السعودية تحشد الجيوش وتدق طبول الحرب.. 150 ألف جندي عربي ينتظرون إشارة "التحالف الدولي" للانقضاض على "داعش".. وخبراء: القرار خاطئ.. وأمريكا تحاول استنزاف العرب
"نعيم": الحرب البرية ستستنزف الجيش السعودي اولًا
"فؤاد": المنطقة العربية ستكون الخاسر الأكبر
"السيد": محاولة ضغط على "الأسد" لقبول مفاوضات جنيف
أعلن المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي، العميد أحمد عسيري، أن المملكة مستعدة للتدخل بريا ضد تنظيم "داعش" في سوريا في حال وافق التحالف الدولي، مؤكدًا أنها حشدت جيش قوامه 150 ألف جندي، ليسوا جميهم من الجيش السعودي بل يوجد قوات سودانية وأردنية وتركية بجانب قوات عسكرية أخرى من الكويت والبحرين والإمارات وقطر، بالإضافة إلى قائمة بالدول الآسيوية تبدأ بإندونيسيا وماليزيا.
ويأتي هذا الإعلان القوات بعد أن تم إعلان تعليق المفاوضات السورية "جنيف 3" إلى 25 فبراير الجاري من قبل المبعوث الأمريكي.
وأشار المستشار العسكري، إلى أن السعودية على أتم استعداد للتدخل بريا فى سوريا ولكننا ننتظر موافقة دول التحالف الدولى، لافتًا الى أن السعودية كانت دائما عضوا فاعلا في التحالف الدولى الذي تقوده الولايات المتحدة الذي يحارب التنظيم في سوريا منذ عام 2014 حيث تم أكثر من 190 مهمة جوية، مؤكدًا أن العمليات الجوية ليست الحل الأمثل للقضاء على التنظيمات الإرهابية، فلا بد أن تصاحبها عمليات عسكرية برية.
ترحيب أمريكي
ومنذ
اللحظة الأولى لإعلان السعودية أنها على أتم استعداد للمشاركة البرية في سوريا
والولايات المتحدة الأمريكية تسارع للإشادة وتأييد هذا التوجه، حيث أكد وزير
الدفاع الأمريكي أشتون كارتر أن أمريكا تؤيد مبادرة السعودية لمحاربة داعش بريا،
مشيرا إلى أنه سيلتقي نظيره السعودي محمد بن سلمان الأسبوع الجاري في بروكسل لبحث
هذه المبادرة.
وأعرب
الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن ترحيبه لهذا الإعلان، مؤكدًا أن موافقة السعودية
جائت استجابة لمطالب الولايات المتحدة بالمشاركة بقوات برية في سوريا للقضاء على
التنظيمات الإرهابية في سوريا.
من جهتهم،
أكد خبراء عسكريون لـ"العربية نيوز" أن التدخل العسكري البري فى سوريا
يزيد الأزمة تعقيدًا، ولن يساعد في حل الأزمة السورية، موضحين أن حل الأزمة يبدًا
برحيل القوات الاجنبية من سوريا ووقف إطلاق النار من كل الاطراف لإنجاح المفاوضات
المستمرة حتى الآن، مشيرين إلى أن أمريكا تحاول استنزاف الجيوش العربية بتأييدها
هذا التوجه.
استنزاف للجيش السعودى
في
البداية، أكد الشيخ نبيل نعيم، القيادى السابق بالجماعة الجهادية، أن السعودية
ستقود حربًا قوية دون أن تدري وستدمرها هي أولًا، متمنيًا أن تتراجع السعودية عن هذا
قرار، لأن الحرب البرية ستستنزف الجيش السعودي من الناحية المادية والعسكرية،
لافتا إلى أن الولايات المتحدة تخطط لاستنزاف الجيش السعودي وتدميره.
وأضاف
القيادى السابق بالجماعة الجهادية، لـ"العربية نيوز" أنها ستخسر الحرب
في اليمن وسوريا ولن تربح أي حرب، فالجيش السعودي سيلقى حتفه لو دخل بريًا إلى
سوريا.
وأشار إلي
أن السعودية ستنفق كل ما تربحه من تصدير البترول من أجل أمريكا والخزانة
الأمريكية، مشيرًا إلى أن التدخل البرى فى سوريا سيزيد المشهد تعقيدًا ولن ينهى
مأساة الشعب السوري كما يتحدثون.
سوريا ستتحول لبركة من
الدماء
وأكد
اللواء نبيل فؤاد، الخبير العسكرى، أن التدخل البرى فى سوريا الذى تقوده السعودية
الآن سيحول سوريا إلى بركة من الدماء وستكون الاراضى السوريا ساحة للقتال بين جيوش
مختلفة، حيث ستكون قوات الحرس السورى والقوات الموالية لنظام الأسد من جانب
والقوات العسكرية التي تقودها السعودية من جانب آخر، لافتا إلى أن هذه الحرب لن
يخرج منها فائز بل المنطقة العربية ستكون هي الخاسر الأكبر.
وأضاف
الخبير العسكرى، أن الأزمة في سوريا أكثر تعقيدا من إرسال قوات برية لحسم الحرب
لفريق ما، فالمشكلة في سوريا تحتاج إلى أمر أكثر عمقا من ذلك، لافتا إلى أن القوات
البرية التى تحشدها السعودية لو انهزمت ستكون قوة "داعش" لا تقهر ولن
يكون هناك أحد قادر على مواجهة التنظيم.
وأشار إلى
أن "داعش" ستتوسع وقتها أكثر فى المنطقة العربية، مؤكدا أن الحلول
العسكرية لن تحل الأزمة فى سوريا، فحل هذه الأزمة يبدأ باستمرار المفاوضات بين كل
الاطراف، بجانب وقف إطلاق النار الآن من جميع الطراف، بالإضافة إلى خروج كل القوات
الأجنبية الموجودة في سوريا والتي تقاتل بجانب المعارضة المسلحة.
تصريحات بهدف الضغط
على النظام السورى
بينما
رأى الدكتور رفعت السيد، مدير مركز يافا للدراسات، أن تصريحات المستشار العسكري
لوزير الدفاع السعودي هي مجرد تصريحات إعلامية لمجرد الضغط على نظام بشار الأسد
لقبول ما توصلت إليه المفاوضات والتى اقرت وقف اطلاق الانار ورحيل النظام السوري
بعد اجراء انتخابات فى سوريا، لافتا إلى أن السعودية تريد أن ترسل الى المعارضة فى
سوريا انها مازالت تدعمها ولن تتراجع عن ذلك.
وأكد
مدير مركز يافا للدراسات، أن مصر لن تشارك بأى قوات برية فى سوريا، فالجيش المصري
يكتفي بمحاربة الإرهاب فى سيناء وتقديم كافة المعلومات عن الجماعات الإرهابية،
فالعمليات العسكرية البرية لن تكون في مصلحة مصر وستضر بالجيش المصري لو قرر
المشاركة فى ذلك.
وأشار
إلى أن القضاء على داعش يحتاج الى تعاون حقيقى من دول العالم وأن يتحدوا حول هدف
واحد وهو القضاء على داعش وكل التنظيمات الارهابية المماثلة، لكن ما يحدث الآن هو
حر من أجل المصالح الشخصية فقط والتي ستستفيد منها "داعش" فى النهاية.