تطورات الأحداث في المنطقة تتصدر اهتمام الصحف السعودية
اهتمت صحف السعودية في افتتاحيتها، اليوم الإثنين، بتطورات الأحداث في المنطقة وخاصة في شأن الاتفاق النووي إيران والشروع في رفع العقوبات على إيران.
فمن جانبها، وتحت عنوان (من إيران كونترا إلى الاتفاق النووي) قالت "إن الرئيس الأمريكي لم يكن مصرًا على أمر أكثر من إصراره على إنجاز الاتفاق النووي مع إيران؛ فسيد البيت الأبيض أيقن مبكرًا عدم قدرته مقارعة الإسرائيليين وجلب السلام الكبير إلى المنطقة واشتبه عليه الأمر فظن أن تلك الاتفاقية النووية قد تجلبه، دون أن يلتفت لمعطيات المنطقة التي تتشابك خيوطها وتتعقد فيكون حل أمر ما يستوجب حل الآخر وهكذا".
وأضافت أنه كان واضحًا أن الرئيس الأمريكي أمام خيارين، إما أن يضغط على الإسرائيليين فيظفر بتنازلات لاتفاق سلام أو أن يضغط على العرب والمنطقة ليحصل على الاتفاق النووي، واختار الأخير.
وحذرت قائلة "إن سياسة رفع العقوبات عن إيران تضع الولايات المتحدة أمام مسئولية دولية لما يمكن أن يقدم عليه النظام في طهران الذي سيمول برامجه التخريبية المنتشرة في المنطقة، ويواصل تهديداته واستفزازه للجوار من خلال الأموال المفرج عنها أو تلك التي سوف يتسنى له الحصول عليها عبر عمليات بيع النفط أو التجارة بشكل عام".
وتحت عنوان (إيران كذبت صدقوها)، قالت صحيفة "اليوم" "الفرح السياسي في طهران وفي واشنطن مشهد يكرر التاريخ، فالضعفاء وحدهم يتحملون ذنبهم، وفي سوق السياسة العملة الرديئة تطرد الجيدة، والدولة المارقة تتحول لصالحة إذا استخدمت ماكينة الدعاية بخبث، وليس بذكاء".
وأضافت أن مشروع المفاوضات على البرنامج النووي كان فرصة لإيران لممارسة الدعاية السياسية، فقد استثمرت الاهتمام الدولي لتمرير مشروعها وتقديمه للعالم كمشروع سلمي، فعبر تعقيد سير المفاوضات كانت تبدو إيران هي من يجب خطب ودها حتى تقدم التنازلات.
وبدورها، قالت صحيفة "الشرق" "إنه بينما تدور مطابع الصحف العالمية للحديث عن رفع العقوبات الذي احتفلت به إيران والرئيس الأمريكي وتم تتويجه برفع العقوبات من كافة دول الاتحاد الأوروبي مع إيران يوم أمس الأول، يتضح بأن الغرب يلعب في موازين القوى العالمية التي تؤمن بأنه (ليست هناك صداقة دائمة ولكن هناك مصالح دائمة)".
ومن ناحية أخرى، نقلت صحيفة "عكاظ" عن خبراء في الشئون الإيرانية تحذيرهم من أنه مع رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، بدأت المخاوف والتوجسات الحقيقية، من أن تستفيد إيران من العوائد المالية، في دعم الإرهاب ونشر الفكر الطائفي خاصة عملاء إيران في المنطقة سواء كانوا مليشيات أو خلايا الإخوان المسلمين وتنظيم "داعش" والقاعدة ودعوا في تصريحاتهم للصحيفة إلى ضرورة وجود رقابة دولية على هذه السياسات، حتى لا يشكل رفع الحصار رافدًا آخر لدعم الإرهاب بالمنطقة.
وقال السفير حسن علي، مساعد وزير الخارجية المصري السابق لشئون مجلس التعاون الخليجي، "إنه لا يستبعد أن تخصص إيران جانبًا كبيرًا من هذه الأموال لدعم استراتيجيتها التوسعية بالمنطقة على حساب التنمية الشعبية، مشددًا على مسئولية مجلس الأمن والقوى الكبرى في مراقبة تصرفاتها وسياساتها خلال الفترة المقبلة والتصدي لأي إخلال بأمن واستقرار المنطقة من خلال دعمها للتنظيمات الإرهابية".
وفي ذات السياق، شدد الدكتور محمد كمال، الخبير بالدراسات الإيرانية والآسيوية بجامعة القاهرة على أن رفع الحصار سيشكل رافدًا ودعمًا جديدًا للإرهاب بالمنطقة، معتبرًا أن حصول إيران على أرصدتها الضخمة المجمدة لن يذهب إلى عمليات التنمية ولن يستفيد منها شعبها بقدر توجيهها لدعم طموحاتها التوسعية وتدخلاتها في شؤون المنطقة، حتى لو عبر تمويل المنظمات الإرهابية.
ومن جهته، حذر اللواء صابر عبد الرحمن الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية ومساعد وزير الداخلية السابق لشئون الأمن العام من استخدام إيران هذه الأموال الضخمة في دعم تنظيمات الإرهاب بالعديد من دول المنطقة، مؤكدًا أن تجارب السنوات الماضية تقطع بذلك، مشيرًا إلى أنها لم تتورع عن هذا السلوك وهي تحت الحصار، فما بالنا حين تتدفق عليها هذه الأموال الضخمة، بجانب عائدات النفط.
وتوقع الخبير الاستراتيجي، اللواء حمدي بخيت، أنه برفع الحظر عن إيران، أصبحت الفرصة مواتية لها بشكل أكبر لدعم الموالين لها في المنطقة، مشيرا إلى أن رفع الحصار سيطلق الأيدي الإيرانية لمزيد من التدخل في المنطقة، الأمر الذي سيسهم في استمرار حالة عدم الاستقرار والنزاعات الطائفية، خاصة في الوقت الذي تواجه فيه دول المنطقة حربًا مع الإرهاب، الذي سيستفيد بدوره من النزاع الطائفي السني - الشيعي، لكسب مزيد من المقاتلين في صفه.