خبير آثار: الوادي الجديد يمتلك مقومات السياحة الثقافية والعلاجية والبيئية
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن محافظة الوادي الجديد التى تأسست عام 1958 تعد ثروة قومية لمصر بكل المقاييس، حيث تقع على مساحة 440.89كم2 أى 44% من مساحة مصر 66% من مساحة الصحراء الغربية وتمتلك كافة المقومات السياحية موزعة على مراكزها الخارجة والداخلة والفرافرة وبلاط وباريس، وعاصمتها الخارجة.
وقال ريحان في تصريحات صحفية، اليوم الخميس، بمناسبة تدشين الرئيس عبدالفتاح السيسى المرحلة الأولى من المشروع القومى الخاص باستصلاح مليون ونصف المليون فدان في منطقة الفرافرة بالوادي الجديد، إن آثار الوادى الجديد تمثل تناغمًا تاريخيًا فريدًا يجمع بين الآثار المصرية القديمة واليونانية الرومانية والآثار المسيحية والآثار الإسلامية وأشهرها معبد هيبس الذي يقع على بعد 4 كم شمال مدينة الخارجة، وقد بدأ بناؤه فى الأسرة السادسة والعشرين.
وأضاف أن العمل فيه استغرق 600 عام بداية من 589 ق.م وحتى عام 69 م وقد كرس المعبد لعبادة آمون ويضم عناصر معمارية مصرية قديمة وفارسية وبطلمية ورومانية، مشيرًا إلى معبد الناضورة والغويطة والزيان ودوش بواحة الخارجة ومعبد بقرية البشندي يعود لعصر الأسرة التاسعة عشر ومصاطب بلاط من عصر الدولة القديمة ودير الحجر بواحة الداخلة ومقابر المزوقة التى تقع على بعد 37 كم من مدينة ( موط ) بالداخلة وهي جبانة ترجع إلى العصر الروماني وتضم مقابر منحوتة في الصخر وعليها نقوش زاهية تمثل خيرات الواحات ومناظر التحنيط والحساب والعقاب.
وأوضح أن أشهر آثار مسيحية بالوادى الجديد لها قيمة دولية ومحلية هي مقابر البجوات بواحة الخارجة التي ترتبط بلجوء المسيحيين إليها هربًا من اضطهاد الرومان وتحتوي على 263 مقبرة أكثرها مزخرف من الخارج و يغلب عليها الطراز البيزنطي وتحوي مزار السلام بألوانه الزاهية ورسومات القصص المقتبسة من كتاب العهد القديم ومخربشات باللغة اليونانية والقبطية والعربية .
وتابع أن واحة الداخلة تضم مدينتين كاملتين من العصر الإسلامي بنيت بهندسة العمارة التقليدية وهي المباني التي أنشأت وفقًا للتقاليد المعمارية المحلية قبل استخدام أساليب ومواد الإنشاء والمدينة الأولى هي مدينة "القصر" على بعد 22 كم شمال مدينة موط عاصمة الواحات الداخلة، وهي نقطة التقاء عدة دروب قديمة وطرق القوافل التجارية، وكانت أول قرية استقبلت القبائل الإسلامية بالواحات عام 50 هـ وبها منشآت دينية كالمساجد والمدارس والأضرحة ومنشآت مدنية كالمنازل والحوانيت والمحكمة والمقعد، أما المدينة الثانية فهي مدينة "بلاط" وتتميز بشوارعها الضيقة المسقوفة بخشب الدوم والنخيل .
ونوه إلى أن مقومات السياحة العلاجية بواحة الخارجة، حيث يوجد بها آبار بولاق الشهيرة التي تبعد عن مدينة الخارجة 28كم، وهى آبار عمقها 1000م ودرجة حرارتها 28 درجة مئوية وتحيط بها مساحات من الخضرة وبالقرب منها كثبان رملية ناعمة تستخدم في علاج المفاصل مثل الروماتويد والالتهاب العظمي المفصلي والآلام الناجمة عن ضمور غضاريف الفقرات الظهرية والقطنية والعجزية بالطمر في الرمال، كما تقع على بعد 18 كم جنوب الخارجة ثلاثة آبار مختلفة الأعماق درجة حرارتها 28 درجة مئوية، مشيرًا إلى أن واحة الداخلة بها آبار موط وهي مجموعة آبار ذات تدفق ذاتي عمقها 1224م ودرجة حرارة مياهها 43 درجة مئوية وبئر عين الجبل، وتتميز واحة الفرافرة بوجود بئر عميق ذو تدفق ذاتي درجة حرارته 24 درجة مئوية علاوة على النباتات الطبية ومنها نبات الإجليج (بلح السكر) لعلاج مرضى السكر والحنظل لعلاج الآلام الروماتيزمية.
وذكر أن مقومات السياحة البيئية والسفاري بالوادي الجديد تتمثل في التلال الصخرية المتوسطة التي تعلو فى بعض المناطق على شكل جبال صغيرة توجد أسفلها أودية رملية ناعمة وهضاب صلبة متحجرة إلى جانب الكثبان الرملية المتحركة والصحراء البيضاء بالفرافرة ذات الشهرة العالمية التيتحتوى على تكوينات صخرية شكلتها الطبيعة ولم تتدخل فيها أيدي البشر.