25 يناير.. الشكوى مستمرة
لا أعلم بعد مرور خمس سنوات هل 25 يناير أصبحت عيدًا يجب أن نحتفل به أم ماذا ؟، وهل تحقق من مبادئها وأهدافها شىء أم أن ثورة يناير أتت علينا بنتائج عكسية حتى الآن؟، للأسف حتى هذه اللحظة النتائج عكسية وبعضها كارثي وخصوصًا فى المستوى الأخلاقي المتدني في الشارع المصري وسقوط القيم والأخلاق الواحدة تلو الأخرى وظهور أسوأ ما فينا من عادات وتقاليد سيئة، هذه هي الحقيقة بلا رتوش أو تجميل.
وللأسف الكثير من الموظفين والعاملين بالدولة كانوا يرفعون شعارًا مهمًا للغاية عقب سقوط النظام الأسبق وشخصياته ألا وهو (لو اتخرب بيت أبوك اجري وخدلك منه قالب) وهو ما كان يعرف بالمطالب الفئوية وهي كانت بداية الانهيار الاقتصادي، مما أدى إلى ضياع 36 مليار دولار احتياطي نقدي وزيادة حجم الدين العام إلى حوالي 2 تريليون جنيه مصري، بالإضافة إلى ضياع 25 مليار دولار مساعدات عربية ودولية خلال تلك الفترة القصيرة ومازال الاقتصاد يعانى من أوجاع بسبب كثرة المطالب وقلة العمل والجماعة الإرهابية ومحاولاتهم التتارية لهدم البنية التحتية لمصر، فضلا عن تدمير السياحة في بلد تملك أكثر من ثلث آثار العالم وتعتمد عليها بصورة كبيرة في ميزانيتها.
الشكوى مستمرة وليست الثورة مستمرة، والسبب أننا أصبحنا محترفي الشكوى أكثر مما نعمل وأكثر مما نفكر في مشاكلنا الكثيرة والتي لا حصر لها للأسف الشديد.
أيها الشعب المصري العظيم حل مشاكلك جزء كبير منه في يدك وأنت تسهم بسلوكك في تفاقمه وهذه هي الحقيقة، والجزء الآخر في يد السلطة وهي لا بد أن تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بقدر المستطاع وفي ضوء الإمكانيات المتاحة.
بعد مرور خمس سنوات مازالت الشكوى مستمرة والانفلات الأخلاقي المتدني موجودًا وقلة العمل واحتراف الشكوى والبكاء والعويل من قبل الجميع، ومازال المواطن المصري ينتظر مكاسب الثورة، ولكن يركز على مطالبه وكيف يأخذ ولكن لا يريد أن يطلب منه أحد شيئا، الأخلاق والثقافة تحتاج لثورة هي أهم من الاقتصاد ومن كل شيء.
سيادة الرئيس، المواطن المصري في معظمه تم تدمير بنيته الأساسية من الأخلاق والثقافة ولا يمت بصلة لأسلافه السابقين، وعدت سيادة الرئيس إبان فترة حملتك الانتخابية بأنك مسئول عن الآداب والأخلاق فأرجو منك أن تعيد في مدارسنا تدريس مادة (الأخلاق والمبادئ) مثلما كانت تدرس فى فترة الحكم الملكي في مصر، حمى الله مصر وشعبها، والله الموفق.