صحيفة تركية تتساءل عن دور أنقرة في الأزمة بين الرياض وطهران
تساءلت صحيفة "ميلليت" التركية، في مقال اليوم الأحد، عن الدور الذي لعبته أنقرة في نشوب الأزمة السياسية الأخيرة بين الرياض وطهران، مشيرة إلى أن تركيا تولت في كثير من الأحيان خلال الأعوام الماضية قبل تولي حزب العدالة والتنمية مقاليد السلطة بالبلاد في عام 2002 دور الوسيط أو دور "المسهل" في الأزمات والتوترات السياسية التي تشهدها دول منطقة الشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة - ذات التوجه القومي - أن تركيا ابتعدت عن تولي هذا الدور الحساس جراء السياسة الخارجية الخاطئة لحكومة العدالة والتنمية، والتي أصبحت طرفا في كل الأزمات والتوتر السياسية في المنطقة، بدلا من دورها المحايد السابق الذي كان يولي الاحترام لكافة دول المنطقة.
ورأت الصحيفة أن تركيا لم تتمكن من تولي دور الوسيط كما كان في السابق على الرغم من اندلاع العديد من الصراعات والتوترات في المنطقة، خاصة في أعقاب ما يسمى بـ"الربيع العربي"، لأنها تتبع سياسة غير محايدة، علاوة على أنها أصبحت طرفًا في الصراعات والتوترات، ومنها على سبيل المثال المشكلات التي تواجهها سوريا والعراق، وأخيرًا في الأزمة بين السعودية وإيران.
وأشارت إلى حكومة العدالة والتنمية اتبعت موقفًا عقلانيًا وواقعيًا في الأزمة بين الرياض وطهران من خلال توصية الطرفين بالاعتدال وأهمية ألا تتحول هذه المشكلة إلى معركة طائفية، كما ينبغي وضع حد للتوتر القائم بين الجانبين، والتحرك والعمل في إطار المنطق والعقل السليم.
وألمحت إلى أنه، ومع ذلك، فقد كانت تصريحات رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان على عكس هذا الاتجاه، حيث أعلن أن قرار إعدام 47 شخصا، ومنهم الزعيم الشيعي البارز نمر النمر، هو شأن داخلي، مستفسرًا عن أسباب عدم التدخل في شئون الدول الأخرى التي أصدرت أحكام بالإعدام، مثل مصر.
ولفتت الصحيفة إلى أن سياسة عدم الحياد الخاطئة هذه أدت لابتعاد الجميع عن تسليم دور الوساطة إلى تركيا، ولذا لا يمكن أن تلعب أنقرة دورًا، مهما كان نوعه، في الأزمة بين الرياض وطهران، حتى لو طلبت السعودية، التي وافقت مؤخرًا على التوجه للتعاون الاستراتيجي على مستوى رفيع مع تركيا، ذلك، لأن هناك العديد من الخلافات السياسية بين تركيا وإيران في ملفات عدة، وعلى رأسها العراق، وسوريا، واليمن.