"مصائب قومٍ عن قومٍ فوائدُ".. السياحة المصرية المستفيد الأول من "خناقة" روسيا وتركيا.. وخبراء: الازدهار مشروط برفع الحظر
طارق قابيل: نستطيع سد
احتياجات روسيا من المنتجات المستوردة من تركيا
ناصر
الترك: السائحون الروس يذهبون إلي تركيا في الصيف ويأتون إلي مصر في الشتاء
فرج
عبدالفتاح: السياحة الروسية ستعود في يناير
صلاح
الدين فهمي: الضبعة أعاد ترميم العلاقات المصرية الروسية
عالية
المهدي: قصر المسافة بين تركيا وروسيا يمكن التغلب عليه بزيادة الجودة
من المؤكد
أن إسقاط الطائرة الروسية أثر بشكل سلبي على العلاقات الروسية- التركية، على الرغم
من أنّ روسيا تعد شريكاً أكبر لأنقرة اقتصادياً وسياحياً ,حيث أن المراقب للعلاقات
التركية الروسية قبل سقوط الطائرة سيجد أنها معقدة ومتينة لأقصى درجة فقد بلغ حجم
التبادل التجاري بين أنقرة وموسكو في 2014 إلى حاجز 33 مليار دولار.
وموسكو هي
ثاني أكبر شريك تجاري لأنقرة بعد ألمانيا التي تحتل مكانة مميزة في التبادل
التجاري بفعل وجود جالية تركية تقدر بـ3 ملايين شخص في برلين، إضافة إلى أن روسيا
هي المزود الأول للطاقة في تركيا.. قرابة 60% من إمدادات الغاز، و12% من إمدادات
النفط تأتي من موسكو، بالإضافة إلى اتفاق وُقع عام 2010 يقضي بقيام
"روساتوم" الروسية بإنشاء أول مفاعل نووي لتوليد الطاقة في تركيا بقوة
4800 ميجاوات (مفاعل أك كويو) تبلغ كلفته الإجمالية 22 مليار دولار.
ويجري
العمل بين الطرفين على مشروع لنقل الغاز الروسي عبر البحر الأسود مرورًا بتركيا،
وصولًا إلى اليونان عبر أنابيب يصل طولها لـ1100 كم.. سيحل محل مشروعSouth
Stream الذي ألغته موسكو ديسمبر 2014، بعد أن كان مقررًا
له نقل الغاز الروسي لأوروبا عبر خط أنابيب يمر بوسط أوروبا وصولًا للنمسا , كما
أن تركيا أكبر مستقبل للسياحة الروسية بواقع 5 ملايين سائح سنويًا.
وعلي الصعيد المصري فإن روسيا قد اتخذت العديد من
الإجراءات التي حللها مراقبون علي أنها سلبية علي العلاقات المصرية الروسية وذلك
بعد سقوط الطائرة الروسية فى سيناء والتي راح ضحيتها أكثر من 220 روسيا كانوا على
متنها مع ترجيح سقوطها نتيجة انفجار قنبلة يدوية الصنع. وأكدت بيانات الهيئة
العامة للاستثمار والمناطق الحرة أن حجم الاستثمارات الروسية فى مصر يصل إلى 107.8
مليون دولار بإجمالي عدد شركات يصل إلى 398 شركه تتوزع على عدة مجالات، على رأسها
قطاع السياحة والإنشاءات والخدمات، وبمساهمات مباشرة تصل إلى 68.9 مليون دولار.
وكانت الحكومة المصرية عرضت
على لسان وزير التجارة والصناعة
المصري، طارق قابيل، استعدادها لسد احتياجات
روسيا من المنتجات المستوردة من تركيا، وشمل العرض الذي قُدم لوزير التجارة
والصناعة الروسي دينيس مانتوروف، سد مصر احتياجات روسيا من الواردات التركية للسوق
الروسي والتي تتمثل في الخضراوات والفاكهة بنسبة 66%، يليها الملابس والجلود.
ورصدت "العربية
نيوز" تأثير حادث إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا علي الأوضاع الاقتصادية
المصرية خاصة السياحة
عن هذا
الشأن تحدث ناصر الترك نائب رئيس غرفة
شركات السياحة ل" العربية "
قائلا أن عدد السياح الروس الذين قصدوا تركيا في عام 2014 نحو 4 ونصف مليون سائح،
ويبلغ حجم السياحة الوافدة إلي تركيا ما يقرب من 40 مليون سائح هذه السياحة تدر
دخل قومي إلي إلي تركيا يقرب من 35 مليار دولار.
