعة "الإخوان" الإرهابية لزعزعة استقرار الدولة والقضاء على كافة مقدراتها، مؤكدًا أن جهاز الأمن كان قادرًا، خلال الفترة الماضية، على كشف هذه المخططات والوقوف على مرتكبيها.

وأضاف عبد الغفار أن كشف مرتكبي قضية اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات كان دائمًا في أولويات أجهزة الأمن وأولويات قطاع الأمن الوطني.

وأشار إلى أن التحقيق في القضية بدأ منذ فترة طويلة واعتمد على أساليب فنية حديثة لاختراق التواصلات الإلكترونية وجمع المعلومات بأساليب دقيقة لم تستخدم من قبل في تاريخ جهاز الأمن المصري واستطعنا أن نضع يدنا على هذه المؤامرة الكبرى التي كانت تستهدف الإخلال بمقومات الدولة.

وقال وزير الداخلية مجدي عبدالغفار - خلال مؤتمر صحفي له اليوم - :" إننا استطعنا خلال الفترة الماضية كشف هذه المؤامرة بالكامل، والتى بدأت منذ فترة طويلة واستمرت، وكان آخرها حدث كبير شعرنا بالأسف إزاءه جميعًا هو اغتيال الشهيد البطل هشام بركات، ومجموعة أخرى من العمليات الإرهابية الكبرى للتخريب والتفجير واغتيال كبار الشخصيات".

وأضاف عبدالغفار أن هذا المخطط كان منطلقة التوجيه الصادر من القيادات الإخوانية الإرهابية الهاربة بتركيا وبالتنسيق مع الذراع الآخر المسلح لجماعة الإخوان المسلمين في غزة وهو حركة حماس والتى اضطلعت بدور كبير جدًا في تنفيذ هذا المخطط وفي تنفيذ عملية اغتيال النائب العام بشكل خاص وإشرافها على العملية منذ بداية وحتى الانتهاء منها.

وأشار إلى أنه قبل حادث التفجير بفترة صدر تكليف من الإخواني الهارب ( يحيي السيد إبراهيم موسى ) وهو طبيب مطلوب القبض عليه في عدة قضايا، وكان المتحدث باسم وزير الصحة الدكتور محمد مصطفى حامد في عهد حكم الرئيس المخلوع محمد مرسي والهارب بتركيا حاليًا ويقود مجموعة كبيرة من كوادر التنظيم في مصر لارتكاب هذه العمليات ومنها حادث اغتيال النائب العام.

وأضاف وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار أن التكليف صدر على نفس الخط لأحد عناصر جهاز الاستخبارات التابع لحركة حماس في غزة بتنفيذ هذه العملية في إطار عدة عمليات متتالية، مشيرًا إلى أن عددًا من العناصر المكلفين بارتكاب عملية اغتيال النائب العام تدربوا على بعض الأعمال المتصلة بالتفجيرات، وإعداد العبوات بجانب التدريب العسكري، والتدريب على رصد المواقع على يد عناصر من حركة حماس في غزة، مشيرًا إلى أن من أشرف على تهريبهم من غزة مجموعة من بدو سيناء.

وتابع عبدالغفار..أن عناصر الحركة عادوا إلى غزة مرة أخرى وبدأوا في عمليات الرصد التى استمرت شهرًا وكانوا على تواصل مع الدكتور يحيى موسى بتركيا، لافتًا إلى أنهم بدأوا في إعداد العبوة التى بلغ وزنها 80 كيلو في محافظة الشرقية، وقاموا بتجهيز السيارة التى اشتروها من سوق السيارات في مدينة نصر بإحدى الشقق السكنية في مدينة الشيخ زايد بأكتوبر.

وأشار إلى أن أحد العناصر قام بنقل السيارة في الصباح إلى موقع الحادث، موضحًا أن باقي أعضاء الخلية أشرفوا على عمليات التفجير وأرسلوا عقب التفجير الصور التى التقطوها إلى عناصر الحركة ثم إلى الهارب يحيى موسي. 

