تصريحات وزير خارجية السودان تتصدر صحف الخرطوم
تصدر الحوار الشامل الذي أدلى به وزير خارجية السودان الدكتور إبراهيم غندور ، لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم ، عناوين الصحف السودانية الصادرة اليوم /الجمعة/.
وأبرزت الصحف تأكيد وزير الخارجية السوداني ، أن ما يحدث من خلافات بين مصر والسودان من حين لآخر مجرد سحابة صيف ما تلبث أن تنقشع، وهو أمر قد يحدث بين الأشقاء، مشيرا إلى أن الزعيمين عبد الفتاح السيسي وعمر البشير، وضعا ركائز قوية وحققا إنجازات جديدة لترسيخ علاقات التعاون والصداقة في جميع المجالات لا يمكن أن تنل منها أي خلافات عابرة.
وكشف غندور ، عن انه يجرى الترتيب حاليا لعقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين قريبا بالقاهرة برئاسة الرئيسين السيسي والبشير ، وأوضح أننا نعمل حاليا من خلال اللجان الفنية بالبلدين على ترتيب الأمور، لافتا إلى أن أخر حديث دار بيني وبين وزير الخارجية سامح شكري، بجنوب أفريقيا، تم التأكيد على أنه سيتم استعجال انعقاد اللجنة العليا المشتركة، برئاسة رئيسي البلدين .
كما أبرزت الصحف السودانية تأكيد غندور ، على أنه تم تحقيق نتائج إيجابية في الاجتماع السداسي لسد النهضة الأثيوبي ، الذي عقد في الخرطوم مؤخرا ، ولكننا فضلنا عدم الكشف عنها لوسائل الإعلام ، معربا عن أمله في أن تتبلور هذه النتائج في صورة اتفاق يرضى الأطراف الثلاثة خلال الاجتماع السداسي المقبل المقرر عقده في الخرطوم يومي 27 و28 ديسمبر الجاري .
وأكد غندور ، أن مفاوضات سد النهضة ليست أمر سهلا وهي مفاوضات صعبة مشيرا إلى أن قضية المياه قضية أمن قومي لأي بلد، ومهمتنا جميعا أن نتأكد أن هذا الأمن القومي محفوظ لنا جميعا، مشددا على أن السودان ليس وسيطا أو محايدا ولا منحازا، ولكننا أصحاب حق وشركاء، مشيرا إلى انه في إطار حقوقنا في السودان نعمل على حماية الحقوق للأشقاء في مصر وأثيوبيا وحرصنا في إطار التفاوض أن نصل إلى هذه المعاني .
ونوه أن خروجنا باتفاق على اجتماع أخر تم بعد أن وضعنا بعض المبادئ وبعض المطلوبات ، والاجتماع لم ينتهي فقط برفعه إلى موعد أخر ، ولكننا اتفقنا على "بعض المطلوبات وبعض المبادئ" ،التي كلفنا بها اللجان الفنية، لافتا الى أننا اتفقنا في نفس الوقت على أننا لن نذكرها في الأعلام، موضحا أن تداول الأمور في وسائل الإعلام في بعض الأحيان قد يخرجها من سياقها ومن المناخ الذي كان داخل الاجتماع إلى مناخ أخر.
وتوقع وزير الخارجية السوداني أن يتم التوصل إلى تفاهمات في الاجتماع القادم ، وشدد على أن إعلان المبادئ الذي وقعه الرؤساء الثلاثة في مارس الماضي بالخرطوم ، أكد على أنه يجب أن لا تتضرر أي دولة من الدول من قيام سد النهضة وهذا هو المبدأ الذي نحن نتناقش الان في كيفية تأكيده من خلال اتفاق نرفعه جميعا لقيادتنا السياسية.
كما أوضح وزير خارجية السودان ، موقف بلاده من المشاركة في التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، فأشار إلى إن اشتراك السودان في "عاصفة الحزم" من منطلق واجب عربي من أجل استعادة الشرعية إلى اليمن الشقيق، ولا علاقة له بالخلاف مع إيران لافتا إلى أن خلاف السودان مع إيران ظل في حدود إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية في البلاد ، بعد تجاوزها لحدود الصلاحيات الممنوحة لها، ولكن ظلت السفارة الإيرانية بالخرطوم وكذلك السفارة السودانية في طهران.
كما تطرق وزير خارجية السودان إلى علاقات بلاده مع المجتمع الدولي مؤكدا تمسك بلاده بالحوار مع الغرب على كافة المستويات، على الرغم من استمرار العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة ضد بلاده منذ نحو ربع قرن، وما ترتب عليها من آثار وأضرار إنسانية كبيرة على المواطن السوداني حتى الآن.
كما شدد الدكتور إبراهيم غندور، في حواره الذي اختص به وكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم، على ضرورة خروج البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة "اليوناميد" من البلاد، لافتا إلى أن ولايات دارفور-غرب السودان- تشهد حاليا عودة للنازحين، ومشروعات تنموية كبيرة، فضلا عن الأمن الذي لم يكن متوفرا في الماضي، بحيث تستطيع حاليا أن تسير بالسيارة من الخرطوم إلى دارفور، وهذا الأمر لم يحدث في تاريخ دارفور.
وقال غندور ، إن هذه التطورات الإيجابية في ولايات غرب السودان تتطلب خروج هذه البعثة الأممية باعتبار ذلك حق سيادي للسودان ، موضحا أن السودان يسعى للحصول على هذا الحق بتوافق الآراء ، موضحا أن البعثة أفريقية وأممية ، ونحن أعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، نريد خروجها بتوافق الآراء، لان هذا حقنا السيادي ولم نتخلى عنه ونتابعه باستمرار.
وشدد غندور ، على أن الاتحاد الأفريقي يؤيد السودان تماما في هذا الأمر ، لافتا أنه زار 14 دولة أفريقية حمل فيها رسائل من الرئيس البشير، أكدوا جميعهم وقوفهم مع السودان .
وأوضح غندور ، أن هناك لجنة ثلاثية توصلت إلى تفاهمات كبيرة، وهذه اللجنة للأسف توقف عملها بسبب قرار من مجلس الأمن، مشيرا إلى أننا اتفقنا الأن على أن يتم تكوين آلية جديدة للجنة، ولكن على أن تبدأ من حيث انتهت الآلية الأولى.
كما تطرق الوزير إلى الحوار الوطني الشامل الجاري بالبلاد حاليا مؤكدا أن الحوار الوطني وصل إلى توافقات بنسبة 75%، في مختلف القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.. ومن أهمها بناء الثقة وإعلاء المصلحة العليا للوطن وتحقيق الأمن والاستقرار ووحدة الكلمة والصف.