صحيفة أمريكية: الولايات المتحدة تتهم قوات النظام السوري بإبادة سكان دمشق
رسمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية صورة الوضع على الأرض السورية أوضحت فيها أن التقدم البري للقوات الحكومية والميليشيات المتحالفة مثل جماعة حزب الله اللبنانية قطع أحد طريقي الإمدادات من حلب إلى الحدود التركية ويهدد بغلق الآخر، فيما تجد عشرات من القرى التي تسيطر عليها قوات المعارضة نفسها محاصرة بين تنظيم "داعش" والتقدم الحكومي والميليشيات الكردية والحدود التركية.
وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته، اليوم الثلاثاء، على موقعها الإلكتروني، أن عشرات الآلاف من السوريين الفارين للنجاة بأرواحهم تجمعوا بالقرب من معبر كلس الحدودي مع تركيا، في الوقت الذي اتهم فيه تقرير للأمم المتحدة دمشق بالقيام بـ"أعمال غير إنسانية" ضد المدنيين السوريين على نطاق "يصل إلى حد الإبادة".
وقالت الصحيفة إن السوريين كانوا يهربون من موجة ساحقة من الضربات الجوية الروسية وتقدم القوات البرية الحكومية باتجاه الحدود في دحر متنام لقوات المعارضة شمال حلب.
وأضافت الصحيفة أنه بحسب المنتقدين فإن الهجمات الجوية الروسية المكثفة واللا تمييزية - حسب الصحيفة - نسفت الجولة الأخيرة من محادثات السلام وأجبرت السياسيين الإقليميين والدوليين على إعادة تقييم حساباتهم وتركت قوات المعارضة السورية التي تدعمها الولايات المتحدة وغيرها من الدول في صدمة، حيث تبدو غير قادرة أو مستعدة لقلب اتجاه الزخم على أرض المعركة.
وأشارت إلى أن التحول الحاسم بشكل كبير في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ 5 أعوام يأتي في ظل أزمة إنسانية متفاقمة عززها التقرير الأممي.
وأوضحت الصحيفة أنه طوال الصراع، وجدت القوى الغربية نفسها مقيدة بأهداف وتحالفات متعارضة، فبينما تصاعد الضغط الدولي على تركيا أمس الإثنين من أجل السماح للاجئين بدخول أراضيها، كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في أنقرة تضغط على الأتراك من أجل منع مليوني سوري متواجدين بالفعل في تركيا من المغادرة للانضمام إلى جحافل اللاجئين في أوروبا.
ووفقًا لمحللين، فإن الأتراك من جانبهم يرفضون فتح الحدود وأحد أسباب ذلك هو الضغط على الولايات المتحدة من أجل تحقيق أمنيتهم القديمة أخيرا بإقامة منطقة عازلة داخل سوريا يكون فيها المدنيون بأمان من الحكومة السورية والضربات الجوية الروسية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأحداث تتسارع على الأرض لدرجة أن بعض المعارضين السوريين من نشطاء ومدنيين مناوئين للحكومة بدؤوا يتحدثون عن هزيمة على الأقل في محافظة حلب.
ونوهت الصحيفة إلى أن هناك شعورا بالشك وعدم التصديق لدى السوريين القليلين الذين وصلوا إلى تركيا -بسبب إصاباتهم الخطيرة– حيث أعربوا عن الصدمة من أن الولايات المتحدة التي طالما طالبت بإبعاد الرئيس السوري بشار الأسد لا تستجيب بشكل أكثر تنسيقًا سواء عسكريًا أو دبلوماسيًا.