تركيا تتودَّد لمصر.. والأحزاب تضع شرورطًا للتصالح.. وسياسيُّون: السر يكمن في "اكتواء أنقرة بنار الإرهاب"
مرت العلاقات المصرية التركية بالعديد من المشاحنات والتوترات عقب ثورة 30 يونيو، نظرًا لتأييد تركيا الواضح لجماعة الإخوان الإرهابية أثناء حكمهم لمصر كانت تؤيد تركيا تولي جماعة الإخوان حكم مصر، وفي أعقاب ثورة 25 يناير، كانت العاصمة أنقرة هي المقر الرئيسي لاجتماعات التنظيم الدولي للإخوان.
واستمرت تلك الأوضاع بعد ثورة 30 يونيو التي شهدت عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي من الحكم، وتولي الرئيس السابق عدلي منصور حكم البلاد بصفة مؤقتة، ومن بعده الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية 2014.
وبعد العديد من الأحداث الإرهابية التي شهدتها الدولة المصرية، أبدت تركيا تغييرًا ملحوظًا في موقفها تجاه مصر في الوقت الحالى بعد أن نفذت كل وسائلها في تحقيق ماكنت تحلم به، وبعد أن ذاقت مرارة الإرهاب مؤخرًا في العملية الإرهابية الأخيرة التي حدثت بمسجد السلطان أحمد بإسطنبول مما جعلها الجانب التركي على وعي تام بضرورة التصالح مع مصر ولتظهر بعدها مبادرة تركيا إلى مصر والتي تتضمن تسليم قيادات الإخوان إليها.
جدير بالذكر أن تركيا أعلنت مؤخرًا أنها قد وجهت دعوة إلى مصر لحضور القمة الإسلامية المقرر عقدها في أبريل المقبل بإسطنبول.
وفى هذا الإطار أكد المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية في مداخلة هاتفية لبرنامج "صح النوم" عبر شاشة "ltc"، أنه لم يتحدد بعد حجم المشاركة المصرية في القمة الإسلامية نافيا ماتردد مؤخرًا حول وساطة التصالح مع الجانب التركي.
"حماة الوطن": تركيا بدأت تكتوي بنار الإرهاب
قال
اللواء محمد الغباشي، المتحدث الإعلامي لحزب حماة الوطن، أن الدعاوى المطروحة على
الساحة السياسية بشأن التصالح مع تركيا لم تطرح على النقاش من قبل الحزب.
وأوضح
الغباشي في تصريح خاصة لـ" العربية نيوز "أن مسألة التصالح من تركيا يجب
التأكد منها حتى لا يتم إصدار أحكام مسبقة أو عاطفية، مشيرًا إلى أن تركيا دولة
كبرى ولها دور مؤثر على المستوى الإقليمي ولذا يجب على القيادة السياسية التأكد
أولا من صدق النوايا التركية.
وأكد
المتحدث الإعلامي لحماة الوطن، أن دولة تركيا بدأت تكتوي بنار الإرهاب ومن المنتظر
أن يتم ترجمة تصريحاتها إلى أفعال في الفترة المقبلة حتى يتخذ الجانب المصري
إجراءاته في هذا الصدد.
وأضاف
الغباشي: "يجب ألا ننساق وراء تلك التصريحات ونغفل أن تركيا في الفترة
الماضية كانت ترعى الإرهاب وتدعمه بالأموال والأسلحة".
"الديمقراطي الاجتماعي" يعلن تأييده للتصالح مع تركيا
قال
الدكتور فريد زهران، نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، أن "الحزب
لم يناقش الدعاوى التركية المطالبة بالتصالح مع الجانب المصري".
وأكد
"زهران" في تصريحات خاصة لـ" العربية نيوز"، أنه يؤيد بشكل
شخصي أي تعاون بين القوى الإقليمية الكبرى في المنطقة، التي تضم مصر وتركيا وإيران
والسعودية، معتبرًا أن إسرائيل هي دولة دخيلة على المنطقة، لذلك فإنه كلما وجودت
علاقات حسنة كان هذا أفضل بالنسبة لدول المنطقة.
وأضاف
"زهران"، أن جميع الدول عليها عدم التدخل في شئون الدول الأخرى، نظرًا
لاختلاف التوجهات، ولكن لا بد من تطبيق مبادئ التعايش السلمي، مشددًا أن تحسن
العلاقات مع تركيا سيحقق عدة اعتبارات سياسية واقتصادية، من أهمها محاربة الإرهاب.
حزب التحرير: المصالحة
مع تركيا تتطلب محاسبتها على أفعالها
قال
الدكتور إبراهيم زهران رئيس حزب التحرير، أن التصالح مع الجانب التركي يتطلب
محاسبة شاملة على ما فعلته تركيا خلال الفترة الماضية تجاه الدولة المصرية.
وأكد
زهران في تصريحات خاصة لـ "العربية نيوز"، أنه لا يصح الحديث عن وجود
مصالحة بدون أي ضمانات حيث إن هذا الأمر يستلزم وجود اتفافية مكتوبة بها تعهدات
وضمانات لكل ما حدث وما سيحدث ويقوم الطرف التركي والمصري بالتوقيع على تلك
الاتفافية وفي حالة وجود أي تجاوز يتم توقيع العقوبة المقررة في الاتفاقية.
واستشهد
رئيس حزب التحرر بما فعله الرئيس الراحل السادات مع دولة إسرائيل عندما وقعوا على
اتفاقية كامب ديفيد التي تضمنت بنودًا أقرت بحقوق الطرفين.