تعرَّف على رسالة اليوم العالمي للمسرح
نشرت الهيئة العالمية للمسرح كلمة اليوم العالمي للمسرح لعام 2016، التي كتبها هذا العام الروسي أناتولي فاسيليف، وترجمها إلى العربية الدكتور يوسف عيدابي من السودان.
وبدأ الاحتفال باليوم العالمي للمسرح بقرار من الهيئة العالمية للمسرح في باريس منذ عام 1962، وبات من التقاليد المسرحية أن تكلف في كل عام مسرحيا مميزا لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح، الذي يصادف 27 من مارس من كل عام، وعادة ما تلقى كلمة اليوم العالمي للمسرح من مقر منظمة اليونسكو في باريس، ويتم ترجمتها إلى أكثر من 20 لغة، وتقرأ في آلاف القاعات المسرحية حول العالم.
ومن بين من كتبوا رسالة اليوم العالمي للمسرح (آرثر ميلر، لورنس أوليفيه، بيتر بروك، مارتن أصلان، سعد الله ونوس، فتحية العسال، والشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي).
وقال أناتولي فاسيليف - في رسالته - "هل نحتاج للمسرح؟.. ذلك هو السؤال الذي سئم من طرحه، على أنفسهم، الآلاف من المحترفين اليائسين في المسرح، والملايين من الناس العاديين، ولأي شيء نحتاجه؟ في تلك السنين عندما كان المشهد غير ذي أهمية بالمرة، مقارنا بميادين المدينة وأراضي الدولة، حيث المآسي الأصلية للحياة الحقيقية تؤدى ما هو بالنسبة لنا؟، شرفات مذهبة وردهات في قاعات مسرحية، كراسي مخملية، وأجنحة متسخة، وأصوات ممثلين رقيقة، أو على العكس كشيء يبدو مغايرا: مقصورات سوداء ملطخة بالوحل والدم، ونتوء ضار لأجساد عارية بداخلها. ماذا بمقدوره أن يحكي لنا؟، كل شيء!".
وأضاف "يستطيع المسرح أن يحكي لنا كل شيء: كيف هي الآلهة في الأعالي، وكيف يذوي المحبوسون في كهوف منسية تحت الثرى، وكيف للعواطف أن ترتقي بنا، وللعشق أن يحطمنا، وكيف يمكن لامرئ ألا يحتاج لإنسان طيب في عالمه، أو كيف يمكن للإحباط أن يسود، وكيف للناس أن يعيشوا في دعة بينما الصغار يهلكون في معسكرات اللجوء، وكيف لهم جميعا أن يرجعوا عائدين إلى الصحراء، وكيف نُجبر يوماً بعد يوم على فراق أحبتنا. بمقدور المسرح أن يحكي لنا كل شيء.. لقد كان المسرح دائماً، ولسوف يبقى أبداً".
وتابع "المسرح ليس بحاجة إلى وسيط ليعمل بين بني البشر، بل إنه ليشكل الجهة الأكثر شفافية من الضوء، فهو لا ينتسب لا لجهة الجنوب ولا الشمال، ولا للشرق أو الغرب البتة، فهو روح النور الذي يشع من أركان الكون الأربعة كلها، وسرعان ما يتعرف عليه كل الناس، سواء أكانوا من أهل ودّه أم ممن لا يقبل عليه".
واختتم بالقول "نحن نحتاج لكل أنواع المسرح، ولكن ثمة مسرح واحد لا يحتاجه أي إنسان، أعنى مسرح الألاعيب السياسية، مسرح الساسة، مسرح مشاغلهم غير النافعة. ما لا نحتاجه بالتأكيد هو مسرح الإرهاب اليومي، سواء كان بين الأفراد أو الجماعات. ما لا نحتاجه هو مسرح الجثث والدم في الشوارع والميادين، في العواصم والأقاليم، مسرح دجّال لصدامات بين الديانات والفئات العرقية".