وقال وزير الداخلية مجدي عبدالغفار - خلال المؤتمر الصحفي - :" وكان هذا المخطط يضم مجموعة من العمليات الأخرى والتى تم كشفها لاستهداف العديد من الشخصيات الكبرى والهامة واستهداف عدد من سفارات الدولة الأجنبية الكبرى والعربية المتعاونة مع مصر، كذا كشف بعض العمليات التى ارتكبتها تلك الخلية وتم ضبط جميع العناصر التى شاركت في العملية وفي العمليات الأخرى، حيث بلغ عدد العناصر التى شاركت في عملية اغتيار النائب العام 14 عنصرًا، ومجموع الخلية بالكامل 48 عنصرًا، تم ضبطهم بالإضافة إلى ضبط العديد من السيارات المعدة للتفجير في الجيزة والشرقية وبها كميات هائلة من المتفجرات ".

وأضاف عبدالغفار أنه تم كشف العديد من الشقق السكنية في عدة محافظات على مستوى الجمهورية التى كانت تستغل كمصانع لتصنيع المتفجرات وبها كميات ضخمة جدًا من المتفجرات المعدة للتفجير، مشيرًا إلى أنه تم تقديم جميع المقبوض عليهم إلى النيابة واعترفوا جميعًا بارتكاب الحادث.

وأشار وزير الداخلية أنه بذلك تكون جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية هي المسئولة عن هذا الحادث باعتراف الكوادر التى شاركت في ارتكاب الحادث وفي الحوادث الأخرى التى كان التخطيط لها وفي الحوادث التى تم تنفيذها بالفعل.

وعقب انتهاء اللواء مجدى عبدالغفار من كلمته خلال المؤتمر الصحفي بدأت أسئلة الصحفيين على النحو التالي:
ردًا على سؤال حول جنسيات المشاركين في اغتيال النائب العام، أجاب وزير الداخلية قائلاً: "إن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية هى المسئولة عن حادث اغتيال النائب العام هشام بركات، مشيرًا إلى أن العناصر المضبوطة جميعهم تابعين لجماعة الإخوان، وأن العناصر التى أصدرت التكليفات هم من الإخوان الهاربين في تركيا، مشيرًا إلى أن - أيضًا - العناصر الفلسطينية التابعة لحماس شاركت في التخطيط والتدريب على إعداد الكوادر عسكريًا.

وردًا على سؤال آخر، حول ما إذا كان سيتم مخاطبة الإنتربول الدولي لملاحقة المتورطين في عملية الاغتيال بجانب القيادات الهاربة في تركيا، قال عبدالغفار، سنتخذ كافة الإجراءات لضبط كل من شارك وتورط في هذه العمليات، وسيتم استعادتهم إذا كانوا هاربين في دول بيننا وبينهم اتفاقيات للتسليم، لافتا إلى أن حماس ليست دولة للتعامل معها من هذا المنطلق.

وفيما يتعلق بتورط أجهزة استخبارات أجنبية غير حماس في اغتيال النائب العام، قال وزير الداخلية لايوجد حتى الآن، ونتساءل عن الدول التى تسمح لعناصر إرهابية بإعداد مخططات ومؤامرات للتخطيط والاغتيال في دول أخرى ".

وحول تورط ضابط مخابرات من قبل حركة حماس في قتل النائب العام، هل سيؤثر على العلاقات المصرية مع حماس وبالسلب على العلاقات الفلسطينية؟، قال وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار: إن القضية الفلسطينية شىء وما ترتكبه حماس شىء آخر، ونتعامل في هذا الإطار مع عناصر إرهابية ارتكبت أعمالًا إرهابية ولا بد من اتخاذ إجراءات ضدها دون التأثير على الشعب الفلسطيني".

وردًا على سؤال حول الأساليب الجديدة التى تستخدمها الشرطة لمواجهة الطرق الجديدة في تنفيذ العمليات الإرهابية، قال وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار "إن الشرطة تستخدم وسائل حديثة جدًا وتكنولوجيا استخدمت لأول مرة في تجميع معلومات حول هذا المخطط، وهذا سيكون النهج الذي سنسير عليه خلال الفترات القادمة، موجهًا الشكر والتقدير للضباط بقطاع الأمن الوطني على ما بذله وما يبذله من جهد وأيضًا بالشكر لكافة أفراد ضباط الشرطة على الجهد المبذول، سواء في ضبط هذه العملية أو إحباط العمليات والتأمين التى تتم على مستوى الجمهورية والتى يبذل فيها جهد ضخم جدًا، وقد يكون بشكل متواصل على مدار الـ 24 ساعة من الجميع من واقع الوطنية الحقيقية والانتماء الحقيقي لهذا الوطن.

