عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

المصالحة المصرية التركية.. هل تتحول التصريحات إلى أفعال حقيقية؟.. و"خبراء": الأقوال لا تكفي ومصر لن تقبل إلا بشرط

 هدى راغب والدكتور
هدى راغب والدكتور سعيد اللاوندى والسفير جلال الرشيدي

"هدى راغب": الوقت الراهن لا يتيح إجراء مصالحة
"سعيد اللاوندي": التصريحات التركية اعترفت بالنظام المصرى
"جلال الرشيدي": يجب أن تقف تركيا عن دعم الإخوان

في الآونة الأخيرة صرح وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو عن رغبة بلاده في عودة العلاقات المصرية، حيث انقطعت العلاقة مع مصر منذ ثلاثة أعوام بعد أن تم عزل محمد مرسي عن رئاسة البلاد وزوال حكم جماعة الإخوان الإرهابية إذ تعتبر تركيا من أشد المؤيدين للجماعة، كما أنها من أكثر البلاد التي أظهرت عداءها إلى النظام الحالي، لكن في الوقت الراهن يحاول وزير الخارجية التركي التقرب إلى النظام المصري بمجموعة من التصريحات، حيث أعلن مأخرًا عن رغبته في عقد مصالحة بين تركيا ومصر متمنيا لمصر أن تتجاوز كل المشكلات التي تمر بها في الوقت الراهن، لكن الأمر يقف عند حد التصريحات فقط.

رصد "العربية نيوز" مجموعة من السيناريوهات يمكن أن تكون مؤشرًا لتقارب مصري تركي خلال الفترة المقبلة، بعد تصريحات وزير الخارجية التركي، الذي تمنى وجود تصالح بين القاهرة وأنقرة، كما استطلع "العربية نيوز" رأي الخبراء حول ما يجب أن تفعله تركيا بجانب تصريحات وزير الخارجية التركي.



التحالف الإسلامي بقيادة السعودية

أعلنت المملكة السعودية خلال الفترة السابقة عن تكوين تحالف إسلامى لمحاربة التنظيمات الإرهابية والتى تهدد الدول العربية في المقام الأول وعلى رأسها داعش، وتكون هذا التحالف العسكرى من 33 دولة إسلامية من بينهما مصر وتركيا، فيمكن من خلال هذا التحالف يمكن أن يكون هناك تعاون عسكرى يمكن أن يكسر الجمود بين الدولتين، فهذا التحالف مؤشر قوي للتقارب بين مصر وتركيا.


دعوات السعودية المستمرة
ظهر بكل وضوح وساطة سعودية تهدف إلى حل الخلافات بين مصر وتركيا، خاصة بعد ما أكد جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي، عن رغبة بلاده في تطبيع العلاقات مع مصر وترحيبه بالدور الإيجابي للسعودية في طرح العديد من الأفكار لحل الأزمة بين القاهرة وأنقرة، بمثابة بادرة أمل جديدة لإمكانية استئناف العلاقات بين البلدين.


رئاسة مصر للقمة الإسلامية بأنقرة
من أبرز المؤشرات التي تقرب من تعاون مصري تركي في الأشهر المقبلة، حيث سيعقد مؤتمر التعاون الإسلامية في تركيا منتصف شهر أبريل المقبل ومن المقرر أن ترسل مصر وفدا دبلوماسيا على أعلى مستوى لحضور هذه القمة، كما أعلن وزير الخارجية المصرى سامح شكرى أن علاقة مصر بتركيا لا بد أن تعود لما كانت في السابق لحاجة المنطقة إلى الجهود التركية، مؤكدًا أن التصريحات وحدها لا تكفى، مطالبا الجانب التركي التوقف عن التدخل في الشأن المصري.



الوضع الإقليمي المتشابك
منذ قيام ما يسمى بثورات الربيع العربى والشرق الأوسط على صفيح ساخن لم يهدأ بعد، حيث تشهد المنطقة وضعا متشابك وصعب بسبب التطورات التي تحدث باستمرار، خاصة أن الأوضاع في سوريا واليمن وليبيا تزداد سوأ كل يوم وربما يشكل ذلك مشكلات تأثر على مستقبل المنطقة بالكامل لذلك يجب التوحد بين مصر وتركيا للتغلب على هذه الأوضاع وتسوية الأمور في المنطقة.


الوقت الراهن لا يسمح بمصالحة
في هذا السياق أكدت الدكتورة هدى راغب أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن الوقت الراهن لا يتيح إجراء مصالحة بين مصر وتركيا، فهذه المصالحة تحتاج إلى أمور كثيرة هي ليست بسيطة كما يعتقد البعض، فهناك علاقات دبلوماسية تم قطعها وعودة هذه العلاقات يحتاج جهدا كبيرا من البلدين رغم محاولات الجانب السعودي لإتمام هذه المصالحة.


وأضافت أستاذة العلوم السياسية، إلى أن هناك جمودا في العلاقات المصرية التركية، وهذا الجمود يمكن حله بأن تحترم تركيا الشأن الداخلى المصرى وتتوقف عن دعم جماعة الإخوان التي كادت أن تدمر مصر وما زالت تحاول ذلك حتى الآن، لافتة إلى أن تصريحات بعض المسئولين يمكن أن تكون بداية جيدة، فإذا وجد الاحترام المتبادل بين البلدين يمكن أن نتحدث عن مصالحة حقيقية قائمة على الاحترام المتبادل.


التوقف عن دعم الإخوان أولا
وأوضح الدكتور سعيد اللاوندى خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن هناك مواقف كثيرة يمكن أن تصنع تقارب بين البلدين في الفترة المقبلة وأهمها مؤتمر التعاون الإسلامي الذي سيعقد في أنقرة، لافتا إلى أن تصريحات بعض المسئولين في تركيا تعبر عن اعترافهم بالنظام الحالى المصرى بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وأكد خبير العلاقات الدولية أن المشكلة الرئيسية بين مصر وتركيا أحد أسبابها القوية هو الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، مشيرًا إلى أن التصالح لا يمكن أن يحدث بين البلدين أن دام النظام التركى يرعى الإخوان ويشجعهم على تدمير مصر، ويبث القنوات الفضائية التي يملكها الإخوان، فالمصالحة تبدأ من وقف هذه القنوات التحريضية الإرهابية، لافتا إلى أن السعودية تحاول المصالحة بين مصر وتركيا بأي طريقة لتهدئة المنطقة بجانب توحيد كل الصفوف السُنية حتى تستطيح مواجهة إيران.


المصالحة تبدأ من تركيا
وقال السفير جلال الرشيدى مندوب مصر السابق لدى منظمة الأمم المتحدة، أن هناك إجراءات كثيرة يجب أن تفعلها تركيا من أجل التقارب والمصالحة مع مصر، فالتصريحات الرسمية ليست كافية لنجاح تحقيق التوافق بين البلدين، فالنظام المصرى لن يتعامل مع أي تصريحات دون أي توجهات تحدث على أرض الواقع، لافتا إلى أن مصر ترحب بالتصالح مع تركيا ولكن يجب أن تأخذ تركيا خطوات جادة وفاعلة نحو هذه المصالحة.