تمكين الشباب إلى أين؟
9 يناير من
كل عام سيكون هو يوم الشباب المصري وهو ما يفتح الباب مرة أخرى للحديث حول قضية
تمكين الشباب المصري، ومن هم هؤلاء الشباب الذين يجب تمكينهم وما هي آليات التمكين
الحقيقية للدفع بهم للصفوف اﻷمامية في مصر، ولقد بدأ بالفعل السيد الرئيس والسيد
رئيس مجلس الوزراء في اختيارات الشباب للدفع بهم كمعاونين للسادة الوزراء
والمحافظين وكذلك معاونين للسيد رئيس مجلس الوزراء وهو ما شجع الكثير من الشباب
وبث فيهم الأمل؛ لأن الدولة المصرية قد أخذت خطوات جدية نحو التمكين الحقيقي
للشباب، لكن ننتظر الخطوات التالية وكذلك التجديد للشباب المعاونين الساده الوزراء
والمحافظين؛ لأن معظم قرارتهم أوشكت على الانتهاء وتحتاج إلى مدها عاما آخر لاكتساب
المزيد من الخبرات وخصوصا أنهم شباب على أعلى مستوى علمي إداري وما اكتسبوه يستحق الاستمرار
في (المشروع القومي لتمكين الشباب المصري الكفء ) .
والشباب
هم جزء أصيل وفعال من المجتمع المصري ولا شك أن الإنسان المصري صاحب حضارة وتراث إنساني
لا مثيل له في العالم ويستحق منا جميعا أن نجتهد لعودته وعودة الشخصية والهوية
المصرية الحقيقية إلى مصريتها العريقة، فمبادرة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي التي
أطلقها من أجل تأهيل القيادات الشبابية للدفع بهم للصفوف الأمامية في المراكز
القيادية هي جزء من خطة إعادة تأهيل مجتمعي واسعة النطاق، سوف تتم - إن شاء الله -
على عدة مراحل وإن كنت في هذه المناسبة أتمنى من السيد رئيس الجمهورية وكذلك من
المجالس المتخصصة في الرئاسة، أن يتم رفع السن حتى 35 سنة أو 40 سنة؛ لأن هناك من
الشباب أصحاب الموهبة والكفاءة في السن من 30 وحتى 40 سنة، فلا يمكن بأي حال من
الأحوال تجاهل هذا القطاع الهام جدا من شباب مصر.
ولكن
رغم الحديث عن تأهيل الشباب لا يمكن أن نتجاهل أننا بحاجة شديده لإعادة النظر في الإنسان
المصري وما وصل إليه الحال الآن، فالإنسان المصري صاحب حضارة وتراث إنساني لا مثيل
له وكثيرا ما ذكر له التاريخ أنه صاحب السبق في الكثير من المجالات العلمية
والعلوم الإنسانية في الزراعة والطب والفلك والهندسة وغيرها من العلوم المختلفة،
وأصبح الإنسان المصري يحمل على عاتقه الحفاظ على حضارة وتراث مصر الآن، ولكن
بمنتهى الصدق أغلب المصريين الآن لا علاقة لهم بأسلافهم السابقين، بل إنهم يدمرون
أنفسهم بأنفسهم ويدمرون حضارة الأجداد وأحيانا يبيعونها.
نعم
فالحقيقة مرة للغاية ولكنها تظل الحقيقة، فهناك تدمير ممنهج وغير ممنهج للهوية
والشخصية المصرية بدءا من نكسة 1967، فالانكسار لم يكن فقط للدولة ككيان بل أيضا
الانكسار كان للشخصية المصرية التي انشغل الجميع في الدولة المصرية عنها للاستعداد
للحرب .
لا
شك أن هناك انهيارا أخلاقيا وتعليميا وصحيا منذ فترة طويلة ولا يمكن أن نبني وطنا
جميلا متقدما دون أن يصاحبه بناء إنسان مصري متحضر يحافظ على هذه الدولة الجديدة،
وإلا سيهدمها بكل سهولة؛ لأنه لا يعرف قيمتها ولا يوجد لدى البعض وازع ديني أو أخلاقي
ولا حتى وطني بكل أسف، فالدول التي تقدمت علمت منذ البداية أن ثروتها الحقيقية
تكمن في "المواطن" وبالتالي الاستثمار الحقيقي يجب أن يكون في الصحة
والتربية والتعليم والمسكن وكل ما يتعلق ببناء الإنسان وبه سيبني أفضل وطن ويحافظ
عليه ويموت دونه بلا تردد.
سيادة
الرئيس.. الإنسان المصري يحتاج لبناء حقيقي من الآن لعودة هويته المصرية الحقيقية
من أجل مصر المستقبل.. حمى الله مصر وشعبها.. والله الموفق.