وعن الجهد المبذول للقضاء على الأنفاق، قال عبدالغفار "هناك جهد ضخم يبذل، وتم القضاء على هذه الشبكة بشكل شبه كامل، ولكن يبقى البعض عدد قليل جدا يمكن استخدامه في أي وقت".

وبسؤال حول دور الإنتربول في إعادة القيادات الهاربة، قال وزير الداخلية " سنأخذ كافة الإجراءات سواء القانونية أو التى يتيحها القانون الدولي في ضبط هذه العناصر، ولكن ذلك يخضع للإرادة الدولية والعلاقات بين الدول في النهاية".

ثم عرض فيلمًا تسجيليًا يشرح تنفيذ العملية الإرهابية ويكشف عن المخطط التخريبي لجماعة الإخوان المسلمين في تاريخها الطويل منذ اغتيال القاضي أحمد الخازندار في الأربعينيات حتى وقتنا الحالي، كما يوضح الفيلم اعترافات العناصر وكيفية إعدادهم وكيف قاموا بتنفيذ العملية الخاصة باغتيال النائب العام.

ومن جانبه، قال وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار "إن التنظيم مازال على نهجه الإرهابي في استخدام العنف وفي اغتيال الشخصيات ومازال التنظيم يصر على انتهاج هذا النهج"، معربًا عن أسفه حيال ما تقوم به بعض الدول التى تحتضن عناصر هذا التنظيم ويتم تدبير المؤمرات من هناك باتسخدام العناصر الهاربة".

وعقب الانتهاء من عرض الفيلم التسجيلي الذى يحتوى على اعترافات الخلية الارهابية باشتراكها في عملية اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، استؤنفت الأسئلة الصحفية مرة ثانية وهى كالتالي.

وردًا على سؤال حول وجود اتفاقية مع وزارة الاتصالات، لإحكام السيطرة على البرامج الجديدة مثل "السوشيل ميديا.. والوتس آب..والفايبر..واللاين" التى تستخدمها العناصرالإرهابية، قال وزير الداخلية، إنه يوجد جهد كبير يبذل في هذا الإطار، وأن الوزارة سبقت العناصر الإرهابية في هذا المجال، مشيرًا إلى أنها رسالة لكل من تسول له نفسه في العبث باستقرار الوطن، لافتًا إلى أنه مهما طال الأمد به لن يفلت من العدالة.

وحول وجود مصالحة مع القيادات الإرهابية، قال اللواء مجدى عبدالغفار، لقد قمنا بالتأكيد في أكثر من موقع أنه لا مصالحة مع من تلطخت يداه بالدماء ولا مصالحة مع تنظيم الإخوان الارهابي، مشيرًا إلى أنه أمر محسوم وليس محلاً للجدل، لأنه حق الشعب المصري لأنه هو من تعرض للاغتيال وتخريب اقتصاد دولته، والقتل والترويع والتخويف.

وردًا على سؤال حول سياسة مصر مع حماس، باعتبارها حركة إرهابية تهدد أمن الوطن، قال وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار، إنه "ستكون هناك خطوات مرتبة على ما تم كشفه من هذا المخطط الإرهابي تجاه حركة حماس".

وعن ضلوع هذه الخلية الإرهابية في إسقاط الطائرة الروسية قال وزير الداخلية، إنه "لم تتوافر معلومات من جانبهم حول إسقاط الطائرة الروسية، ولكن أفادونا بمعلومات كثيرة حول مخطط ضخم جدا للتخريب في مصر".

وبسؤال حول ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر وزراء داخلية العرب، قال وزير الداخلية "إن المؤتمر كان منصبًا حول تضافر الجهود العربية وتركيز الجهود العربية من أجل مكافحة الإرهاب التى تشهدها المنطقة، وتم إعداد ترتيبات كثيرة بين الدول لمحاصرة الإرهاب بكافة الصلاحيات التى تملكها تلك الدول، وخلال الفترة القادمة ستشهد تفعيلا لهذه الإجراءات".