السعودية تستعد بـ"رعد الشمال" للتدخل في سوريا.. 20 دولة تشارك في المناورة.. وخبراء: رسالة تهديد لروسيا وإيران.. و"المملكة" ستشعل الحرب العالمية الثالثة
"سالم" هدف المناورة في هذا التوقيت سياسي بالدرجة الأولى
"اللاوندي" هناك
اختلاف فى وجهات النظر بين مصر والسعودية بشأن سوريا
"درويش"
السعودية وتركيا تقودان حرب بالوكالة عن أمريكا في المنطقة
تنطلق
اليوم الثلاثاء، المناورات العسكرية السعودية تحت مسمى "رعد الشمال" ضمن
خطة تدريب برية وبحرية وجوية ربما تكون الأكبر في تاريخ الشرق الأوسط.
تسعى
"رعد الشمال" إلى تطوير كفاءة القوات السعودية، ورفع جاهزية القتال لدى
الجيوش العربية لحماية الدول العربية والإسلامية من أخطار الإرهاب، خاصة وأن
المناورة تأتى فى ظل حالة عدم استقرار تسيطر على المنطقة بأكملها دون استثناء،
فالمشهد السورى كل يوم يشهد تطور يؤهل المنطقة للدخول فى حرب كبرى، كما تزايد
الخلاف بين السعودية وإيران بسبب سوريا واليمن، فكل هذا يجعل للمناورة العسكرية
أهمية كبرى، خاصة وأن السعودية أعلنت استعدادها للدخول فى حرب برية للقضاء على
داعش والجمعات الإرهابية فى سوريا.
الدول المشاركة
يشارك في هذه المناورة 20 دولة بين عربية وإسلامية، وتتصدر السعودية المشهد كأول الدول المشاركة فى مناورة رعد الشمال بجانب مصر، وقطر، وموريتانيا، والإمارات، والكويت، وباكستان، وقوات درع الجزيرة.
وتأتي هذه المناورات العسكرية قبل أسابيع قليلة من بدأ أول اجتماع للتحالف العسكري الإسلامي الذي تقوده السعودية لمواجهة الإرهاب فى المنطقة بتحالف يضم 35 دولة عربية وإسلامية.
وتستمر التدريبات فى مناورة رعد الشمال لمدة 18 يومًا بعدد يصل إلى أكثر من 150 ألف مقاتل، حيث تستخدم السعودية أسلحة متطورة وذات كفاءة عالية مثل "التايفون" و"الأباتشي" و"الأواكس" والمدرعات الفرنسية والبريطانية، بجانب 300 طائرة ومئات الدبابات والقطع البحرية.
تمهيد للتدخل البري فى سوريا
تأتى المناورات العسكرية الجارية فى السعودية الآن كبداية
للتدخل العسكري البري فى سوريا، حيث أكد العميد أحمد
عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي،
أن السعودية على أتم استعداد للتدخل البري فى سوريا.
وأشار إلى
أن السعودية بالتعاون مع تركيا تترجم الأقوال إلى أفعال عن طريق تكثيف الغارات
الجوية على التنظيمات الإرهابية في سوريا وننتظر التفاصيل العسكرية للبدء في تنظيم
العمل البري.
وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو منذ يومين، أن تركيا والسعودية
يمكن أن تطلقا عملية برية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، مؤكدًا إرسال
السعودية طائرات حربية إلى قاعدة إنجرليك التركية.
مصر ترفض التدخل
ففى ظل التوجهات السعودية فى المنطقة، حذرت إيران أمس السعودية
من رغباتها فى إرسال قوات برية الى سوريا، ونشر طائرات حربية سعودية فى تركيا.
وأكد نائب
رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري،
أن إيران لن تسمح بأن تسير الأمور فى سوريا كما تريد السعودية وأن الجيش الإيرانى
سيتخذ الإجراءات اللازمة لو حدث أى تدخل برى فى سوريا.
على
الجانب الآخر، رفضت مصر أى أعمال عسكرية برية فى سوريا، حيث أكد وزير الخارجية
المصري سامح شكري، رفض مصر لأى تدخل برى فى سوريا، مشيرًا الى أن الأعمال العسكرية
فى سوريا لم تثبت جدواها منذ خمس سنوات وحتى الان، لافتا الى أن حل الأزمة السرية
يكون من خلال الأمم المتحدة والمبعوث الدولي.
