"الأوقاف" تتهم "بعض الجماعات" بتأهيل الشباب للانضمام لـ"داعش"
اتهم الشيخ أحمد تركي؛ مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف، بعض الجماعات بتأهيل الشباب للانضمام لتنظيم "داعش" الإرهابي عن طريق فكرها وأيديولوجيتها وتربيتها وتعاليمها، مؤكدًا أن الإسلام لا يوجد به جماعة وأنه يعتبر إنشاء جماعة داخل المجتمع هو جريمة تنذر ببداية التطرف والإرهاب.
جاء ذلك في كلمته مساء اليوم الإثنين، خلال جلسة "نقد الخطاب الديني"؛ ضمن فعاليات مؤتمر "صناعة التطرف .. قراءة في تدابير المواجهة الفكرية"، والذي تنظمه مكتبة الإسكندرية ويستمر ثلاثة أيام بمشاركة خبراء من 18 دولة عربية، تضم مجالات التطرف والإرهاب وعلم الاجتماع والعلوم السياسية والإسلامية.
وأضاف "تركي" أن الجماعات الإرهابية تتخذ اسم الإسلام بهدف اجتذاب الشباب مثل "الجماعة الإسلامية" كأنها فقط هي الإسلامية وما غيرها كافر - على حد تعبيره، مفرقًا بين مفهومي الالتزام والاستقامة، مشيراً إلى أن الجماعات تسعى لتحويل انتماء الشباب من الدين إلى الانتماء للجماعة، واعتبار كل من لا ينتمي للجماعة كافرًا أو غير ملتزم، لافتاً إلى تطور المداخل الفكرية لهذه الجماعات تختلف عن مداخل الجماعات الإرهابية قديمًا، تعتمد علي توظيف القرآن والسنة عن طريق الاستدلال الانتقائي من أجل تبرير الأعمال الإجرامية، وتجتذب الشباب بمغازلتهم بأحلام إقامة دولة الخلافة.
واعتبر "تركي" أن الخلافة نظام ظهر في مرحلة معينة ليواكب ظروفها وأوضاعها، مستدلاً بأن الرسول لم ينشئ خلافة راشدة، ولكن أنشأ المجتمع رشيد، وأنه لا يوجد في التاريخ الإسلامي ما يسمى بـ"عقيدة الولاء والبراء"، وأن الإسلام لا يوجد به إلا عقيدة التوحيد فقط، وأنه على مر التاريخ الإسلامي كان هناك العديد من المدارس العلمية والمذهبية المختلفة ولكن على الرغم من ذلك لم يجد إرهابًا أو تطرفًا.
ومن جانبه، فصل الدكتور عبد السلام الطويل الأستاذ الزائر بجامعة الملك محمد الخامس في المغرب، بين ظاهرة التطرف والنص الديني، وربطها بمحددات أخرى سياسية، وتاريخية، واقتصادية، وسيكولوجية، واجتماعية، وخارجية، معتبرًا أن الصراع الحالي يرتبط بتأويل النص الديني، مؤكدا الحاجة إلي حامل حضاري لهذا التأويل بسبب الخلط بين منطق العقيدة الثابت ومنطق السياسة المتغير، ومنها أفكار مثل الحاكمية وبديلها في الدولة الحديثة البرلمانات، بما يؤكد ضرورة إعمال العقل.
واعتبر أن المنظومة التعليمية في الدول العربية لا يمكنها مواجهة التطرف، ولكنها تساعد على خلقه بسبب المركزية الشديدة التي تكرس نظام الطائفية، إلى جانب أنها منظومة تلقينية تلغي إعمال العقل، مشددًا على ضرورة تحقيق الحرية والعدل من أجل تحقيق جوهر الدين الصحيح.
ومن جهته، عزا الدكتور رفعت السعيد؛ رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، أسباب التطرف إلي عدم إعمال العقل.
وأضاف أن البعض اتخذ من الآيات القرآنية مبررًا قام بتفسيرها تفسيرًا بعيدًا عن صحيح الدين، باعتبار أن التفسير هو المعيار الوحيد للإيمان ومن يخالفه فهو كافر، مشيرًا إلى أنه لا يمكن التعامل مع أي فكرة دون إعمال العقل، بوصف أن التأويل إعمال للعقل.
وطالب بإعادة إبراز صورة وجوهر الإسلام الحقيقية إلى ذهن العالم عن طريق قيم الحرية والعدل.