حرب "زوايا" بين "الدعوة السلفية" و"الأوقاف".. "الوزارة" تشن حملة ضارية لضم المساجد الخاضعة لسيطرة المتطرفين.. والمعارك تمتد لصناديق التبرعات وأقسام الشرطة
شنت مديرية الأوقاف بالإسكندرية حربًا واضحةً على أبناء الدعوة السلفية وحزب النور بالمدينة، بدأت ولادتها منذ تولي الدكتور عبد الناصر نسيم مسئولية وكالة الوزارة مطلع سبتمبر الماضي، ليمثل من وقتها أكثر وكيل شهدته مديرية الأوقاف يشن عداءا واضحا على أبناء الدعوة السلفية، رافعة شعار تطبيق القانون وتقديم الجزءات ضد أي مخالفة يقوم بها أي من أبناء الدعوة، في إطار حفظ هيبة القانون ووقف دعوات التشدد والتطرف، بحسب قوله.
وأخذت هذه الحرب ضد السلفيين عددًا من الأشكال، بدأت بغلق زوايا الإسكندرية أيام الجمعة، وتبعتها بضم عدد من المساجد لإشراف مديرية الأوقاف مباشرة بعدما كانت تتبع شيوخ الدعوة السلفية بالمخالفة للقانون، وبعدها ظهرت محاضر مديرية الأوقاف ضد مرشحي حزب النور الذين استغلوا واجهات بعض المساجد لتعليق لافتاتهم الانتخابية بما يخالف القانون، ومن ثم إزالة صناديق التبرعات التابعة لبعض الجمعيات الخيرية التابعة للدعوة، وكانت آخر تلك المعارك القرار الذي أصدره وكيل الوازرة بوقف تصريح خطابة الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية نهائيًا، رغم أنه كان شيخ الدعوة الوحيد الذي حصل على تصريح بالخطابة هذا العام.
محاضر الدعاية الانتخابية
وحررت مديرية الأوقاف بالإسكندرية في شهر أكتوبر الماضي محاضر مخالفة للقانون وقيام المرشحين باستخدام المساجد في الدعاية الانتخابية، ومنها محاضر ضد المرشح محمد السيد حامد، مرشح حزب النور عن دائرة سيدي جابر، بعد قيامه بالخطابة في زاوية الإسراء بمنطقة سكينة إدارة محرم بك وصعوده المنبر دون تصريح، وحررت المديرية محضرًا رقم 9050 بتاريخ 16 أكتوبر، كما حررت المديرية محضرًا رقم 13776 بقسم الدخيلة ضد المرشح عادل صابر عبد الكافي؛ حيث قام وضع لافتات دعايته الانتخابية على أحد المساجد.
ضم المساجد والزوايا
وبعد 10 أيام فقط من تولي الشيخ عبد الناصر نسيم عطيان مهام منصب الجديد كوكيل للوزارة بالإسكندرية، تمكنت مديرية الأوقاف من ضم 44 مسجدًا من المساجد الأهلية، والتى كانت خاضعةً لسيطرة جماعة الإخوان الإرهابية والدعوة السلفية، منها 22 مسجدًا تابعة لإدارة أوقاف العامرية وكانت تحت سيطرة الجماعة السلفية، و9 مساجد تابعة لإدارة أوقاف برج العرب كانت تُسيطر عليها جماعة أنصار السنة والدعوة السلفية والجمعية الشرعية.
وقال "عطيان" فى بيان إنه أصدر قراره (رقم 306 لسنة 2015) بضم هذه المساجد بدون عمالة ووجه بتدبير أئمة وخطباء ومؤذنين وعمال لهذه المساجد من المساجد الأخرى بمعرفة مديرى الإدارات الفرعية، وأصبحت هذه المساجد الآن خالية من التشدد وفي قبضة أوقاف الإسكندرية، مؤكدًا أن المديرية تسير بخُطوات ثابتة ودقيقة نحو القضاء على الفوضى الدعوية، والفكر المتطرف وما قامت به من ضم لمساجد وزوايا ما هو إلا جُزءٌ أساسي من سياسة الوزارة.
وفي 23 أكتوبر، أعلن الدكتور عبد الناصر نسيم، أنه تم إغلاق ما يقرب من 500 زاوية وقت الصلاة، ، لمنع استغلالها من قبل عدد المتطرفين ممن يتربصون بمصر، وجاء قرار مديرية الأوقاف بشن حملة قوية لإغلاق الزوايا وإبعاد المتشددين عن الخطابة بعد ما قام بعض رموز التيارات الدينية بمنع إمام وخطيب الأوقاف (الشيخ عاطف أحمد عشيبه)، من أداء خطبة الجمعة بمسجد السنهوري بشارع جمال عبدالناصر، التابع لإدارة أوقاف المنتزه.
