خمسة ألغام تهدد العلاقات المصرية السعودية.. والرياض تبدأ التصعيد بوقف ضخ 30 مليار ريال للمشروعات الاقتصادية.. وخبراء: العلاقات بين البلدين ستظل على قوتها.. ونقاط التقارب أكثر من الخلاف
اللاوندي": السياسة
المصرية تهدف إلى التقليل من الاندفاع نحو حرب عالمية ثالثة
"نبيل نعيم":
السعودية يجب أن تتبنى رأى مصر بعدم التدخل البرى فى سوريا
"سالم":
السعودية تحاصر مصر اقتصاديا بعدم تمويل المشروعات والاستثمارات
سنوات
وعقود طويلة من التميز في العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية، انعكست هذه
العلاقات عبر مواقف مختلفة بين قيادات البلدين؛ لتؤكد أنها تسير فى الطريق الصحيح
والمتميز، فلا أحد يستطيع أن ينكر مواقف السعودية المتتالية مع القيادة المصرية
والشعب المصرى خاصة فى الفترة الأخيرة بعد ثورة 30 يونيو، ففى هذه الفترة دعمت
السعودية مصر بكل الطرق المتاحة، وفى الوقت ذاته كانت القيادة المصرية تؤكد على أن
استقرار الوضع فى الخليج والسعودية يمثل أمنًا قوميًا لمصر، كما تعتبر السعودية من
أكبر الدول التى ساعدت مصر فى كافة النواحى الاقتصادية، فمواقف كثيرة بين البلدين
تجعل منها علاقات قوية على كافة الأصعدة.
فبعد فترة
من التوافق والتناغم الغير مسبوق بين العلاقات المصرية السعودية، خاصة فيما
يتعلق بالتغيرات التى تحدث فى المنطقة فى الأزمة السورية والحرب فى اليمن والاتفاق
حول توجهات إيران فى المنطقة، ظهرت مؤخرا بعض الملفات التى يمكن أن تكون ألغاما
تهدد العلاقات بين مصر والسعودية.
الأزمة السورية واختلاف
التوجهات
تعتبر
الأزمة السورية أولى الألغام التى تهدد العلاقات المصرية السعودية، فتتبنى المملكة
السعودية موقفا واضحا تجاه نظام بشار الأسد، فرغم مشاركة السعودية فى التحالف
الدولى الذى يهدف إلى القضاء على الجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش بقيادة أمريكا؛ إلا أن هدف السعودية الأساسى هو الإطاحة بنظام بشار الأسد، فطوال الوقت تمد
السعودية المعارضة السورية بالتمويل الأسلحة بالمشاركة مع الولايات المتحدة، كما
أن الجيش السعودى يرحب بالتدخل البرى فى سوريا، وربما يستعد ويحشد جيوش الدول
المتوافقة مع هذا التوجه للتدخل البرى فى سوريا ومن ثم القضاء على النظامى السورى.
لكن على
النقيض نجد القيادة المصرية ترفض التدخل البرى فى سوريا، وقد أعلنت مصر ذلك بشكل
رسمى واضح وصريح إلى كل دول العالم، بما فيهم السعودية، فمصر تتوجهه دائما إلى
رعاية الحوار بين المعارضة والنظام فى سوريا، وتقليل معاناة الشعب السورى بعيدا عن
التدخل العسكرى لحل الخلاف فى سوريا.
التقارب الروسى يقلق
السعودية
تعتبر
روسيا من أكبر الدول الداعمة لمصر فى ظل وجود الرئيس السيسى على قيادة النظام، وظل
هذا الدعم والتقارب بين مصر وروسيا مصدر قلق للسعودية، وتعزز الخلاف بين مصر
والسعودية، فمصر تتبنى موقفا موحدا مع روسيا تجاه سوريا واليمن، فزادت العلاقات
المصرية الروسية فى الفترة الأخيرة من الناحية الاقتصادية والعسكرية، كما تعتبر
روسيا من أهم البلاد المساعدة لدولة إيران، التى تريد فرض سيطرتها على المنطقة،
وبينها السعودية عداوة تاريخية، فهناك تخوف أن تكون روسيا مصدر تقليل الخلاف
بين مصر وإيران مما يقلق السعودية.
فالعلاقة
بين السعودية وروسيا تأخذ منحنى شديد الخطورة، خاصة أن السعودية تتهم روسيا طول
الوقت بدعم النظام السورى، والعمل على تدمير سوق النفط فى العالم، كما ترى روسيا أن
السعودية تسعى لخوض حرب عالمية يمكن أن تدمر المنطقة كلها.
"اليمن" أحد الألغام
المملكة
العربية السعودية غامرت بأمنها لخوض حرب فى اليمن ضد الإسلام السياسى هناك، فظنت
السعودية أنها قادرة على دعم الرئيس "هادى" وهزيمة الحوثيين المدعومين
من إيران، لكن نتائج الحرب فى اليمن لم تأت كما تريد السعودية، فقد سقطت اليمن بشكل شبه تام فى يد الحوثيين.
بينما
موقف مصر تجاه الحرب فى اليمن يثير عكس توجهات السعودية فالقيادة المصرية تأكد على
أن مصر لن ترسل أى جنود إلى الحرب فى اليمن وتكتفى بإرسال الطائرات للمشاركة فى
الضربات الجوية فقط، كما ظلت سفارة مصر موجودة فى اليمن حتى الآن بالرغم من أن
معظم دول العالم تغلق سفارتها فى اليمن؛ بسبب الأوضاع الأمنية هناك.