ورغم أن
تركيا تعد الوجهة الأولى للسياح الروس في عام 2014 ، إلا أن حظر الرحلات في الفترة
الحالية لن يكون له تأثير كبير على قطاع السياحة في تركيا، لأنها لا تعتبر وجهة
للسياحة الشتوية للسائح الروسي على عكس مصر.
وأضاف ترك
أن عدد السياح الروس الذين كانوا موجدين في مصر وقت سقوط الطائرة الروسية يقدر ب
80 ألفا كانوا موجودين في مصر وقت إعلان حظر الرحلات إلى المطارات المصرية.
وأشار ترك
إلي أن خسائر تركيا الفعلية سوف تتضاعف إذا استمر الحظر الروسي إلي فترة الصيف
والربيع القادمة ولفت ترك النظر إلي ان السياحة الروسية إلي العديد من دول العالم
قد انخفضت بسبب تدهور الاقتصاد الروسي علاوة علي أن السائحين الروس من أقل
السائحين إنفاقا.
وأوضح ترك
أن السياحة المصرية تعاني حاليا من أزمة حقيقية قد تهدد بالاستغناء عن الآلاف
العمالة وأننا مازلنا نخاطب أنفسنا إعلاميا ويجب توجيه الإعلام خارجيا لمخاطبة
السائح الأجنبي لأن السياحة الداخلية لا تعوض السياحة الأجنبية ولن تقوم بجذب تدفق
العملة الصعبة إلي البلاد.
وأكد ترك
علي أن مصر لن تستفيد من توتر العلاقات التركية الروسية في مجال السياحة طالما لم
ترفع روسيا الحظر المفروض علي السواح الروس للمجيء إلي مصر.
وقال أستاذ
الاقتصاد بجامعة القاهرة وعضو الهيئة العليا لحزب التجمع فرج عبد الفتاح أن
الاقتصاد المصري لا يجب أن يكون قائما علي مصائب الآخرين بل يجب أن يكون اقتصادا
إنتاجيا أكثر منه خدميا.
وأشار فرج
إن السياحة الروسية ستعود إلي وضعها الطبيعي ومعدلاتها الطبيعية بمجرد رفع الحظر
عن السواح الروس فالسائح الروسي أكبر كل ما يهتم به أن يحصل علي خدمة سياحية جيدة
بسعر مناسب وهو ما يجده في مصر كما أن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية لا تستهدف مصر
فقط.
وأوضح فرج
أن أول العام المقبل 2016 سوف يشهد رفع الحظر عن السائحين الروس من قبل السلطات
الروسية وأن قوة العلاقات السياسية المصرية الروسية سوف تنعكس علي الاقتصاد من
خلال مشروعات عملاقة بين الطرفين أخرها توقيع عقد تنفيذ محطة نووية لتوليد
الكهرباء.
فيما أكد رئيس
قسم الاقتصاد بجامعة الأزهر صلاح الدين فهمي أن
توقيع الجانبان علي تنفيذ مفاعل الضبعة النووي جاء توقيت يمثل بداية لترميم
العلاقات المصرية الروسية وسط أجواء عصيبة يعيشها البلدان في أعقاب سقوط الطائرة
الروسية وسط جبال سيناء، وتعليق الرحلات الروسية إلى مصر.
وأوضح
فهمي أن الوسط السياحي تأثر كثيرًا جراء تعليق الرحلات الروسية، وطالب فهمي وزارة
الخارجية المصرية، بالتعاون مع السفارات المصرية، بتصحيح صورة مصر أمام العالم
لعودة النشاط السياحي مرة أخرى.
وأكدت أستاذة الاقتصاد بجامعة القاهرة عالية المهدي أن مصر لا تستطيع أن تكون بديلاً اقتصادياً لتركيا لدى روسيا، وإنما
تستطيع أن تستفيد من تأزم العلاقات السياسية الروسية التركية وتكون بديلاً
اقتصادياً مؤقتاً فقط.
وأكدت
المهدي أن العلاقات الاقتصادية قائمة علي المصالح ويجب فصلها عن السياسة سواء مع
الجانب الروسي أو حتى مع الجانب التركي.
وألمحت
المهدي إلي أن قرب المسافة بين روسيا وتركيا يعطي أفضلية لتركيا في تصدير المنتجات
وكذلك استقبال السائحين حيث أن تكلفة النقل تقل لصالح تركيا علاوة علي ارتفاع جودة
المنتج التركي.