عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الولايات المتحدة ترفض سياسة السلطان العثماني.. صحف تركية: تصريحات بايدن تضع أردوغان وحكومته في "موقف حرج".. نائب أوباما يلتقي المعارضة.. ورجب "زعلان"

جو بايدن والرئيس
جو بايدن والرئيس التركي رجب طيب أردوغان


"الولايات المتحدة الأمريكية ترفض سياسة أردوغان وحكومته"، ربما كان هذا العنوان الأبرز الذي رصدت من خلاله الصحف التركية تصريحات نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على هامش زيارته الأخيرة إلى تركيا، فالتصريحات التي جاءت مناقضة لسياسة الرئيس التركي وضعت سياسته الخارجية على المحك -كما يرى عدد من المحللون الأتراك- وجعلت أردوغان يقف وحيدًا في مفرق طرق.

الصحف التركية ركزت، اليوم السبت، على اللقاء الذي عقده نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس، مع ممثلي الأحزاب السياسية التركية غالب آنصاري أوغلو وأورهان مير أوغلو عن حزب العدالة والتنمية، وسزجين تانري كولو وفكري صاغلار عن حزب الشعب الجمهوري، والناشطة الكردية ليلى زانا -التي رفضت تأدية اليمين الدستورية بالبرلمان التركي حتى اليوم- وآلطان طان عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي - أمس الجمعة- في مدينة إسطنبول بتركيا.

وأشارت بعض الصحف، في معرض تحليلها للزيارة التي قام بها المسئول الأمريكي، إلى أن التصريحات التي أدلى بها على هامش الزيارة "أغضبت" الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معللةً ذلك بتناقضها الواضح مع سياساته وما يرمي إليه في الشأن الخارجي.

وقال فكري صاغلار، نائب حزب الشعب الجمهوري عن مدينة ميرسين جنوبي تركيا، في تصريحات للصحفيين، إن بايدن وصف حزب العمال الكردستاني بأنه منظمة "إرهابية"، مشددا على ضرورة نبذ السلاح ووضع حد لأعمال العنف.

وعلق صاغلار أنه "لا يمكن وضع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في نفس الميزان، لأن الأخير يحارب تنظيم (داعش) الإرهابي الذي يشكل الخطر الأكبر على تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن أن داعش أصبح تنظيما يمثل أكبر مشكلة للعالم".

كان بايدن قد أكد في تصريحاته أيضًا أن حرية التعبير والصحافة هي من القيم الإنسانية، وليست قيمة خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية فحسب، وأن حرية التعبير هي واحدة من الحريات الأساسية، في إشارة لرفع قضايا بحق أكاديميين ومثقفين أتراك والقبض عليهم جراء توقيعهم على بيان يدعو للسلام.

وذكرت صحيفة "جمهوريت" التركية، في مقال تحت عنوان "انتقادات بايدن تغضب أردوغان" نشرته اليوم السبت، أن انتقادات نائب الرئيس الأمريكي تتعارض مع مواقف وخطوات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته.. مشيرة إلى أن أهم تلك الانتقادات تركزت في وصف بايدن إلقاء القبض على الأكاديميين والمثقفين بـ"الأمر الخاطئ"، وانتقاده توقف الحوار للتوصل إلى تسوية للقضية الكردية، وإشارته إلى حديث أردوغان عن استبعاد حزب الشعوب الديمقراطي الكردي ومنظمة حزب العمال الكردستاني من مفاوضات السلام، وتشديده على أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري لا يمثل امتدادا لحزب العمال الكردستاني، بل إنه حزب يكافح ضد تنظيم داعش الإرهابي، فضلا عن مطالبته بالتوصل إلى حل لمشكلة العلويين واتخاذ إجراءات سريعة في هذا الشأن.

وفي سياق متصل، أشارت صحيفة "سوزجو" التركية، في مقال تحت عنوان "الولايات المتحدة الأمريكية ترفض سياسة أردوغان وحكومته"، إلى أنه للمرة الأولى ينتقد مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية الشأن الداخلي التركي، وبهذه الطريقة، قبل إجراء جلسة مباحثات مع رئيس الجمهورية أردوغان ورئيس وزرائه داود أوغلو.

وما قد يضيف لأردوغان غضبا على غضبه -بحسب الصحفية- هو تشديد بايدن على ضرورة استمرار النظام البرلماني والعدول عن التوجه للنظام الرئاسي، لأنه يعلم هو الآخر أن الرئيس التركي يسيطر بالفعل على العديد من المؤسسات، وعلى رأسها المؤسسات القضائية والأمنية والتعليمية، التي بدأت تأتمر بتعليماته، وهو الأمر الذي قد يحول تركيا إلى "نظام ديكتاتوري".

وأوضح بايدن أنه في حال تحويل النظام الحالي من البرلماني إلى الرئاسي، ستمثل تركيا حينها نموذجا سلبيا لدول المنطقة بعد أن تتحول لنظام "ديكتاتوري" تستخدم فيه كافة الوسائل القمعية التي تقف أمامه، وهو أمر خطير على تركيا، وبالتالي على الدول الحليفة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية - كما نقلت عنه الصحيفة.

من جانبه، أكد عضو هيئة التدريس في جامعة غازي، وأستاذ السياسة الدولية، البروفيسور حيدر جكماك، أن سياسة أردوغان الخاطئة خارجيا وداخليا تدفع تركيا يوما بعد يوم إلى المخاطر، مضيفًا أن حرية التعبير وحرية الصحافة موجودة بالفعل في تركيا، لكنهما حكرا على الصحف الموالية لأردوغان وحكومته، وفي حال التطرق لأردوغان وحكومته، يتم رفع قضايا بحق الكتاب والصحفيين على الفور، فأصبحت الديمقراطية لأعضاء الحكومة ووسائل إعلامها.

وأوضح جكماك أن سياسة أردوغان الخارجية الخاطئة تتناقض تماما مع معايير الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي، خاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية، مشيرًا إلى أن سبب عزلة تركيا ناجم عن هذه السياسة الخاطئة، ولم يبق لتركيا دولة صديقة في المنطقة، وإذا استمرت تركيا على هذا النهج، ستصاب بأضرار كبيرة في كافة المجالات.