الواقع العربي
لقد أصبح من المؤكّد في عالمنا العربى، أننا أصبحنا بحاجة شديدة لقوةٍ عربيةٍ مشتركة؛ لحماية الأمن القومي العربي، وحماية حقوق الإنسان العربي، في كل الدول العربية، بل لا أبالغ إذا قلتُ: "إننا أصبحنا بلا شكّ أمام هجمة شرسة على الهوية العربية، وذلك بتأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية داخل الدول العربية، وهو ما شهدناه مؤخرًا في اليمن، وهو ما دعى لتدخل عربى سريع حتى لا تتفاقم الأوضاع في اليمن، ويتحول الصراع الطائفي والسياسى إلى حرب أهلية، تأكل الأخضر واليابس في اليمن؛ مما قد يؤدى إلى ضياع دول أخرى عربية مثلما ضاعت الصومال وضاعت ليبيا للأسف الشديد".
وعندما تحدّث الرئيس "عبد الفتاح السيسي"، وقال: "إن أمن الخليج العربى خطٌ أحمر، وعندما يستدعى الأمر ما هى إلا مسافة السكة، وقد صدَقَ وصدقت مصرُ وشعبُها عندما تعلّق الأمر بدول الخليج العربى الشقيقة التى نعتبر أمنها القومى، هو أمن قومى لمصر.
لكن يا سادة، الأمر أكثر تعقيدًا مما نتصور وبات واضحًا أننا أصبحنا بحاجة شديدة لقوة عربية، ليس فقط لمحاربة مليشيات الحوثيين في اليمن، بل إننا نحتاج لقوة عربية مشتركة ثابتة ومستقرة، ولا أعلم لماذا توقفت المفاوضات بين الدول العربية في هذا الشأن، بعد كل هذه الخطوات المهمة، وآخرها اجتماع قادة أركان الجيوش العربية في مقر جامعة الدول العربية ؟!.
نعم، أصبحت التحديات كثيرة وكبيرة، ومن الواضح أنها ليست مؤقتة، بل إن الأمر من الممكن أن يطول لمدد طويلة جدًا.
ولعل ما يحدث فى الدول العربية، يجعلنا نفكّر بالفحص والدراسة، لماذا تنهار هذه الدول بسهولة أمام جماعات أو مليشيات مسلحة، وهو ما حدث في (سوريا وليبيا والصومال واليمن) بصورة غريبة وعجيبة وسريعة ولافته للنظر، ومن الممكن أن تكون الأسباب سريعة ولعل أهمها عدم التأييد الشعبي للسلطة القائمة، وفقدان الأمل وترهّل وفساد الجهاز الإدارى في هذه الدول، وأغلبها يستحوذ فيها كبار السن من رجال الدولة على مقاليد الحكم فترات طويلة دولة العواجيز، والإصرار على عدم تجديد دماء النخب السياسية والنخب الحاكمة بحجة الخبرة والكفاءة في عواجيز الحكم.
لذلك أقولُ لباقى الدول العربية انتبهوا واحرصوا على التأييد والمساندة الشعبية لشعوبكم، وجددوا دماء النخب السياسية والنخب الحاكمة في بلادكم، وأعطوا للشباب جميع الفرص الممكنة تحت بصركم ورعايتكم؛ حتى لا يتلقفهم الإرهاب الأسود، الذي انتشر في ربوع الدول العربية، وساعدهم فى ذلك الإحباط الذي يسيطر على شبابنا.
أقولُ لكلّ الدول العربية.. توحّدوا يرحمكم الله.. حمى اللهُ أمتنا العربية والإسلامية من كلّ شر.. وحمى اللهُ مصرَ وشعبَها.. والله الموفِّق.