بالفيديو.. أضرحة "الخانكة" أصابها "داعش" الإهمال .. و"الآثار": مش تبعنا
طرق غير مستوية، أتلال قمامة
تخرج منها روائح تشمئز منها الأنوف، وأتربة تتصاعد محملة بالميكروبات، هكذا كان
حال الطريق المؤدي إلى أضرحة أولياء الله وسط المقابر بمنطقة الخانكة بمحافظة
القليوبية، والتي كانت تعد معقلا لأولياء الله الصالحين، وكانت حافلة بالأضرحة التابعة
لهم، حتى أن تضاءلت هذه المعالم بمرور الزمن، والبعض منها أوكار لتعاطى المخدرات
والأعمال المنافية.
إهمال متعمد
وبحسب
شهادات الأهالي المقيمين بالمنطقة، أكدوا أن عددًا كبيرًا من أضرحة أولياء الله كانت
تأتي لها زيارات عديدة من قبل محبي "آل البيت"، من كل المحافظات، الأمر
الذي كان يعطي للمنطقة رونقاً روحانياً، فضلاً عن الزيارات التي كانت تأتي لمسجد
السلطان الأشرف تحت إشراف وزارة الآثار.
أضاف
الأهالي أن كل تلك المميزات أصبحت شبه معدومة بعدما أصيب المسجد بالإهمال وأصبحت
جدرانه يغلب عليه الإصفرار بفعل عوامل الرطوبة، وتآكلت جدرانه، حتى إن هدمت ساحة
المصلين الخاصة بالسيدات.
كما
أصبحت ساحة المسجد من الخارج مكانًا أشبه بالإسطبل، حيث يتواجد عدد من
"العربجية"، كما أصبح عدد كبير من الأضرحة أشبه بالمهجورة، وبحسب وصف
الأهالى أن عدد من هذه الأضرحة تشهد الأعمال المنافيه منها تجارة المخدرات، وأعمال
الرذيله.
مسجد السلطان الأشرف
ويرجع
تاريخ مسجد السلطان الأشرف، لعام 841 هجرية_ 1437م، حيث تم تشييده، في الخانقاة "مدينة الخانكة حاليًا" بمصر، والتي تبعد مسافة 15 كيلو متر شمال
القاهرة، وبُني في عهد السلطان الأشرف سيف الدين برسباي، وسمي باسمه، ويعرف الآن
بين أهالي مدينة الخانكة بمسجد الأشرف.
والسلطان
سيف الدين برسباي هو مملوكي ارتقى في هرم السلطة حتى تولى عرش السلطنة في " 8
من ربيع الآخر 825 هـ _ 1 من أبريل 1422 م".
ويرتبط
تاريخ مسجد الأشرف بتاريخ مدينة الخانكة، حيث إنها مدينة شُيدت من أجل نذر سلطاني،
حيث بناها السلطان المملوكي الملك الناصر محمد قلاوون، حيث أصيب بوعكة أثناء رحلة
صيد شمال القاهرة بالقرب من منطقة سرياقوس، ونذر لله أن يجعل هذا المكان مباركًا
إن عافاه الله فيجعل منه مكانًا للعبادة ببناء المساجد ومتطلبات الجذب الديني.
وبالفعل
حُمِل السلطان قلاوون لقلعة الجبل "قلعة صلاح الدين الأيوبي" للعلاج،
وتم له الشفاء، فخرج على رأس موكب يضم علماء ومهندسين لتأسيس هذه المدينة عام 725
هـ، وسمى هذا المكان "خانقاة" وتم بناء مسجد وتكية وحمام
"مغتسل"، وبمرور الأيام أصبح هذا المكان مكانًا لإيواء الصوفية والعباد
وأيضًا الفقراء وعابري السبيل.
معالم روحانية
وأكد
الشيخ كمال صلاح، شيخ ساحة "الشيخ مصلح سلامة"، إن منطقة الخانكة كانت
ومازالت مأوى لأولياء الله الصالحين، وغنية بمعالم روحانية سواء من المساجد
الأثرية أو الأضرحة التابعة لأولياء الله الصالحين.
وأشار
كمال، إلى أن عددًا كبيرًا من هذه الأضرحة هدمت بفعل الرطوبة والزمن، وأخرى قام
الأهالي بجهودهم الذاتية بترميمها
ضريح عمر أبو ذقن
وكان
من ضمن الأضرحة التي هدمت، ضريح "عمر أبو ذقن"، والذى هدمت جدرانه
المبنية من الطوب اللبن، وأصبح السقف أتلال من الأتربة متراكمة على مدخل الضريح،
بقايا أخشاب متراكمة.
وقال
عم سيد الحسيني، رجل فى الخمسين من عمره، وأحد خادمي الضريح، إن ضريح عمر أبو ذقن،
من أقدم الأضرحة على مستوى محافظة القليوبية، وكان لـ عمر أحد صحابة رسول الله
عليه السلام، وعاصر الخلفاء الراشدين وتنقل لعدة بلدان حتى أن استقر فى الشرقية.
"الآثار" المسئول الأول
وقال
الشيخ مصطفى زايد، المنسق عام لائتلاف الطرق الصوفية، إن هذه الأضرحة الأثرية
المسئول الأول عنها وزارة الآثار، مشيرًا إلى أن الوزارة تنفق مليارات الجنيهات
لترميم المناطق الفرعونية دون أن ينظروا إلى هذه الأضرحة التي أصبح عدد كبير منها
أشبه بالكهوف.
وطالب
"زايد"، بمحاسبة المسئول عن إهمال هذه الأضرحة على مدار الأعوام
الماضية، وتوجيه له تهمة إهدار المال العام بسبب الإهمال.
"الآثار" تنفي مسئوليتها
من
جانبه أكد الدكتور ضياء زهران مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي
لآثار القاهرة والجيزة، على عدم تبعية هذه الأضرحة لوزارة الآثار، مؤكدًا ان
مسئولية تأمينها وعدم تحولها لأوكار تعاطي المخدرات وغيرها من الأعمال المنافية
تابعة لجهاز الشرطة والتي عليها من المسئوليات كثيرة ما يزيد من أعبائها.
وردًا
على أن وزارة الآثار تنفق الملايين في ترميم المناطق الفرعونية فقال: "ده
كان زمان لما كان فيه سياحة بس دلوقتى مافيش الكلام ده" .
داعش الإهمال
وقال
محمد الكحلاوي، رئيس جمعية الأثريين العرب، أن ما تعرض له مسجد السلطان الأشرف في
القليوبية، ناجم عن إهمال وزارة الآثار، مشيراً إلى أن مصر يصيبها
"داعش" الإهمال.
وأضاف
"الكحلاوي"، أن عددًا كبيرًا من آثار مصر باتت على محف الانهيار بفعل
الإهمال وعدم الترميم، وأدان الكحلاوي وزارة الآثار وطالبهم بتنشيط لجانهم الخاصة
بالإشراف على المساجد الأثرية.