التصريحات الإعلامية تهدد العلاقات بين البلدين
تعتبر التصريحات الإعلامية من أقوى الأسلحة التى تهدد العلاقات بين أى بلدين فى العالم خصوصا لو كان إعلاما موجها وغير مهنى وموضوعى، فيوجد الكثير من الأزرع الإعلامية فى مصر وشبيهتها فى السعودية التى تتبع النظام السائد فى الدولة دون تفكير، فيوجد بعض الكتاب والمثقفين فى السعودية خاصة الكاتب جمال خاشقجى الذى دائما يهاجم السياسة المصرية، ويتدخل فى الأمر المصرى بشكل هجومى دون مبرر الأمر الذى يمكن أن يعكس توجهات جديدية بين البلدين.
التدخل العسكري في ليبيا
فاللغم
الخامس الذى يعد خلافا بين مصر والسعودية الخلاف على التدخل العسكرى فى ليبيا،
فتختلف وجهات النظر بين البلدين حول الحرب فى ليبيا رغم أن اللواء خليفة حفتر يأيد
التدخل المصرى فى ليبيا وتوجيه ضربات عسكرية إلى المسلحين فى ليبيا، بينما ترفض
السعودية هذه التوجه شكلا ومضمونا.
السعودية تبدأ التصعيد بوقف
ضخ 30 مليار ريال لمصر
خلال
المجلس التنسيقى المصرى رفض الجانب السعودى تمويل المشروعات التى قدمتها الحكومة
المصرية والتى تعد ضمن الاستثمارات السعودية التى ستقام فى مصر خلال الفترة
المقبلة، وكانت هذه المشروعات تقدر بـ 30 مليار ريال سعودى، وكانت هذه المشروعات
ضمن قطاعات السياحة والبترول والعقارات لكنها روفضت.
"العربية نيوز"
استطلعت رأى الخبراء الدوليين حول العلاقات المصرية السعودية فى الفترة المقبلة،
وإلى أى مدى تأثرت العلاقات ببعض الملفات التى تم عرضها فيما سبق.
التقارب المصرى الروسى من
مصلحة السعودية
بداية مع الدكتور
سعيد اللاوندى خبير العلاقات الدولية بمركز
الأهرام للدراسات السياسية، الذى أكد العلاقات المصرية السعودية تعتبر من أقوى العلاقات فى المنطقة العربية ومن المفترض أن هذه العلاقات الإيجابية ستحل الكثير
من الأزمات التى تواجه المنطقة، لافتا إلى أن العلاقات بين البلدين ستتحسن كثيرا
بعد زوال الأزمات التى تواجه الدول العربية فى الفرة المقبلة.
وأوضح
خبير العلاقات الدولية، أن علاقة مصر بروسيا وعدم الصدام المميت تجاه إيران يمكن أن
يكون فى مصلحة المنطقة العربية ككل، لأن توجهات السعودية الخاصة بتكوين تكتلات إقليمية مذهبية، ربما تتسبب فى وجود حرب مدمرة للمنطق العربية، فالسياسة المصرية
تهدف إلى كبح جماح الاندفاع ناحية حرب عالمية ثالثة ربما تكون فى الشرق الأوسط.
وأشار
"اللاوندى" إلى أن مناورة رعد الشمالى التى تشارك مصر بها مع القوات
السعودية بجانب التحالف الإسلامى الذى تعد له السعودية، يمكن أن ينهى الكثير من
الخلافات بين البلدين، وتقريب وجهات النظر نحو الكثير من القضايا العربية.
تباين الاتجاهات ربما يعكر العلاقات بين البلدين
واعتبر الشيخ
نبيل نعيم مؤسس حركة الجهاد السابق،
أن الموقف المختلف بين البلدين تجاه الأزمة السورية ربما يعكر العلاقات قليلا بين
البلدين لكن العلاقات أقوى من ذلك بكثير؛ لأن المصالح المشتركة بينهم تتعدى هذه
الأمور.
وأكد مؤسس
حركة الجهاد السابق، لـ "العربية نيوز" أن موقف مصر من عدم التدخل البرى
فى سوريا قرار صائب ويجب أن تتبناه السعودية، لأن الحرب فى سوريا لن يحسمها أى
تدخل برى، ومن يشجع السعودية على ذلك يريد أن تستنذف القوات السعودية ثم باقى
الجيوش النظامية الموجودة فى المنطقة.
وأشار
"نعيم" إلى أن السعودية سوف تغير أدوات تعاملها مع الكثير من الدول فى
الفترة المقبلة خاصة اليمن وإيران، فالفترة المقبلة ستشهد الكثير من التغيرات
التى لن تضر مصر على الإطلاق، لافتا إلى أن العلاقات بين مصر والسعودية أزلية ولا
يمكن أن تنقطع لأى سبب من الأسباب.
السعودية تحاصر مصر اقتصاديا
وأوضح
المحامى والحقوقى أمير سالم، أن السعودية تقود حرب فى المنطقة لحساب أمريكا، فتوجهات الرياض دمرت سوريا واليمن وليبيا والآن تتجه نحو لبنان، تتجه فى خلق حصار اقتصادى على مصر
عن طريق منع المساعدات المالية وتمويل المشروعات والاستثمارات فى مصر خاصة فى ظل
الظروف التى تمر بها مصر.