مصر تشيد بموقف الكونجو لإحداث توافق بين دول حوض النيل.. رئيس الوزراء يلتقي نظيره "أوجستان ماتاتا".. والأخير يؤكد: مواجهة "التطرف" على رأس الأولويات لبلادنا

عُقدت اليوم الخميس، بمقر مجلس الوزراء، جلسة مباحثات موسعة بين الجانب المصري برئاسة المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والجانب الكونجولي برئاسة رئيس الوزراء، أوجستان ماتاتا بونيو مابون، وحضر المباحثات عن الجانب المصري وزراء: الكهرباء، والبيئة، والموارد المائية والري، والسياحة، والتعاون الدولي، والتجارة والصناعة، وعن الجانب الكونجولي وزراء البيئة، والطاقة، والسياحة، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ونائب وزير التعاون الدولي، وسفير الكونجو الديمقراطية بالقاهرة.
وفي بداية اللقاء، رحب المهندس شريف إسماعيل برئيس الوزراء الكونجولي والوفد المرافق له، مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية تشهد في الوقت الراهن زخمًا غير مسبوق، وخاصة بعد الزيارة الأخيرة للرئيس جوزيف كابيلا إلى مصر للمشاركة في مراسم افتتاح قناة السويس الجديدة، معربا عن تقديره لتلك المشاركة، والتطلع لقيامه بزيارة ثانية لمصر في أقرب وقت مناسب، حيث ستسهم في إعطاء دفعة قوية للعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين.
وصرح السفير حسام القاويش، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، أن رئيس الوزراء قدم الشكر إلى جمهورية الكونجو الديمقراطية قيادة وشعبا على دعمها لمصر في الحصول على العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن، في الفترة من 2016 إلى 2017 عن المقعد الأفريقي المخصص لشمال أفريقيا، مشددًا على أن مصر عازمة على العمل من خلال عضويتها في المجلس، وعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي التي تبدأ في أبريل 2016، على الدفاع عن كافة القضايا التي تحقق مصالح الكونجو الديمقراطية، وكافة الدول الأفريقية الشقيقة من أجل مواجهة موجات العنف والتطرف التي تؤثر بالسلب على جهود الاستقرار والتنمية في مختلف الدول.
وأكد المهندس شريف إسماعيل، تقدير مصر لموقف الكونجو الديمقراطية تجاه السعي لإحداث توافق بين دول حوض النيل، للوصول إلى اتفاق شامل يضم جميع دوله ويضمن الأمن المائي لجميع أطرافه، مشددًا على أن دعم العلاقات المصرية الأفريقية بصفة عامة، ودول حوض النيل بصفة خاصة، يعد إحدى أهم ركائز السياسة الخارجية المصرية، معربًا عن الارتياح للتطور الملحوظ في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، لاسيما الطاقة والري والصحة وبناء القدرات الكونجولية.
ونوه رئيس الوزراء إلى ترحيب مصر بالتطورات الإيجابية في شرق الكونجو، لاسيما الإنجازات العسكرية للجيش الكونجولي في القضاء على حركات التمرد والمجموعات المسلحة، وشدد على مواصلة مصر لجهودها في مساندة الحكومة الكونجولية في هذا الصدد.
وفي ختام حديثه، أوضح رئيس الوزراء، أن ما أسفرت عنه المباحثات، اليوم، من نتائج إيجابية ستعمل على دفع العلاقات المصرية الكونجولية وتطويرها إلى آفاق أرحب، وبما يرضي تطلعات الشعبين الشقيقين المصري والكونجولي.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الكونجولي، عن اعتزاز بلاده بالعلاقات مع مصر وحرصها على تنميتها، مؤكدًا أن بلده تعتبر شريكًا اقتصاديًا هامًا لمصر في منطقة وسط أفريقيا، وشدد على دعمها لجهود مصر في المجالات الاقتصادية والتجارية وغيرها من القطاعات ذات الاهتمام المشترك، كما أشاد بالنجاحات التي حققتها مصر خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها حفر قناة السويس الجديدة والتي تعد فخرا لمصر وأفريقيا معا.
كما أشار إلى أن الاقتصاد الكونجولي يعد من الاقتصادات النامية بقوة الآن، والتي تحقق معدلات نمو جيدة، موضحا أن مذكرات التفاهم المقرر توقيعها خلال الزيارة ستدعم الشراكة بين البلدين.
وأكد رئيس الوزراء الكونجولي، على أهمية تضافر الجهود الدولية لمكافحة الفكر المتطرف، خاصة أن الإرهاب لا دين ولا وطن له، معربًا عن تطلعه إلى إيفاد مصر للدعاة والأئمة من الأزهر الشريف إلى الكونجو الديمقراطية، للتعريف بسماحة الدين الإسلامي.
وقد تناولت الجلسة عرضًا لمختلف مشروعات التعاون القائمة والمتاحة بين الجانبين في مختلف القطاعات، حيث أشار وزير الموارد المائية المصري إلى أنشطة التعاون المصري الكونجولي في مجال المياه، والتي من بينها التعاون في حفر 30 بئرًا لمياه الشرب بالكونجو، والمساهمة في إنشاء مركز تنبؤ للتغيرات المناخية هناك، وإعداد دراسة جدوى بشأن إنشاء بنية كهرومائية على نهر السيميليكى، إلى جانب تبادل الخبرات في مجال الزراعة والري، والتعاون في مجال تدريب وبناء القدرات في مجال الموارد المائية، وتقديم مصر للعديد من المنح الدراسية.
كما استعرض وزير الكهرباء المصري الاتفاقات الموقعة بين البلدين،ومنها الخاصة بإنشاء محطتين لتوليد الكهرباء بالخلايا الشمسية، خاصة أن مصر تتوسع في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، منوهًا إلى تدريب 130 كونجوليًا في مجال هندسة الكهرباء، كما أعرب عن التطلع لمزيد من التعاون في مجال الطاقة الكهربائية.
وتقدم وزير البيئة المصري بالشكر إلى الكونجو الديمقراطية لمساندة مصر في الفوز برئاسة مؤتمر البيئة الأفارقة، ودعم الموقف الأفريقي الموحد في مؤتمر البيئة بباريس، معربًا عن تطلعه إلى مزيد من التعاون، والعمل على تفعيل الاتفاقية الموقعة بينهما في مجال تدريب السكان المحليين على البناء باستخدام مواد صديقة للبيئة، وأعرب وزير السياحة المصري عن رغبته في زيادة التعاون المصري الكونجولي في مجال السياحة، وبخاصة تبادل الدعم في استضافة المؤتمرات والمعارض السياحية بالبلدين.
وفي ختام جلسة المباحثات تم التوقيع على عدد من بروتوكولات التعاون ومذكرات التفاهم بين الجانبين، وهي بروتوكول تعاون بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية بقناة السويس ووكالة تطوير وترويج مشروع سد إنجا الكبير بالكونجو الديموقراطية، وذلك في مجال إدارة المشروعات الكبرى للبنية التحتية، ومذكرة تفاهم للتعاون بشأن إنشاء مركز للمعلومات ودعم اتخاذ القرار بالكونجو، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومذكرة تفاهم في مجال السياحة، إلى جانب التوقيع على العقد التنفيذي لمشروع إنشاء محطة كهرباء بالطاقة الشمسية بالكونجو.