صدام ومحاضر
وتزايدت قوة الصدامات الصريحة بين شيوخ الدعوة السلفية وبين أئمة وزارة الأوقاف، حيث قام اثنين من أعضاء الدعوة السلفية، يوم 30 أكتوبر الماضي، بممارسة العنف ضد عامل زاوية الخلفاء الراشدين بشارع الفضالي بمنطقة سيدي بشر قبلي، التابعة لإدارة أوقاف المنتزه و فتحوها بالقوة وقيام حدهما بأداء الخطبة عنوة، وقامت المديرية بتحرير محضر (برقم 22887 -إدارى قسم شرطة المنتزه أول).
كما اتهمت المديرية قيام أحد شيوخ الدعوة الدعوة السلفية (شريف الهوارى ) بانتهاك القانون وأداء خطبة الجمعة بالقوة و بدون تصريحٍ، بأحد مساجد العامرية وهو مسجد "الحى القيوم"، وتم تحرير محضر (رقم 10258- إدارى قسم شرطة العامرية أول)، وحول نفس الواقعة، أصدر وكيل الوزارة قرارا بإلغاء ترخيص خطيب المسجد (خليل محمود حنفى) لتهاونه في دوره، ووجه بتدبير إمام و خطيب رسمى للمسجد على وجه السرعة.
صناديق التبرعات
وفي مطلع شهر نوفمبر، شنت مديرية الأوقاف بالإسكندرية، حملة لإزالة صناديق التبرعات الغير مقننة داخل المساجد التابعة لجمعيات، حيث تستغل تلك الجمعيات اسم المسجد لجمع أموال طائلة ضاربةً باللوائح والقوانين عرض الحائط لتقوم باستلام تبرعات بدون إيصالات رسمية، مستغلةً اسم المسجد لجمع أموال طائلة ضاربةً باللوائح والقوانين عرض الحائط وجعلت من المساجد مرتعًا لها لإستلام تبرعات بدون إيصالات، وقد شملت الحملة صناديق تبرعات بـ3 مساجد تابعة للدعوة السلفية، وهي مسجد "الحمد" بخورشيد والذي كان تابعًا للدعوة السلفية وتم ضمه للأوقاف وإزالة لافتة تحمل اسم "الدعوة السلفية"، وهو نفس ما حدث بزاوية "العزيز" بسيدي بشر، وزاوية "عباد الرحمن" بميدان الساعة تم ضمها للأوقاف مع استبعاد المتحدث باسم الدعوة "عبدالمنعم الشحات" من الخطابة بها.
قافلة محاربة الفكر المتطرف
كما شنت مديرية الأوقاف بالإسكندرية، قافلة توعوية بخطورة الفكر المتطرف والمتشدد، وانتشرت من منتصف شهر نوفمبر الماضي بمختلف المساجدن وقد خاطب وكيل الوزارة بنفسه بعدد منها بمناطق العامرية وسيد جابر وغيرها، تفعيلا لتوصيات المؤتمر الخامس والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والذي عقد بمدينة الأقصر تحت عنوان (رؤية الائمة والدعاة لتجديد الخطاب الدينى وتفكيك الفكر المتطرف).
كما أصدر "نسيم" توجيهاته للأئمة المشاركين في القافلة بضرورة التأكيد على التمسك بوسطية الإسلام في كل شىء، والوصول إلى عقول الشباب المسلم وتأمينه فكريًا حتى لاتتخطفه يد التشدد وتلقى به في الهاوية ومن هنا تأتي أهمية هذه الندوات التي تقيمها المديرية لتجوب المدن والقرى والنجوع بحضور علماء الأوقاف.
اعتداء على خطيب الأوقاف والرد بمنع "برهامي من الخطابة"
وجاءت آخر حلقات هذه الصدامات يومي 18 و19 ديسمبر، حيث واصل شيوخ الدعوة محاولاتهم الخطابة في المساجد التي كانت تابعة لهم غير تعليمات وزارة الأوقاف الصارمة بعدم السماح بالخطابة لأي إمام لا يحمل تصريحا من الوزارة بذلك، إلا أن هناك شخص يدعى حمد السيد جاد محمد فرغلي" وهو أحد أبناء الدعوة السلفية ، بمنع الإمام من صعود المنبر وإلقاء خطبة صلاة الجمعة الماضية، بمسجد أولياء الرحمن بزاوية عبد القادر بالعامرية، وبعد أن اعتدى عليه بالسب مكنوا أحدهم و يُدعى (أحمد ممدوح) من إلقاء الخطبة فى إهانة واضحة لا يقبلها أحد.
وردا على هذا الموقف، أصدر الشيخ عبد الناصر نسيم قرارا بإلغاء تصريح الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية ومنعه نهائيًا من إلقاء الخطب والدروس بالمحافظة، واصفًا ما يقوم به أبناء الدعوة السلفية بـ"العربدة ببيوت الله" وإثارة الفوضى بالمساجد، والتي اعتبر أنه لا فرق بينه وبين ما يفعله الدواعش، معلنًا أنه سيواصل حربه ضد أبناء الدعوة المتطرفين.