بلدات تركيا تحولت إلى ما يشبه الأرض الخراب في سوريا
تحولت بلدات "سور" في "دياربكر"، و"نصيبين" في ماردين"، و"جيزرة" و"سيلوبي" في شرناق بجنوب شرقي تركيا إلى ساحات قتال تستدعي إلى الذاكرة ما يجري في سوريا..وذلك بعد فرض حظر التجول هناك ..اضافة الى قتلى، وهجرة، وتدمير الشوارع والمنازل والمستشفيات، في ظل تساؤلات حول حقيقة ما يجري هناك وسط أجواء من التوتر والقلق.
و قالت صحيفة "ميلليت" أن الدولة لم تقدم معلومات وافية للرأي العام التركي عما يحصل في جنوب شرقي تركيا التي تحولت بعض بلداتها إلى مدينة أشباح، ولذلك ينبغي إلقاء الضوء على الصور القادمة من بلدة "سور" التابعة لمحافظة "دياربكر"، والتي فرض عليها حظرا للتجول منذ 30 يوما وأثار الرصاص وأماكن القصف واضحة في بلدة "سور"، وليس هناك فارق كبير بين بلدة "سور" أو سوريا، فكلتاهما تحولت إلى أرض خراب.
الاشتباكات تتواصل بين قوات الشرطة والأكراد في بلدة "سور" وتصل يوميا أنباء عن مقتل مدنيين ورجال شرطة وعسكريين، مما تسبب في بدء موجة من الهجرة من البلدة إلى قرى ومدن مجاورة، والفارق الوحيد بين "سور" وسوريا هو أن الأولى فرض عليها حظر التجول والثانية لا يوجد بها حظر تجول.
و من جانبها ذكرت صحيفة "جمهوريت" العلمانية المعارضة لحكومة العدالة والتنمية أن منظمة حزب العمال الكردستاني غيرت تكتيكها القتالي فنقلت هجماتها المسلحة من الجبال وضواحي القرى إلى قلب البلدات والمدن، وبدلا من شن هجمات مسلحة على مخافر قوات الدرك (الجندرمة) والشرطة، أصبحت تشن هجمات مسلحة في البلدات والمدن.
وبدلا من قيام الحكومة التركية بنشر قوات داخل البلدات والمدن، أرسلت قوات عسكرية خارج أراضيها مثل تلك القوات في مدينة "الموصل" بشمالي العراق، وأصبحت هناك صراعات بين تركيا وثلاث دول مجاورة لها، ألا وهي إيران وسوريا وأخيرا العراق، إضافة إلى الخلافات مع روسيا.
و فى نفس الاطار قالت صحيفة "سوزجو" المعارضة إن حكومة العدالة والتنمية فشلت في إبراز دورها ومكانتها وقوتها في المنطقة، ولكنها تمكنت من إبراز قوتها في الداخل بعد أن حشدت وسائل الإعلام الموالية لها، مثل هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية الرسمية (تي.آر.تي) لشن حملة دعاية كبيرة لصالحها بعد إغلاق العديد من الصحف المعارضة لها واعتقال 32 صحفيا وتصفية المعارضين السياسيين.
و تابعت /أصبح الإعلام الموالي لحكومة العدالة والتنمية ينشر أخبارا عن زيادة الإنتاج الصناعي والزراعي وارتفاع معدل النمو، إلا أن مع هذه المزاعم تبرز الأسئلة الحيوية، وهي "لماذا تنحفض قيمة الليرة التركية في مقابل العملة الصعبة؟ ولماذ ينخفض مؤشر بورصة اسطنبول؟ ولماذا وصل عدد العاطلين عن العمل إلى ثلاثة ملايين مواطن؟ ولماذا تحولت منطقة جنوب شرقي تركيا إلى ما يشبه الوضع في ولاية تكساس الأمريكية قديما؟".