عاجل
الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

ضبابية المشهد السياسي


يسيطر الآن على المشهد السياسي الحالي في مصر حالة من الضبابية الشديدة والارتباك غير المبرر سواء على مستوى التحالفات السياسية أو الأحزاب السياسية مهما كان حجم تلك الأحزاب وخبرتها وقوتها في الشارع المصري، ولا أشعر بجدية من الأحزاب السياسية لمحاولة المشاركة في بناء مستقبل مصر الحديثة وإن حاولت بعض هذه الأحزاب جذب العديد من الشخصيات العامة التي لها تأثير في دوائرها للنجاح في الحصول على مقاعد في البرلمان، وقد نجحت أغلبها فعلاً وحصلت مقاعد لشخصيات عامة أغلبها من الحزب الوطنى المنحل وذلك في محاولة مستميتة حتى تظهر الأحزاب بشكل قوى لادعائها بأنها متصلة بالشارع المصري على خلاف الحقيقة ، دون النظر والبحث عن خلفيات تلك الشخصيات التي تنضم لتلك الأحزاب ومدى وطنيتيها وانتمائها للأحزاب أو على الأقل انتمائها لمصلحة الوطن وهذا لايقلل من وطنية بعض هذه الشخصيات.

حقًا أن المشهد السياسي المصرى يحتاج إلى مراجعة من كل الطوائف من أبناء الشعب المصري دون النظر للمصالح الشخصية والحزبية الضيقة وبخاصة الأحزاب المصرية، وهي المعول عليها لتخريج القيادات السياسية ذات الطابع السياسي لأن مصر المستقبل التي نطمح إلى بنائها بأيدى أبنائها تحتاج إلى كتلة صلبة تنكسر عليها كل المؤامرات التي يمكن أن تحاك بالدولة المصرية وهذه الكتلة ممكن أن تتمثل في ائتلاف قوى داخل مجلس النواب وهو ضرورة للتأكيد على قدرة الدولة المصرية على إنشاء وتكوين مؤسساتها العريقة.

لذلك فإن عدم قدرة البعض من أبناء التيار السياسى في مصر على قراءة المشهد بطريقة واضحة وصحيحة سيجعل من القائمين على الأمر في مأزق حقيقى، حيث إن ما تمر به مصر من ضعف شديد فى أداء الأحزاب السياسية وعدم القدرة على تكوين كيانات سياسية قوية تجذب رجل الشارع البسيط ولذلك فإن الحديث عن السياسه يجب أن يكون من خلال أفراد لديهم مقدرة على دراسة الوضع السياسى فى البلاد ومعرفة كتالوج التحالفات السياسية وعن الانتخابات بصفة عامة .

ويتضح لنا أن ضعف الأحزاب والسبب الرئيسى فى مشاكلها يبدأ من صراعاتها الدائمة سواء كانت صراعات داخل الحزب الواحد أو بين التحالفات الحزبية وتبين ذلك بوضوح داخل أحد الأحزاب والتي تمثل أقدم الأحزاب تاريخيًا وتواجدًا في الحياة السياسية إلا أنه نتيجة للصراعات المتكررة أصبحت تلك الأحزاب مهددة بالمزيد من التخبط والفشل في القيام بدورها في ممارسة الحياة السياسية رغم أن خبرة الكثير من أعضائها قد تمثل الأمل في وجود ممثلين سياسيين حقيقيين وتمثيل قطاع مهم من الشارع المصرى ويمكن أن يكون مرآة المجتمع حاليًا بكل مشاكله وإيجابياته، ولكن للأسف إن تقديم المصالح الشخصية لبعض القائمين على الأحزاب دون النظر لمصلحة الوطن هو ما يجعلنا جميعًا في هذا الموقف الصعب، وتفتقد الأحزاب في مصر في أغلبها عدم اتصالها بالشارع والاكتفاء بالغرف المغلقة وعدم التواصل مع الناس لمعرفة ما يحتاجه الشارع، وعندما نتحدث عن التحالفات الحزبية فهي أكثر فشلاً وتخبطًا لأنه لم تكن تلك التحالفات قائمة على مصلحة الوطن وإنقاذها من انهيار الحياة السياسية وإنما في أغلبها على سياسة اقتسام الكعكة، والدليل على ذلك النتيجة التي وصلت إليها مصر الآن وهو واضح جليًا حتى داخل مجلس النواب نفسه وهي في الحقيقة جرس إنذار شديد لفشل جميع التحالفات التي تكونت في مصر في الفترة الماضية رغم أنها ضمت بعض الشخصيات العامة والتي تتمتع بسمعة طيبة لكن لأن تلك التحالفات كان البعض منها يتحكم فيها المال والبعض يتحكم فيها المصالح الشخصية ممن ينتج عنه فشل واضح في النتائج، لأن ممارسة الحياة السياسية والوصول للشارع في مصر يحتاج إلى دراسة حقيقية وممارسة حزبية واعية وليست صورية كما في أغلب الأحزاب السياسية في مصر الآن وبكل صراحة. 

أين السياسة وأين الساسة .. بل و أين الممارسة السياسية في مصر رغم المساحة الكبيرة من الحرية .. حمى الله مصر وشعبها وجيشها ...والله الموفق.