مفيش حاتم بيتعالج
أحببت أن أعود بذاكرتي إلى فيلم "هي فوضي" وبالأخص حول شخصية حاتم أمين الشرطة التي جسدها الراحل خالد صالح فهي أسطورة بكل المفاهيم الفنية والإبداعية جسدت من خلال عمل متكامل الأركان لممثل ذات واعي وحس فني عالي ومخرج صاحب تاريخ من الإبداع والابتكار الفني.
فحين ننظر إلى موهبة خالد صالح فلم نتوقف بعد فموهبته قد تعدد كل الحدود والمفاهيم التي يمكن أن توصف به خصوصًا في تجسده شخصية حاتم أمين الشرطة والتي أظهرت لنا العديد من الازمات والسلبيات لبعض الخارجين عن القانون ممن يعملون به ومن المفترض أن وظيفتهم هي تأمين المواطنين وليس ترويعهم أو تخويفهم .
فتلك الشخصية تتواجد بيننا بالفعل وليس هذا أن كل من يعمل بمهنة أمين الشرطة بلا ضمير أو أخلاق أو مريض نفسي فكل مهنة به الصالح والطالح كذلك الأمر في مهنة أمناء الشرطة .. حين نتطرق للعمل السينمائي هي فوضي سنجد أنه قد أظهر السلبيات لى حاتم وأسبابها وكان يمكن معالجتها .
فحاتم شخص ذاق مر الحرمان من الولدين ولم ينشاء في أسرة مستقرة كي تحاول أن توجهه وتعلمه الصح من الخطاء وهذه عوامل إذا صادفت أي إنسان من نشأته بفقدان الدفيء والحنان والاطمئنان الأسري قد تجعل منه شخصية مضطربة ، فحاتم ضحية مجتمع ونموذج نشاء علي تلك السلبيات الأسرية كما ذكرنا فجعلت منه شخص لا يتسم بالطيبة ولا العطف.
لكنه وقع في الحب اتجاه نور جارته والتي جسدت شخصيته الفنانة منه شلبي فماذا لو كانت أحبت نور حاتم وتزوجته أتوقع أننا كنا سنجد تغير تام في شخصية حاتم فوجود الحب في الحياة يستطيع ان يغير من شخصية البشر ولكن صدمته في حب نور الأمل الأخير له جعله يعشق حب الامتلاك لأشياء لا يملكها فكان يبحث عن هذا في نور من خلال القرب لها وحين شعر بأنها لا تبادله نفس الشعور وتفضل غيره ارتكب جريمته باغتصابها كحب امتلاك لها .
فنور كان من الممكن أن تخلق منه حالة أخرى تسعي للخير ومساعدة الآخرين لكن البعد والنظرة إليه بأنه غير مناسب بالفعل جعلته يشعر بهذا الفرق بينه وبين الآخرين فجعلت منه وحش جاسر كل هدفه هو الذل والانتقام لمن يقف أمامه مستغلا في ذلك سلطته التي تحمي.
وقد استطاع الراحل خالد صالح أن يجسد هذا النموذج بكل تركيبته وتكوينه وحالته النفسية حتى اقنع المشاهدين بشخصية حاتم الموجوة بيننا ألي ألان فتحليلي النهائي أن حاتم مريض نفسي يجب أن يعالج .