ويرى
العديد من الخبراء الاستراتجيين والعسكريين أن هذه المناورات لها أهداف عسكرية
بشكل رسمي، بينما لها أهداف سياسية أخرى، ورسائل تريد أن ترسلها الى إيران ورسيا
على وجه التحديد.
"العربية نيوز"
استطلع رأى الخبراء حول خطورة التدخل البرى فى سوريا وتوجهات السعودية فى المنطقة
بعد مناورات "رعد الشمال"، بجانب رفض مصر التدخل البرى فى سوريا ومدى
تأثير ذلك على العلاقات بين مصر والسعودية، وما الذى ستشهده المنطقة العربية فى الأيام
القليلة المقبلة.
رسالة قوية لإيران
في البداية، أكد اللواء
نصر سالم أستاذ العلوم الاستراتيجية،
رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالقوات المسلحة، أن "رعد الشمال" التي ستبدأ اليوم فى السعودية هى بمثابة رسالة قوية الى كل دول العالم خاصة إيران
وروسيا، فالسعودية تريد أن تؤكد أن الدول العربية والإسلامية في خندق واحد ضد من
يهدد أمن المنطقة، لافتا الى أن هدف المناورة فى هذا التوقيت سياسى بالدرجة الأولى.
وأشار
أستاذ العلوم الاستراتيجية، إلى أن الدول المشاركة فى مناورة رعد الشمال تؤكد أن
العرب والمسلمين معا ولا أحد سيفرقهم، لافتا الى أن هناك حرب آخرى تدار فى الخفاء
بين روسيا والولايات المتحدة، لكن هذه الحرب ليست مباشرة، مؤكدا أن الحرب القادمة
ستكون مدمرة للعالم.
وعن مدى
مشاركة القوات المصرية التدخل البرى فى سوريا، قال رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، إن
مصر موقفها واضح منذ البداية فى القضية السورية، فالدبلوماسية المصرية دائمًا ما
تؤكد أهمية المفاوضات بعيدًا عن أى تدخل عسكرى فى سوريا لان هذا سيزيد الأمر
صعوبة، مشيرًا الى أن مصر لن تشارك في أي عمل عسكري بري خارج الوطن.
مصر لن توافق
من جهته، أوضح الدكتور
سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام
للدراسات السياسية، أن السعودية عندما تنفذ أكبر مناورة فى الشرق الأوسط بالاشتراك
مع 20 دولة فهذه رسالة قوية إلى إيران وروسيا، مفاداها أن دول المنطقة قادرة على
تحمل المسؤلية ومواجهة أي خطر يهدد الامن القومى لكل دول المنطقة العربية.
وأشار
خبير العلاقات الدولية، إلى أن تصريحات السعودية وتركيا عن التدخل البرى فى سوريا
ما هي إلا حرب كلامية قبل جولة المفاوضات المقبلة فى جينيف، الأمر الذى يعكس مدى
العشوائية التى تفكر بها بعض الأطراف فى المنطقة والتى يمكن أن تسبب في حرب عالمية
بين مراكز القوى فى العالم.
ولفت إلى
أن القوات المصرية الموجودة فى مناورة رعد الشمال من أجل التدريبات العسكرية فقط
وليس لها علاقه بالتدخل البرى فى سوريا فمصر لم ولن توافق على إرسال أى قوات برية
إلى سوريا وهناك اختلاف فى وجهات النظر بين مصر والسعودية حول القضية السورية حتى
الآن.
السعودية تقود الحرب العالمية الثالثة
وفى السياق ذاته أكد
اللواء عبد الرافع درويش الخبير اﻻستراتيجي والعسكري، أن السعودية وتركيا تقود حرب بالوكالة عن الولايات المتحدة فى
المنطقة، فأمريكا تخشى أن تسيطر روسيا على مجريات الأمور فى سوريا لذلك نجد هناك
تهور فى التصريحات والأفعال من السعودية تركيا.
وأوضح
الخبير العسكرى، أن مناورات رعد الشمال التى تقودها السعودية من شأنها التدريب على
التدخل البرى في سوريا لاحقًا، من أجل إسقاط النظام السورى والقضاء على المجموعات
الإرهابية الأمر الذي ينذر باندلاع حرب عالمية ثالثة مدمرة.